وظلت المدينة تحتفظ بطابعها التجاري المهيمن حينذاك حتى ثلاثينات القرن الماضي ولم يبهت حتى بداية الستينيات ولم تكن مجرد تجارة تقليدية بيع و شراء بل أضحت مدينه ينطبق عليها بمقاييس التجارة والأقتصاد اليوم المدينة التي تحدد الأسعار والجودة ومقاييس البضاعة وبورصة لكل التجار في ذاك الزمان وحتى أن قبل أن تدخل وسائل النقل كالشاحنات المتوسطة والكبيرة لنقل وتداول المنتجات والبضائع كانت شبام وفي عهد السلطنة القعيطية .
وفي أوج التجارة والتبادل التجاري تعد من أهم المدن التي تحط فيها قوافل الجمال وتغادرها إلى وجهات أخرى ناقله البضائع ويذكر باحثين أجانب في ثلاثينيات القرن الماضي وصلوا شبام ونقلوا عن مشاهدتهم مايعج به السوق الشبامي من المرتادين المتسوقين لبضائع أوربية في المدينة وخارج أسواقها إضافة الى المنتجات الزراعية كالحبوب الذره والقمح والشعير والخضار وغيرها من المنتجات المحلية .
ناهيك عن معامل النجارة والحداده والدباغة وصباغة المنسوجات كالنيل وحياكة الاقمشة والملبوسات والتي كانت تصدر أجودها الى صنعاء سيما ثياب النساء والتي ذكرها العلامة الحبيب أحمد بن عمر بن سميط قبل أن يذكرها الاوربيين بقرنين من الزمن ورصدت كتابات الباحثين وأشهرهم إنجرامز الانجليزي والهولندي مولين وغيرهم في كتاباتهم وبالتحديد قوافل الثلاثينيات ...
وخاصة تقرير انجرامز الذي اورد بناء على الإحصائيات المقدمة من حكومة القعيطي 34م فان القوافل القادمة الى المدينة بين 1000 الف جمل شهريا واحيانا وحسب الحاجه والطلب تصل الى 400 جمل قادمة من المكلا أو الشحر .
كما أن 1000 جمل قادمة أو العكس شبام - صنعاء في أربع قوافل سنوياً ومئات الجمال سنوياً من نجران والعكس وعلى رغم الطريق التي تقطعها الجمال وعبر مسالك متعدده مروراً بمدن اخرى كنقاط تفريغ وشحن فان مسافة الطريق شبام صنعاء تقدر ب15 يوم عبر شبوة أو عبر العبر التي يستغرق فقط الوصول اليها من شبام بالجمال المحملة 4 ايام ومنها الى نجران فصنعاء او توقفا في بيحان ولكثرة قوافل الجمال التجارية العابرة او التي تفرغ جزءاً من حمولتها وتأخذ بضائع أخرى في طريقها نحو مدن اخرى .
وهو أشبه بترانزيت اليوم تجارة الترانزيت فأن دخل الدولة من هذه التجارة الترانزيتية فقط بلغت 12000 الف ريال وبالتاكيد فهو الريال النمساوي الذي يتداول حينها ( ماريا تريزا).