علل اشتهارهم بتأسيس قواعد الملاحة لتوسط حضرموت بحار العالم .. الملاحي وملاحة حضرموت في ابن عبيدالله
   
سيئون/موقع محافظة حضرموت/خاص - السبت 11/10/2008
abd-kreem-mlahey.jpg

في ليلة ثقافية من ليال مركز ابن عبيدالله السقاف لخدمة التراث والمجتمع تعانق مساء الأربعاء وادي حضرموت بساحلها وماضيها بحاضرها في محاضرة علمية عميقة الأبعاد دقيقة التفاصيل بعنوان ( الحضارمة والملاحة في المحيط الهندي ) ألقاها الأستاذ عبدالرحمن بن عبدالكريم الملاحي .

حيث أبحر خلالها في عالم الملاحة والبحار ، مستعرضاً تاريخ هذا العلم الحيوي والإنساني الهام الذي كان للحضارمة السبق والريادة في تأسيس قواعده وقوانينه منذ القدم و انتفعت به و منذ ذلك اليوم عموم البشرية ، كما أوضح الملاحي بأن الموقع الاستراتيجي لحضرموت الذي يتوسط بحار العالم وممراتها التجارية ونزعة أهلها الفطرية الغالبة للهجرة والتجارة على غالبيتهم واتصالهم و ارتباطهم النشط عبر التاريخ بكل الدول المطلة على المحيط الهندي هي من أسباب اهتمامهم القوي بالملاحة ، وقد استندوا في كل ذلك على القرآن الكريم الذي يعتبر الأساس الثابت لعقيدتهم ولكافة تعاملاتهم و لعلم الفلك الذي هو حجر الزاوية لعلم الملاحة و إلى مؤلفات العلماء الحضارمة ذاتهم العديدة في هذا الشأن التي تعتبر في إجمالها ثروة علمية عظيمة . حيث كانت حضرموت وتحديدا في فترة القرن العاشر الهجري أكثر ازدهارا و نقلاً للحركة العلمية المختلفة إلى شتى البقاع الأمر الذي دفع بابن ماجد وسعيد المهري وهما من يعود إليهما الفضل وبلا خلاف حسب تأكيد المحاضر في تأسيس قواعد وقوانين علوم الملاحة العالمية لاعتمادهم على تلك المؤلفات تحديداً فهم لم يعرفوا سواها و لأنها تعتمد على السند المتواتر والتعلم والإجازة فيها من عالم إلى عالم بالملازمة والمجالسة .
كما أكد الملاحي أن الروزناميات أو الرحمانيات كما يسميها بعضهم ( وهي ما يشبه الصندوق الأسود الخاص بطائرات اليوم ) و هي السجل الذي يرصد فيها الربان كافة الأحداث والمواقف الهامة التي تصادف وتعترض الرحلة بدقة علمية متناهية بما في ذلك الميزانية المالية ومصاريف الرحلة والأهازيج والقفشات بين المسافرين وأسمائهم وغير ذلك من التفاصيل التي أسهمت في ثراء وتراكمات هذا العلم وتطويره ومن أشهر تلك الروزنامات التاريخية التي يوثق بها ما تركه الربابنة سعيد باطايع و ابن بريك وبامعيبد  ومحمد عوض عيديد، وكل هؤلاء عاشوا في مدينة الشحر وخرجوا منها في فترات متلاحقة  منذ القرن السادس عشر الميلادي وما تلاه .


    Bookmark and Share

هل تؤيد فكرة انشاء الأقاليم كأحد مخرجات الحوار الوطني ؟


النتيجة