"سوارح وعادات القناصة في وادي حضرموت" في محاضرة لجماعة أدباء تريم
   
تريم/ موقع محافظة حضرموت/ علي صبيح - الجمعة : 1/8/2008
111111eysheh-fort.jpg
أقام اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين "جماعة أدباء تريم " محاضرة بعنوان (سوارح وعادات القناصة في وادي حضرموت ) ألقاها الأستاذ / علي عبيد التميمي وذلك عصر اليوم الخميس 28رجب 1429هـ الموافق 31يوليو2008م في قاعة مكتبة الأحقاف للمطبوعات بتريم وبحضور عدد من المهتمين بالأدب والشعر الشعبي وكذا المولعين بفن القناصة .
وتحدث في مستهل المحاضرة الدكتور /أحمد سعيد بن عبيدون رئيس الجماعة مشيراً إلى أهمية مثل هذه المحاضرات وأن الجماعة الأدبية بتريم تهدف من إقامتها لنشر الوعي الثقافي والحفاظ على المورث التاريخي لحضرموت مطالباً تفعيل الإجراءات لإنشاء شعبة للأدباء بتريم ثم تحدث الأستاذ/ علي عبيد التميمي في بداية محاضرته بمقدمة عن الصيد والاصطياد الذي عرفه الإنسان منذ المراحل الأولى لحياته البدائية وبالوسائل البسيطة وبحسب ظروف الإنسان قديماً حيث استخدمت الحجارة والحفر وذلك لإشباع حاجته من اللحم والغذاء وتطورت الأساليب والآليات.. وأشار إلى أن "للوعل " مكانة مرموقة في الحضارة اليمنية مدللاً على ذلك بما جاء في بعض النقوش الموجودة بالمتاحف واستطرد في محاضرته التعريف بالقنيص وأنواعه حيث عدد منها :

قنيص فردي وهو عبارة عن أن مجموعة من القنّاص يقومون بقناصة شعب من الشعاب بدون قانون ولا سوارح بهدف البحث عن الصيد

القنص المكمن وهذا يقام في قنص الصيد حينما تنعدم المياه في الشعاب ويأخذ القوم كمين حول "قلت ماء" وهذا ليست له سوارح ولاعادات

القنيص الذي تربطه قوانين وسوارح أي قنيص الحافة ودائماً يكون في وقت الشتاء والربيع وتتّبع الأستاذ / علي عبيد مراحل القنيص موضحاً العادات والتقاليد فقال :

أولاً الإعداد للقناصة : عند قدوم فصل الشتاء تعقد الحوف سمر يسمى "سمر مفتتح السلي"ويعقد عادة في بيت المقدم أو"أبو القنيص" ويتم فيه إعداد أشياء منها (معالجة ما تبقى من مخلفات قنيص العام المنصرم ) وبعدها يتم البحث في بعض السوارح ويتم تعديلها وما يتم الاتفاق عليه في هذا السمر يصبح ساري المفعول لهذا العام فمثلاً (الرواني) نصيب الفرد من اللحم وغيرها .. ويحدد كذلك فيه مواعيد القناصة وعدّد الأستاذ / علي التميمي أيام القنيص يوماً يوماً مستدلاً ببعض الأبيات الشعرية للشاعر " المعلم عبدالحق " حول ترتيبات وقواعد القناصة وكيفية القنص وتوزيع الأفراد في الجبال وأماكن رماة البنادق وأصحاب الشباك موضحاً كيفية حل الخلافات التي قد تنشب بين أفراد القنيص في تحديد من صاحب "الجميلة " أي الذي أصاب الصيد أولاً مبيناً أن من يخالف تلك القوانين تتم محاكمته في السمر كأن يكون قام بإطلاق نار في مكان ممنوع وذكر من هذه الأحكام "أربعين رطل جفل (بن) وأربعين رطل سكر وأربعين جلدة " وهكذا يطالب الحاضرون بتخفيف العقوبة إلى أن تصبح خفيفة حتى يقال أن عقوبة العشر جلدات يؤتى بعشر عصي من جرائد النخيل التي تنصب بها الشباك وترمى جميعها فوق ظهره.

كما ذكر استخدام الكلاب المعلمة في الصيد وأشار إلى أن حافة عينات من أشهر الحوف في استخدامها حيث كانوا يعدون "لكلب الصيد المعلم " نصف نصيب الرجل وبيّن كذلك عادات الحوف في القناصة في الوديان فأصحاب مدودة يقنصون في عدة وديان وأصحاب دمون يقنصون واديهم وأصحاب القرية يقنصون الغيل والغبراء وأصحاب قسم يقنصون وادي حسين وهكذا

ثم تناول في محاضرته أنواع أخرى من القنيص مثل "حليمة " التي تقنصها حافة دمون واستعرض ما رتبه المعلم عبدالحق من برامج في بعض قصائده .

وهكذا تناول الأستاذ / علي عبيد في ختام محاضرته قوانين المبشر بالجميلة وأن له "الرأس" كما أوضح نوعاً آخر من القناصة هوقناصة العيانه وهو: كأن يعيّن شخص راعي أو محتطب في الوادي وعل أو قطيع من الوعال فيأتي مباشر ويبلغ المقدم فيأمر الصائح بالصياح " والهجير" فينطلق الناس بشكل فوري للجبل وصاحب العيانة له "نصف الرأس"

واختتم محاضرته بتفاصيل الزف الذي يقام بمناسبة اصطياد الوعل وقال : أن أهالي مدودة يخرج المبشر وهو حامل "كرعان " الوعل كدليل على "الجميلة " ويخالفهم في ذلك أهالي دمون والقرية وقسم وعينات ومشطه وغيرها من المناطق الشرقية كالسوم والمخيبية . 
هذا وقد استمع إلى أسئلة ومقترحات الحاضرين الذين طالبو وأوصوا بجمع هذه العادات واقترح آخرون أن يخصص جناح في المتاحف حول عادات وسوارح القنيص التي زخرت بها حضرموت .

    Bookmark and Share

هل تؤيد فكرة انشاء الأقاليم كأحد مخرجات الحوار الوطني ؟


النتيجة