مقالات فكريـة
/
برعاية رجلي الخير بقشان وباحمدان .. محافظة حضرموت تشهد عرساً ثقافياً
المكلا الاثنين 30 /ديسمبر/2024 | 01:15
برعاية رجلي الخير بقشان وباحمدان .. محافظة حضرموت تشهد عرساً ثقافياً
موقع محافظة حضرموت/علي حسن العيدروس - الأحد : 9/3/2008
في صبيحة يوم الثلاثاء 19/فبراير الجاري وقف عدد غفير من أدباء ومثقفي وادي حضرموت ومن السلطة المحلية ورجال الأعمال وفرقة حافة الحوطه للألعاب الشعبية وقفوا جميعاً في مدرج مطار سيئون ينظرون إلى الأفق الصحو الذي ستنشق عنه طائرة الشيخ الفاضل عبدالله أحمد بقشان قادمة من الرياض تحمل على متنها أكثر من 20 أستاذا أكاديمياً جلهم من الأدباء والمفكرين ورجال الإعمال في المملكة العربية السعودية من مثل :
- د عبدالله صالح بن عثيمين : الأمين العام لجائزة الملك فيصل الدولية .
- د أحمد عبدالله الضبيب : عضو مجلس الشورى رئيس جامعة الملك سعود سابقاً .
- د محمد عبدالرحمن الربيع : رئيس النادي الأدبي بالرياض سابقاً .
- د عبدالعزيز المانع .
- د مرزوق بن تمباك .
- د محمد الهدلق .
- الأستاذ / معن بن حمد الجاسم .
- رجل الأعمال خالد ناصر الشتري .
جميعهم لبوا دون تردد دعوة الشيخين الفاضلين المهندس عبدالله أحمد بقشان وعبدالله سالم باحمدان لزيارة محافظة حضرموت والتعرف على علمائها وأدبائها ومثقفيها وتجارها وما شهدته محافظة حضرموت من تطور ملموس بعد قيام الوحدة المباركة . والتي نسق لهذه الزيارة د عمر بامحسون مؤسس ومدير الصندوق الخيري لدعم الطلاب المتفوقين كما تأتي هذه الزيارة أيضا ضمن احتفاء منتداء خميسية الأستاذ القدير حمد الجاسم في الرياض الذ تربطه رحمه الله علاقات ثقافية وطيده مع اليمن وحضرموت بشكل خاص ، كما تأتي هذه الزيارة ايضاً متزامنة مع اعتزام اليمن في الأيام القريبة القادمة ارسال وفد ثقافي الى المملكة العربية السعودية للمشاركة في الأيام الثقافية للمملكة .
ومع هبوط الطائرة في مطار سيئون في العاشرة والربع صباحاً شرعت فرقة حافة الحوطة بسيئون في تقديم الوان من رقصات الشبواني ابتهاجاً بقدوم الضيوف الكرام واصطفت الجموع المستقبلة تتصافح مع ضيوفها القادمين يتقدمهم الشيخ عبدالله بقشان و د محمد أحمد فلهوم رئيس فرع المؤتمر بالوادي والصحراء مدير عام التربية والتعليم و د عوض الكثيري مدير عام مديرية سيئون و علي أحمد بارجاء رئيس اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين فرع الوادي والصحراء ومحمد عمر فلهوم رئيس الغرفة التجارية بوادي حضرموت . وكانت مدينة تريم التاريخية أول محطة ترجل اليها الوفد ليطوفوا بأبرز معالمها التاريخية والتراثية والعمرانية التي شدت انتباههم منذ الوهلة الأولى بفنها المعماري المتميز ومخزونها الثقافي الذي تزينت به رفوف مكتبة المخطوطات . واستمع الوفد إلى كلمة ترحيبية وتعريفية من د عمر بن شهاب رئيس قسم اللغة العربية بكلية التربية جامعة حضرموت شهدنا معالم الارتياح لها على وجوههم . وفي مساء ذلك اليوم أقيمت للضيوف بالتنسيق مع فرع اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين أمسية ثقافية بقاعة الصبان بكلية التربية بسيئون قدم فيها الأستاذ حسن عيديد محاضرة عن تاريخ مدن وادي حضرموت وفن العمارة الطينية فيها مدعماً اياها بالصور . كما قدم د محمد عبدالرحمن الربيع من جامعة الامام محمد بن سعود في الرياض محاضرة عن أدب المهجر الشرقي الذي يحتل الحضارم فيه المساحة الأكبر .
المساء السيئوني المشبع بضوء القمر أبى الا ان يبقى حاضراً مزيناً نفسه في فناء حديقة فندق الحوطة المفتوح بقصائد شعرية عطره بها شعراء من وادي حضرموت ومن الوفد الضيف وطربوا بأناشيد فرقة المسرة التريمية والصوت الساحر للمنشد حامد هاشم الحبشي الذي لم يتجاوز الثانية عشرة ربيعاً وسمر الدان الذي أحيته فرقة الدان بتريم ومغنيها الأسطورة صالح بكر ، وقد حضر هذا المساء وكيل محافظة حضرموت لشؤون الوادي والصحراء الأستاذ أحمد جنيد الجنيد .
وقبل ان يفيق الضيوف من دهشتهم لما شاهدوه وسمعوه ولمسوه في هذه البقع الجغرافية من اليمن المسكونة بالعفاف الثملة بعبق التاريخ المعطاء تنامت دهشتهم وهم يصافحون بعيونهم في اليوم الثاني ناطحات السحاب في شبام حضرموت ويرسمون عبر ازقتها لوحة خالدة في ذاكرتهم الى جانب اللوحة المعمارية والتحفة الفنية قصر سيئون ومتحفه الأثري التي علقت بذاكرتهم بالأمس . وهاهم الآن يعبرون بطن الوادي وصولاً الى وادي دوعن ، تفتح لهم مدن وقرى وادي دوعن ألف سؤال وسؤال ، يحضر عبرها أمرئ القيس والأشعث الكندي وعظماء الاقتصاد العمودي وبقشان وبن محفوظ وباحمدان وبن لادن وغيرهم ، إنها الهجرين ودمون وصيلع وصيف وقيدون وخيلة بقشان . وتنتظرهم مدينة المكلا الساحرة نيس اليمن وينتظرونها وتحتضنهم عند الغروب بدفئها وكأني بالمحضار حاضراً يقول :
واجهتنا خلف بعد العصر والحاسد خلف
والهواء يجري حوالينا يلف الموج لف
والجبل من فوقنا يشهد وتشهد لي الكهوف
وتوشح ليلها الممزوج بنفحات نسيم البحر العربي برقصات العرس الحضرمي في بهو قصر بقشان المتعانق مع البحر في منطقة خلف الساحرة تقدمها براعم مجمع فوه التعليمي للبنات ورقصات واناشيد البحر التي تقدمها فرقة الشحر .
أما صباح اليوم التالي الخميس فقد كان الوفد الضيف في موعد مع جزيرة سقطرى وما أدراك ما جزيرة سقطرى ومن موعد الى موعد احتضنهم مركز بلفقيه وبهو فندق هوليدي ان المفتوح ليعيشوا ساعات مع التاريخ والفن . وطوال ايام الزيارة لم تغب رعاية الشيخ عبدالله بقشان للوفد ومرافقيه من خلال مرافقته الشخصية الدائمة لهم وتواضعه ودماثة أخلاقه وكرمه اللا محدود .
اليمن ، السعودية ، مفردتان تكملان بعضهما البعض هكذا عبر اعضاء الوفد عن انطباعاتهم لهذه الزيارة التي اكدت لهم ان اليمن جغرافيا وتاريخ وانسان لايمكن بلوغه او الاحاطة به في زيارة واحدة أو حتى أكثر من زيارة .
انها علاقة ليست عارضة ، علاقة بين شعبين وليس بين دولتين ، ويبقى للسياسة فضل ازالة الحواجز التي اوجدتها الظروف في زمن ما . فضل يحسب في ميزان حسناتها .
بحث متقدم
هل تؤيد فكرة انشاء الأقاليم كأحد مخرجات الحوار الوطني ؟
نعم
لا
لا أدري
النتيجة
جميع الحقوق محفوظة
شبكة مواقع محافظة حضرموت 2005 - 2024
تصميم و إدارة
شركة التجارة الإلكترونية اليمنية المحدودة
اتفاقية استخدام الموقع
|
رسالة لحماية الخصوصية