تطل علينا اليوم الذكرى الحادية والعشرون لرحيل المؤرخ والأديب والشاعر والناقد الأدبي وكاتب المسرحية والقاص والصحافي محمد عبدالقادر بامطرف بعد أن خلف ورائه إرثاً ثقافياً ومعرفياً في شتى صنوف الإبداع وتلاوينها المختلفة والمعارف الإنسانية .
وعبّر عدد من مثقفي وأدباء حضرموت عن تفاؤلهم بأن تحظى هذه الشخصية الأدبية بالاهتمام الذي يسمو إلى ما قدمته من أعمال أدبية وتاريخية وسياسية، مشيرين في أحاديث لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ) إلى ما قامت به الأمانة العامة لاتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين عندما نظمت احتفالية تكريمية للدفعة الثالثة من الرعيل الأول من مؤسسي الإتحاد في عام 1971م وكان من بينهم الأديب والمؤرخ الراحل محمد عبدالقادر بامطرف، مناشدين القيادة السياسية ممثلة بفخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية بمنح بامطرف وسام الاستحقاق للآداب والفنون من الدرجة الأولى أسوة بمنح ثلاثة من أدباء حضرموت هذا الوسام وهم الأديب اليمني علي أحمد باكثير والأديب والباحث عبدالقادر محمد الصبان والشاعر الغنائي حسين أبوبكر المحضار، وكان ذلك محط ارتياح وفرحة من قبل أدباء ومثقفي المحافظة بهذه المكرمة الرئاسية تجاه هذه القامات الأدبية التي يعتز بها الوطن اليمني، مشيرين إلى أن يمنح هذا الوسام أيضاً لاثنين من أدباء حضرموت وهما الأديب والمؤرخ الراحل سعيد عوض باوزير والمؤرخ الراحل الدكتور/محمد عبدالقادر بافقيه، وإطلاق اسم الأديب بامطرف على أي موقع أو مؤسسة ترتبط بالعلم والتاريخ والثقافة في محافظة حضرموت. ودعا مثقفو وأدباء حضرموت الجهات ذات العلاقة القيام بطباعة مجموعة من أعمال الفقيد / بامطرف والتي نفذت من الأسواق والمكتبات ليستفيد الباحثون وطلاب الجامعات في العديد من التخصصات من هذه المؤلفات وعلى سبيل المثال (الشاعر الشعبي المعلم عبدالحق) و(الميزان) و(الرفيق النافع في شرح منظومتي الملاح باطايع) و(الشهداء السبعة) .الهيئة العامة للكتاب تبنت طباعة كتاب (الجامع) اربعة أجزاء في مجلد واحد طباعة أنيقة وفاخرة ، هذا المؤلف الذي احدث جدلاً كبيراً بين المؤرخين .المؤرخ والأديب الراحل محمد عبدالقادر بامطرف من مواليد مدينة الشحر بمحافظة حضرموت في الخامس والعشرين من يونيو 1915م ، تلقى دراسته الأولية في مدرسة مكارم الأخلاق الابتدائية في الشحر من عام 1921م حتى عام 1924م فيما تلقى دراسته الثانوية بمدينة عدن وحصل على شهادة الدراسة التجارية بغرفة التجارة بلندن عام 1935م والتحق بعدد من الدورات في الاختزال والطباعة والترجمة من جامعة كامبريدج بلندن ودورة تدريبية في الإدارة العامة بجامعة الخرطوم بالسودان .الأديب الراحل عمل بعد تخرجه في شركة بول ريس عام 1936م وشركة البس بمدينة الحديدة عام 1937م ثم موظفاً في إدارة الاستشارية البريطانية بحضرموت الساحل مابين أعوام 1939 و1949م .عمل لدى السلطنة القعيطية بحضرموت خلال أعوام 1950 إلى عام 1963م. نال عضوية مجلس الشعب الأعلى في جنوب الوطن في اواخر السبعينات من القرن الماضي .تفرغ للكتابة منذ عام 1963م إلى حين وفاته في الفاتح من يوليو 1988م ودفن بمقبرة يعقوب بالمكلا .