وقد ترجم المحاضر فيما سلف العديد من مؤلفاتهم وهذه المحاضرة عبارة عن بحث ومشروع كتاب مفصل لقرأته في عدة كتب لثلاث غربيات من جنسيات مختلفة قدم إلى اليمن في مهام متقاربة في فترة ما بين 1930 ـ 1957 تقريباً وقد تركزت محاضرته المضغوطة نسيباً في التعريف على أنه أهتم الغرب كثيراً باليمن وحضرموت على وجه الخصوص نظراً لعمقها التاريخي والحضاري وانفتاحها و حضورها الفاعل وتأثيرها الفكري على واقع الحياة في بعض أهم دول العالم وبخاصة التي تتركز وتكثر فيها الجالية الحضرمية الأمر الذي دفع بالعديد من حكومات تلك الدول إلى إيفاد ودعم الباحثين والرحالة وغيرهم على التوجه إلى حضرموت واليمن في مختلف الصور و المهام في محاولة لتغلغل إلى أعماق هذا المجتمع المؤثر في حياة تلك الشعوب ولما للمرأة من دور في صناعة هذا الواقع فقد كان لابد من معرفة عالمها الخاصة ولا يمكن ذلك إلا من خلال امرأة مثلها تخترق ذلك المحيط المحصن ولذا وصلت إلى اليمن وحضرموت العديد من الأوربيات .ومن أبرز هذه الشخصيات ثلاثة نساء وهن فريا ستارك الإنجليزية التي قدمت إلى حضرموت وإيفا هوك الطبيبة الألمانية التي أقامت مابين تعز وشبام وقد ذكرت إعجابها بمدينة سيؤون والحركة الثقافية والفكرية والحياة الاجتماعية والاحترام المتميز للمرأة فيها وكلودي فايان الطبيبة الفرنسية صاحبة كتاب كنت طبيبة في اليمن التي عاشت في صنعاء والمدافعة بقناعة عن الزواج المبكر زكذا تعدد الزوجات و تشفق كثيراً على تعاسة بنات الغرب لتأخر زواجهن .وتتلخص صورة المرأة اليمنية في كتابات هذه النسوة من واقع تغلغلهن في المجتمع وحرصهن على رصد كامل لواقع الحياة الأمر الذي لم يتمكن منه الرحالة الغربيين لتدين المجتمع ومحافظته على عاداته وتقاليده الراسخة فأطلقن العنان للوصف والخيال واستخدمن في ذلك أساليب فنية متعددة الألوان و مشوقة وعلى الرغم من أن تلك الكتابات تعد من أدب الرحلات أو مذكرات شخصية إلا أنها كانت أيضا بمثابة تقارير رسمية لحكوماتهم ويتأكد من خلالها دور الخطاب السياسي .وقد تابع الحضور هذه المحاضرة الساخنة التي أدارها الأستاذ علي هادي العيدروس باهتمام شديد نظراً لتباين الآراء فيها وللتنافر الحاد بين اللونين الأبيض والأسود في هذه الصورة الشاهدة على ذلك العصر من وجهة نظر واحدة غائب عنها المترجم والناشر والباحث و الناقد والقاري الجاد فمتى يكتمل النصاب لدينا.