العام الدراسي الجديد يجبر الموازنة الدراسية على الموت المفاجئ
   
الأربعاء 05/سبتمبر/2012 - موقع محافظة حضرموت/الثورة نت
general_education_student.jpg
لم يكد اليمنيون يفيقون من مطالب رمضان والعيد التي استنزفت مدخرات الأسر حتى جاءت متطلبات العودة إلى المدارس لتكمل على ما تبقى منها مع الارتفاعات الكبيرة في أسعار ملابس الزي المدرسي والحقائب والقرطاسية وغيرها في حين استقبلت المكتبات زبائنها بتشكيلات واسعة من تجهيزات الدراسة بأسعار مبالغ فيها في بعض الأحيان ...
ولكن هناك مشكلة تتمثل في وجود أزمة سيولة مادية خلال فترة بدء الدراسة بعد استنزاف متطلبات رمضان وعيد الفطر لجيوب المواطنين مما يؤخر شراء بعض المستلزمات واضطر البعض للاقتراض لسد العجز في ميزانية الشهر الحالي فيما حدت هذه الأزمة من شراء المواطنين للأدوات القرطاسية والمكتبية خصوصا أن موعد استلام رواتب شهر سبتمبر سيكون متأخرا ما يشكل عائقا أمام الكثير منهم لتوفير المستلزمات الدراسة لأبنائهم.
العودة إلى المدارس .. موسم من مواسم البيع والربح لدى فئة من التجار ..لكنه موسم الإنفاق والدفع عند الآباء ، موسم تفريغ الجيوب لشراء متطلبات المدرسة التي لها أول وليس لها آخر .. فهي مناسبة يحسب لها رب الأسرة ألف حساب لكثرة متطلباتها ..فما من أسرة تخلو من الطلاب الذين يصل عددهم في بعضها إلى سبعة أو أكثر وهذا يعني الحاجة إلى ميزانية خاصة لتجهيز الأبناء وشراء الزى المدرسي والقرطاسية والأحذية والحقائب المدرسية .
انتعاش : أدت عودة الطلبة والطالبات للمدارس إلى انتعاش حركة بيع وشراء المستلزمات المدرسية والمكتبية بعد فترة إعداد وترقب من قبل أصحاب المكتبات وتجار القرطاسيات على وجه الخصوص في هذا الوقت من السنة. ويتطلع أصحاب المكتبات وتجار الأغراض المدرسية بشغف لعودة الطلبة والطالبات إلى مقاعد الدراسة والتي تقود إلى حركة تصاعدية لسوق المستلزمات المدرسية مما تنشط حركة البيع والشراء وتعوض التجار الخسائر التي تكبدوها خلال أيام الإجازة المدرسية بسبب الكساد. عدد من المهتمين ببيع الكتب والدفاتر وعموم المستلزمات المدرسية الأخرى كشفوا عما يشهده السوق هذه الأيام من حالة استنفار خاصة خلال الأيام الأولى من أيام الدراسة إذ يلقى السوق إقبالاً منقطع النظيرَ من جميع الفئات العمرية ثم ما لبثت أن تهدأ حالة السوق الشرائية عن ذي قبل.
فيبين أحمد سالمين ـ صاحب قرطاسية ـ أن عملية الاستعداد تبدأ منذ فترة من ناحية تجهيز جميع المتطلبات المدرسية وأنه قد تم الأخذ بالاعتبار التزاحم الشديد خلال بدء الدراسة لمعرفته بأن معظم الأسر اليمنية لا تقوم بتوفير مستلزمات أبنائهم الدراسية إلا مع بدء الدراسة. ويشيـر إلى أن بعض المشتغلين بهذه السلع يهملون عملية التخزين مما ينعكس سلبا على جودة المادة التي تكون عرضة للفساد والتلف نتيجة تأثرها بالحرارة الشديدة داخل المستودعات،. ويؤكد المهتمون بسوق الأدوات المدرسية أن السوق المحلية تنتشر فيها الكثير من البضائع المدرسية المغشوشة والمقلدة، الرخيصة السعر والعديمة الفائدة والتي يشكل بعضها خطورة عند الاستخدام لرداءة الخام المصنوعة منه.
ترويج : ومواكبة لظاهرة الاندفاع المحموم على شراء المستلزمات المدرسية انتشرت الإعلانات بجميع أنواعها من قبل التجار في تنافس غطى جميع الأنحاء كما ازدادت أعداد إعلانات التخفيض رغبة في جذب المتسوقين لشراء احتياجات أبنائهم من كتب ودفاتر وحقائب وقرطاسية وغيرها.
عبء: في جانب آخر يمثل فصل العودة إلى المدارس مأساة حقيقية لدى بعض الأسر، حيث يؤكد سالم العريقي أن بدء الدراسة لدى بعض الأسر يكون قاسيا ومؤلما نظرا للصعوبات المالية التي تعاني منها والتي من جرائها لا تستطيع تلك الأسر الوفاء بالمتطلبات والمستلزمات المدرسية لبنائها فتشكل عبئًا إضافيًّا يرهق كاهل رب الأسرة في المقام الأول فأرباب الأسر، خاصة ذوي الدخل المحدود الذين يعانون هذه الأيام ضغوطات كبيرة فما إن بدأت تلوح لهم إجازة العيد بالوداع مع ما رافقتها من خسائر فادحة حتى فتحت المكتبات أحضانها لهم، وهو ما يعلق عليه محمد الصبري الموظف الحكومي، بقوله: "كارثة هذا العام أظنها فريدة من نوعها ،فرمضان والعيد بكلفتهما، ويأتي بعدهما مباشرة العام الدراسي ، كلها ستتسبب في مشكلة، خاصة لذوي الدخل المحدود". و"لأن مصائب قوم عند قوم فوائد"، فإن المكتبات والأسواق بدأت بالتحضيرات، حيث يقول مدير مكتبة: "إن الاستعدادات للموسم الدراسي تمت من قبلهم متسلحين بأدوات التخفيض والعروض للمستلزمات المدرسية.
تجار الأرصفة: وفي ظل الارتفاع في الأسعار لجأت الأسر إلى الباعة المتجولين الذين نجحوا في سحب البساط من المحلات المتخصصة ببيع المستلزمات المدرسية ومع انطلاق العام الدراسي الجديد شهد هؤلاء الباعة إقبالا كبيرا وأوضح عبدالله الحربي انه حرص على التزود من هؤلاء الباعة بسبب المبالغة في أسعار الأدوات المدرسية في بعض المكتبات وخروجها عن نطاق المعقول فالابن عندما يعجب بسلعة يسعى إلى الحصول عليها بغض النظر عن أي اعتبارات أخرى ما يوقعك في حرج كبير وهذا ما يجعلنا نتجنب تلك المكتبات التي تحتاج إلى فرض رقابة عليها، وأضاف: لدي خمسة من الأبناء وهذا العدد يحتاج إلى رقم كبير لتأمين تجهيزات الموسم الدراسي والباعة المتجولون يوفرون الأدوات ذات الجودة المتوسطة أو المقبولة بأسعار تناسب دخول الآباء وهذا سر الإقبال عليها. من جانبه قال محمد الشراعي انه يحرص دائما على الحصول على السلعة ذات الجودة العالية حتى لو ارتفع سعرها حيث أنها تعطيك مدة أطول وفائدة أكثر ولكن توقيت انطلاق العام الدراسي الجديد أجبرتنا على التوجه لتجار الأرصفة كون التوقيت جاء بعد موسمي رمضان والعيد وكما هو معلوم آن هذه المواسم مواسم صرف، وأكد محمد الذفيف بائع في إحدى المكتبات أن تجار الأرصفة يسحبون الكثير من زبائن المكتبات فهم يبيعون الأدوات المدرسية بكافة أشكالها وأنواعها بأسعار منخفضة جدا مقارنة بأسعارها في المكتبات الكبيرة، لأن الأخيرة تبيع منتجات ذات علامات تجارية معروفة. أما الباعة المتجولون فهم يبيعون أدوات مدرسية ذات صناعة غير معروفة وبعضها مجهولة المصدر. وأعرب المواطن إبراهيم العزب عن ارتياحه للتسوق والتبضع من تجار الأرصفة لأنهم يبيعون سلعاً متنوعة وبأسعار معقولة ما يدفعه لزيارتهم لشراء متطلباته، ويعتقد أن السعر المناسب هو ما يدفع الكثيرين للتوافد عليه، وقال: إن بعض السلع التي يصل سعرها إلى 3000ريال مثلا في المكتبات أجده عند تجار الارصفة بنصف الثمن حتى وإن كانت صناعة أخرى فإن هذا لا يهم بقدر ما تهمني قيمتها ومناسبتها للوضع المادي كي أتمكن من شرائها.
الأسعار نار: وتجولت الـ" الثورة » في عدد من المكتبات والأسواق التي تبيع القرطاسية ورصدت الحركة والأسعار.، وأوضح أحمد عبدالسلام (بائع) أن موسم بداية الدراسة أهم مواسم البيع وقد قمنا منذ شهر بتأمين تشكيلات واسعة من الحقائب والدفاتر والأقلام ودفاتر التحضير للمعلمين والمعلمات وغيرها من مستلزمات الدراسة وتتراوح أسعار الحقائب بين1200 - 3000ريال" لفيما تختلف أسعار الدفاتر بحسب النوع والحجم وتكون أسعارها مابين (500- 800م ريال للدرزن، وأشار علي الزهيري-مواطن إلى أن لديه 4 أبناء يدرسون في مراحل دراسية مختلفة بمدارس حكومية وقام بتوفير احتياجاتهم الدراسية من إحدى المكتبات ولكنه فوجئ بارتفاع بعض الأنواع من الحقائب والدفاتر والأقلام الأمر الذي سيرفع تكلفة توفير طلبات الأبناء من المستلزمات المدرسية.
وأوضحت أم عبدالرحمن أن لديها 3 بنات في مختلف المراحل الدراسية وتحتاج لتفصيل زي مدرسي لكل واحدة منهن في حين أن سعر الزي الواحد يتجاوز 2500 ريال وقد يصل إلى 3000 بحسب نوع القماش وارتفاع الأسعار، وهو ما سيؤثر على الكثير من الأسر بحيث لن يستطيع البعض توفير المستلزمات المدرسية لأبنائه خصوصا الأسر التي لديها عدد كبير من الأبناء.. من جانبه أوضح أبو أحمد (صاحب مكتبة) أن موسم بداية الدراسة يتم من خلاله تعويض فترة الركود الكبيرة التي شهدتها المكتبات هذا العام نظرا لطول الإجازة وقد حرصت كافة المكتبات على تأمين كافة الاحتياجات المدرسة بدءا من القلم الرصاص وانتهاء بالحقائب وهنالك مكتبات كبرى قامت بتقديم عروض لزبائنها.
وأبدى عدد من المواطنين استياءهم من غلاء المواد المكتبية والقرطاسية والتي بلغت20 % وطالبوا وزارة التجارة بمراقبة الأسعار لكبح ارتفاعها. وأرجع عدد من بائعي القرطاسيات وأصحاب المحال التجارية أسباب ارتفاع أسعار الأدوات المدرسية لغلاء الأدوات المستوردة، وعبر أولياء أمور الطلاب عن استغرابهم من تذبذب الأسعار بين مكتبة وأخرى رغم توحد النوعيات والماركات. وبشكل عام فإن اغلب الأسر في بلادنا تحاول التوفيق بين رغبات أبنائها وقدرتها المالية حيث يشير صالح الدبعي إلى انه يحاول الاقتصاد في الإنفاق من خلال اللجوء إلى "البسطات التي تنتشر في الأسواق مع قرب بداية العام الدراسي والمليئة بكافة أنواع وأشكال القرطاسية المختلفة وأسعارها ارخص من أسعار المكتبات .


    Bookmark and Share

هل تؤيد فكرة انشاء الأقاليم كأحد مخرجات الحوار الوطني ؟


النتيجة