ولم يعد نقش الجسد بالحناء وسيلة من وسائل التجميل والزينة التقليدية للنساء في عدد من البلدان العربية فحسب، بقدر ما أصبح وسيلة دعائية وتسويقية مهمة لإثارة اهتمام وجذب النساء الأوروبيات، ولفت الانتباه إلى بعض المشاركات العربية في المحافل والمعارض الدولية.
وفي معرض (اكسبو سرقسطة الدولي2008) المقام حاليا في أسبانيا شهدت عدد من الأجنحة العربية، وفي مقدمتها الجناح اليمني إقبالا كثيفا من الزائرات الأوروبيات ممن يقبلن على النقش بالحناء والخضاب علي أيديهن وفي مناطق مختلفة من الجسد, وترتسم ملامح الفرحة والدهشة على وجوههن.
ولا تكاد تري سيدة أو فتاة من الزائرات الأوروبيات للمعرض تمر من أمام الجناح اليمني دونما يستوقفها طوابير النساء وتسعى لأخذ مكانها في الدور، وتضطر للوقوف والانتظار للدور ساعات طويلة لأخذ حصتها من النقش الجميل دون اكتراث أو تذمر من كثافة أعداد النساء. النقش اليمني في معرض اكسبو
وكما يبدو الحناء بالنسبة إلي الأوروبيات أمرا مثيرا فأن النقش بالخضاب لا يقل إثارة أيضا وأهمية بالنسبة لهن, حيث تتدافع الأوروبيات على مواقع النقش بالخضاب والحناء في جناح اليمن، كما تتدافع على مواقع النقش بالحناء في جناح الإمارات العربية المتحدة.
ويعد جناح اليمن وجناح دولة الإمارات العربية من أكثر الأجنحة العربية جذبا وإثارة للاهتمام ولفتا للانتباه من قبل زائرات المعرض من الأسبانيات والأوروبيات، فيما مثل النقش بالحناء والخضاب من أهم وسائل الجذب وإثارة الاهتمام ولفت الانتباه ليس بالنسبة للنساء فحسب بل والرجال أيضا.
وتمر ساعات الدوام في المعرض دون أن تنقطع طوابير النساء اللواتي يتزايد إقبالهن علي النقش طيلة الوقت.
فيما تقوم بعملية النقش في جناح اليمن سيدتين يمنيتين بالزي التقليدي اليمني الأنيق والمزركش. وتتباين الأشكال والرسمات التي تنقش بها السيدات الأوروبيات لتأخذ الكثير من الأشكال المختلفة النباتية والتراثية, بينما يحتاج إنجازها إلي نوع من التروي والصبر والدقة المتناهية كلا حسب النقشة والرسمة المطلوبة.
ويظهر من بين ابرز الأشكال أوراق أشجار أو أزهار وورود وزخارف, وهي تضفي نوعا من الجمال علي أيدي النساء والفتيات. وتتفاوت درجة حرارة الألوان وتركيزها من نقشة إلى أخرى حسب المادة (الحناء أو الخضاب) واللون، من الأصفر و الأحمر القاني إلى الأسود القاتم.