حداد بلفقيه .. بعد أربعين يوما من وفاته
   
تريم/موقع محافظة حضرموت/نزار باحميد - السبت 16/2/2008
tabeen-hadad.JPG

أقام فرع اتحاد الأدباء و الكتاب اليمنيين بوادي حضرموت و الإدارة العامة لإذاعة سيئون عصر أمس الجمعة 15 فبراير 2008 بقاعة كلية الشريعة ـ جامعة الأحقاف بمدينة تريم حفلا تأبينيا لفقيد الكلمة و القلم الأستاذ و المربي و الإعلامي و الكاتب الأديب/ حداد أبو بكر بلفقيه الذي وافته المنية يوم 7 يناير 2008م .

و في الأربعينية التي حضرها نخبة من زملاء الفقيد و أصدقاؤه ، و عدد من أفراد أسرته و ممثلين لبعض الجهات الحكومية .. و التي بدئت بآي من الذكر الحكيم ، ألقيت العديد من الكلمات و القصائد التأبينية من قبل فرع اتحاد الأدباء و الكتاب اليمنيين بوادي حضرموت ألقاها رئيس الفرع الشاعر/ علي أحمد بارجاء ، أشاد فيها بدور الفقيد حداد الأدبي و أن رحيله يمثل خسارة للساحة الأدبية في حضرموت . فيما عبر نجل الفقيد أبو بكر حداد في كلمة للأسرة عن مدى حزنه على فقد أبيه ، و قال : خفت المنار الشامخ في حياتي ، رحل عني أعز ما كان لي ، رحلت عني يا أبي ، يا أخي ، يا حبيبي .. رحلت يا أنا ، بل رحلت أنا . ثم رحب بالحاضرين شاكرا لهم حسن تفاعلهم و استجابتهم لحضور هذه الفعالية . من جانبه ألقى الدكتور احمد سعيد عبيدون رئيس جماعة أدباء تريم كلمة وصف فيها الفقيد بأنه كان مدافعا عن بلدته ( تريم ) و تراثها في معظم كتاباته ، و قال : لقد عرفته عندما جئت من الدراسة ، منشغلا بالشأنِ الثقافي حريصا على إلقاء الدروس و المحاضرات الثقافية بمكتبة الأحقاف بالرغم من قلة الحضور . و أضاف : لقد طلب مني مرة أن أقدم موضوعا عن الوسطية في لغة القرآن ، مما جعلنا نحس بأهمية الرسالة التي كان يحملها .

و عن إدارة التربية والتعليم بمديرية تريم .. ألقى الأستاذ/ عبدالله حسن بن سهل كلمة عبر فيها عن حزنه العميق مبديا بعض جوانب الفقيد المضيئة في مجال التربية و التعليم كاعتراف للفقيد الذي كان معلّما ماهرا و مثالا للمربي الناجح ، فهو لم يكتف بالكتاب المدرسي فحسب بل كان يبحث عن المعلومة و الأساليب الجذابة المشوقة للتلاميذ ، و أضاف بن سهل : لقد كان الفقيد أبا حنونا ، و أخا عطوفا مما جعله محبوبا بين زملائه و تلاميذه ، علاوة على تعدد مواهبه التي برزت بشكل واضح في مجال النشاط اللاصفي .

ثم تحدث الأخ أحمد محفوظ بن زيدان - مدير عام إذاعة سيئون مرحبا بالجميع معزيا أسرة الفقيد و الحاضرين، و قال: إن حضوركم يعد وفاء لحداد الذي رحل مبكرا و شكل بذلك خسارة للساحة الإعلامية و لكن هذا قدر الله تعالى و لا رادّ لقضائه ، و استعرض مدير عام إذاعة سيئون نشاطات حداد و عطاءاته في مجال الإعلام و الكتابة الصحفية .

بعد ذلك ألقى الدكتور عبدالله محمد زين بن شهاب كلمة أصدقاء الفقيد، معتبرا الحديث عن حداد حديثا عن تجربة حياة فقد كان حداد مثالا للإنسان المفكر ، المبدع ، الصابر المحتسب ، و قال : رحلتي مع حداد رحلة مع القيم السامية ، مع الحرص ، و الإخلاص و المثابرة ، فقد أفنى حداد حياته في خدمة القلم كتابة ، و نقدا و تحليلا ، بكل تواضع و انكسار .

ثم ألقى الأخ عبدالله عبد القادر العيدروس كلمة مركز تريم للدراسات و النشر الذي كان لحداد إسهامات في الدفع به ، و نشر عدد من الأبحاث و الدراسات التي كان آخرها ( المحضار : أنين و حنين )، وألقى الأخ عمر باسلمة كلمة عن أدباء الشحر الذين تربطهم بحداد علاقات حميمة ، و تركز حديث باسلمة حول حداد كشخصية أدبية و تربوية خلوقة ، و الشحر المدينة التي أحبها حداد فاحبته ، و عن المحضار القاسم المشترك بين حداد و الشحر فقد كان المحضار حاضرا عند حداد كما كان لحداد حضور لدى المحضار .. رحم الله الجميع .

بعد ذلك ألقى عدد من الشعراء الحاضرين قصائد شعرية بديعة ترثي حداد الشاعر و الأديب و الكاتب ، تحمل في معانيها الحزن و الأسى لرحيله المفاجئ ،  اتفقت جميعها على أن الساحة الأدبية قد خسرت نجما آخر برحيل حداد .. حيث ألقى الشاعر جعفر بن محمد السقاف قصيدته ( دمعة رثاء ووفاء و عزاء ) ، و الشاعر سالم زين باحميد ( رحيل الأصدقاء ) علي أحمد بارجاء ( موقف و حِداد ) ، يعقوب برك بلّسعد ( كيف لي أرثيك ) ، د. عمر علوي بن شهاب ( أنّة على سنديانة الغنّاء ) جيلاني علوي الكاف ( هذا المقدر و النصيب ) و ألقى الشاعر محمد بن داوود قصيدة مماثلة ، و اختتم نجل الفقيد علوي حداد أبو بكر بلفقيه حفل التأبين بقصيدة رثى فيها أباه في جوٍ سادته السكينة و الهدوء و ذرفت فيه العيون الدموع .. رحم الله حداد و عزاؤنا فيه أن ترك لنا ذرية مباركة ستخلد ذكراه و تحافظ على تراثه .


    Bookmark and Share

هل تؤيد فكرة انشاء الأقاليم كأحد مخرجات الحوار الوطني ؟


النتيجة