وفي الحفل الذي نظمته وزارة الأوقاف والإرشاد اليوم بجامع الصالح بصنعاء أكد وكيل وزارة الأوقاف والإرشاد لقطاع الإرشاد الشيخ حسين الهدار، حرص الوزارة على أحياء المناسبات الدينية التي تذكر الأمة بماضيها المشرق وأمجادها ودينها وسيرة نبيها صلى الله عليه وسلم النبي الخاتم الذي ابتعثه الله تعلى نورا غير به العالم.
ولفت أن الرسول صلى الله عليه وسلم جاهد وعمل طول حياته على تربية الأمة وأبنائها على التوحيد حتى زهدوا في الدنيا ونشروا الألفة والمحبة والتراحم والإخاء وبذلك أنتشر الدين بين الأمم وصارت الأمة جسدا واحدا أذى اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر.
ودعا الشيخ الهدار أبناء اليمن والأمة الإسلامية إلى البعد عن التعصب والأحقاد والبغضاء والتشدد والكراهية، لأن دين الإسلام لم يأتي إلا بكل خير ومحبة وصلاح. ونبه من خطورة أن تحل الكراهية في قلوب المسلمين، لأنها كانت المرض الذي فرق الأمم الماضية وقد نهى الله عنها وحذر الرسول صلى الله عليه وسلم منها ومن خطرها على وحدة الأمة ودينها.
كما دعا من يثيرون القلاقل والمشاكل بالرجوع إلى الله تعالى الاستماع لوصية الرسول صلى الله عليه وسلم بالسمع والطاعة لولي الأمر والتمسك بسنة الرسول وخلفائه الراشدين وعدم الخروج على جماعة المسلمين.
وكانت ألقيت كلمتان من الشيخ/ محمد إمام فودة والشيخ جبري إبراهيم حسن أكدا أن مولد الرسول صلى الله عليه وسلم كان مولد أمة بكل ما تعنيه الكلمة.
وتطرقا لتاريخ العرب قبل مولد الرسول صلى الله عليه وسلم وماكان عليه من الذل والتبعية، وكيف تحول ببعثة المصطفى وتغيرت صورة الأمة والبطولة والإنسان، من أمة تابعة مفرقة ممزقة إلى أمة فتحت الأمصار والأقطار والقفار والبحار، وتغيرت القلوب والعقول ودبت فيها حياة الروح والفكر، حياة الإيمان، أمة تحمل الخير للعالم.
ودعيا إلى الإقتداء بالرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم وإحياء سنته الغراء بحفظ وتعلم القرآن الكريم والاعتصام بحبل الله المتين والحياة على منهجه الرباني حقيقة لا شعارات وإدعاءات، وكذا التمسك بالوحدة والاهتمام بالتربية الحسنة للأجيال، وعدم التفرق والتشرذم إلى فرق وجماعات، والعمل على غرس روح الإسلام في نفوس الأطفال والشباب وتعزيز التكافل والتراحم بين أبناء الأمة.
كما دعيا إلى العودة الصادقة إلى كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم باعتبارهما الدستور الأوفى والأزكى والأهدى والاشمل للأمة في الدنيا والآخرة.
وأشارا إلى دلالات هذه الاحتفالات في تذكير المسلمين وتقوية حبهم لرسولهم صلى الله عليه وسلم وتمسكهم بكتاب الله الكريم، لحاجة المسلمين إلى العيش والبقاء دائما في رحاب معلم البشرية وهاديها ورحاب تعاليمه السامية وقيم الإسلام السمحة الداعية إلى الحب والتسامح والاجتماع.
كما أقيمت بهذه المناسبة العظيمة والذكرى العطرة احتفالات بهيجة في معظم مساجد الجمهورية، ألقيت فيها كلمات لأصحاب الفضيلة العلماء ومدائح نبوية وفعاليات إنشادية ترنمت بشذى وأنوار مولد الهدى وفخر الكائنات والوجود، الحبيب الأعظم محمد صلى الله عليه وسلم.
ونوهت بأهمية إحياء ذكرى المولد النبوي بتدارس سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم والوقوف أمام ما اشتملت عليه من مواعظ وعبر، الأمة اليوم أحوج ما تكون إليها وإلى التأسي بها وأخذ الدروس منها واستلهام أنوار الحق من المنهج الرباني القرآني والسيرة المطهرة.
وأكدت أن الاحتفال بهذه الذكرى العظيمة يجسد المحبة للرسول الأعظم والاعتزاز برسالته المباركة التي أخرجت الناس من الظلمات إلى النور، كما تعبر عن إبداء الشكر لله تعالى على نعمته العظيمة التي أسداها للعالمين بمولد سيد الخلق وابتعاثه بالرحمة لإنقاذ البشرية.
واعتبرت المواسم والأعياد الدينية الإسلامية محطات على الطريق النبوي، وفرصة للقاء المسلمين على الخير، كما يتم فيها تذكر الجهاد الكبير للرسول صلى الله عليه وسلم، في دعوته وتبليغ الرسالة الخاتمة، واستشراف معالم الهدى والنور في السير على دروب الحياة.