الفعالية التي نظمتها مؤسسة معد كرب الثقافية ومؤسسة الرناد للتنمية الثقافية، بالتعاون مع الهيئة العامة للآثار والمتاحف بوادي حضرموت وهيئة الحفاظ على المدن التاريخية بشبام ووادي حضرموت، جاءت لتعكس الاهتمام المتزايد بالموروث الثقافي اليمني والهوية الحضرمية الضاربة في عمق التاريخ.
تضمنت الفعالية ندوة علمية ناقشت أبعاد التقويم الحميري والنقوش اليمنية القديمة، قُدمت فيها ورقتان علميتان؛ الأولى للدكتور حسين أبوبكر العيدروس بعنوان “ضبط الشهور والسنين عند قدماء اليمنيين”، تناول فيها الجوانب الفلكية والتقويمية لدى الحضارات اليمنية القديمة.
أما الورقة الثانية فكانت تكريمًا لمسيرة العلامة والمؤرخ الدكتور محمد عبدالقادر بافقيه، قدمها البروفيسور محمد يسلم عبدالنور، حيث سلط الضوء على جهوده الكبيرة في مجال النقوش ودراساته التي شكلت مرجعية في فهم التاريخ اليمني القديم.
في كلمات المتحدثين، أكد الأستاذ أحمد الرباكي، المدير التنفيذي لمؤسسة الرناد، أن الحفاظ على التراث الثقافي مسؤولية جماعية تعزز من تماسك الهوية الوطنية، فيما أشار ممثل مؤسسة معد كرب إلى ضرورة التصدي لمحاولات طمس الهوية التاريخية والثقافية.
بدوره، شدد الأستاذ حسن عيديد، مدير عام هيئة الحفاظ على المدن التاريخية بشبام ووادي حضرموت، على أهمية التوعية بالمخاطر التي تهدد المعالم الأثرية، مؤكدًا ضرورة التعاون بين المؤسسات والمجتمع لحماية الموروث الحضاري من العبث والتخريب.
شهدت الفعالية تكريم المشاركين والمساهمين، وعلى رأسهم الأستاذ عارف حداد بن عمر بن شيخ الكاف ممثلًا لملاك قصر عشة، تقديرًا لدورهم في احتضان الفعالية والمساهمة في إحياء التراث.
حضر الأمسية جمع من المثقفين والأكاديميين ومدراء المؤسسات الثقافية والاجتماعية، بينهم الأستاذ عبدالله بن حميدان مدير مكتب الثقافة بمديرية تريم، والأستاذ محمد باشعيب مدير مكتب الشؤون الاجتماعية، وعدد من الشخصيات الثقافية المهتمة بالتراث المحلي.
واختُتمت الأمسية بفقرات فنية تراثية قدمتها فرقة الفنان عمر باعوضان، تضمنت عروضاً من فنون “الزربادي” و”البني مغراه”، تخللتها جلسة دان شعبي شارك فيها عدد من شعراء تريم ووادي حضرموت، في أجواء تفاعلية حماسية أعادت للأذهان روح الفلكلور الحضرمي الأصيل.