واشار تقرير لجنة الاعلام والثقافة والسياحة الذي استعرضه مجلس النواب في اجتماعه اليوم الى ان دور السلطة المحلية بالمحافظات غائب هو الأخر عن تحمل مسؤولياتها تجاه المواقع والمعالم الاثرية والتاريخية الواقعة كل في محافظته .
واوضحت اللجنة انها لمست من خلال حديث المسؤولين وفهم المختصين بشؤون الاثار واحاديث سكان المناطق الذين التقتهم اثناء زيارتها مستوى درجة الوعي المتدني بالقيمة التاريخية والمعنوية والثقافية والاقتصادية للاثار والمدن التاريخية الامر الذي جعل تلك الجهات تغفل مسؤوليتها ودورها في الحفاظ على هذه الثروة الوطنية .
ولاحظت اللجنة كذلك اثناء زيارتها الميدانية مدى حجم الاوضاع المأساوية التي ظهرت بها تلك المدن والمواقع والمعالم التاريخية والاثرية والمتمثلة في الحفر العشوائي ونهب مكونات تلك المعالم والمواقع التاريخية والاثرية واخذ احجارها وقطعها الاثرية البعض منها للاستخدام في بناء المساكن من قبل الاهالي الساكنين في المناطق المجاورة والبعض الاخر للمتاجر بها من جانب عصابات تهريب الاثار والمتاجرين بها والبعض الاخر لاستخدامها كتحف خاصة لمنازلهم .
كما لاحظت لجنة الاعلام والثقافة والسياحة بمجلس النواب ان اعمال التنقيب عن الاثار في المواقع والمعالم الأثرية والتاريخية لا تتم وفقا لدراسات شاملة آخذة بعين الاعتبار ليس فقط اعمال التنقيب والبحث عن القطع الاثرية بل وكيفية تهيئة تلك المواقع وتحويلها الى مزارات للافواج والسياحة الداخلية والخارجية وتجنب اعمال التنقيب الموسمية والمتقطعة التي لاحظت اللجنة معالم لها في عدد من المواقع الاثرية وجعلها مفتوحة عرضة للعبث والنهب .
ورأت اللجنة عدم وجود اي منشأة لمتحف وطني على مستوى هاتين المحافظتين التي كلفت اللجنة بزيارتهما رغم ما تزخر بهما من اثار تاريخية هامة ولكي تشكل مركز توثيقي وحفظ لتلك المقتنيات بطرق علمية وادارية وفق الآليات والتقنيات الحديثة بدلاً عن تكديسها في المخازن التقليدية التي تؤثر عليها سلبا.
وتؤكد اللجنة ان هناك جهود تبذل ولكنها محدودة جدا وموازنات ترصد في هذا الجانب وفي اطار الموازنة السنوية العامة للدولة الا انها ربما غير كافية ولكنها ترى كذلك ان ما اعتمد في الموازنات السابقة لا يتم توظيفه بصورة مدروسة ومخططة لخدمة الحفاظ على المواقع والمعالم الاثرية والتاريخية وتطويرها.
ولاحظت اللجنة في تقريرها ضعف النشاط والبرامج الاعلامية لدى وسائل الاعلام الرسمية والاهلية في مجال التوعية بالاثار واهمية الحفاظ عليه.
ودعت اللجنة الى قطاع الاعلام الاضطلاع بمسؤوليته في هذا الجانب وان يكون لقطاع الاثار جزء بارز في السياسة الاعلامية للدولة وفي البرامج والانشطة لوسائل الاعلام والصحافة الرسمية وبقية وسائل الصحافة والاعلام التابعة للاحزاب والتنظيمات السياسية ومنظمات المجتمع المدني لما لذلك من ضرورة في تظافر الجهود المشتركة لحشد الحهد الرسمي والشعبي للتوعية بشئون الأثار والحفاظ عليها لما لذلك من بعد وطني يرتبط بتاريخ وحضارة شعبنا .