أكد الدكتور رياض الجريري،وكيل وزارة الصحة اليمنية ومدير مكتب الصحة
العامة بساحل حضرموت، عدم ظهور أي حالة مصابة أومشتبه بالاصابة بفيروس
كورونا في حضرموت حتى اليوم.
وأشاد بالتفاعل الكبير وغير المحدود من قبل
قيادة السلطة المحلية ممثلة بمحافظ حضرموت قائد المنطقة العسكرية الثانية
اللواء فرج سالمين البحسني، في الدعم والتعاون والاستجابة مع المتطلبات
الصحية وتقديم الدعم المالي لمواجهة الفيروس قبل تلقي حضرموت اي مساعدات
صحية في هذا الجانب.
وأوضح الدكتور الجريري- في حوار صحفي ل"مراقبون برس"،أجراه الزميل عماد الديني رئيس تحرير صحيفة اخبار حضرموت- ان مكتب الصحة وبالتعاون مع السلطة المحلية والجهات المعنية بحضرموت، اتخذ كافة الإجراءات الاحترازية المتاحة لفحص القادمين لحضرموت عبر المطارات والمنافذ المختلفة، سواء عبر مطاري الريان وسيئون او منافذ الوديعة وشحن وصرفيت وكذلك القادمين عبر مطار عدن وفق كشوفات خاصة باسماء كل القادمين عبرها، ويتم إرسالها من هناك إلى مكتب الصحة بالساحل للقيام باتخاذ إجراءاته الوقائية عند دخولهم لحضرموت وفق آلية تعاون مشتركة لمواجهة انتشار الفيروس الذي لم يكتشف له أي علاج أو لقاح حتى الآن.منوها إلى وجود فرق طوارئ صحية تتولى مهام متابعة الحالات الصحية وفحص درجة حرارة المسافرين الواصلين لحضرموت إلى منازلهم، طوال ايام الحضانة المفترضة للفيروس الممتدة إلى ١٤ يوم مضى منها ٤ ايام تقريبا في تنقلهم حتى وصولهم،ورغم كل الصعوبات وشحة الامكانيات وعدم قيام السلطة المركزية بواجبها في افتتاح محاجر صحية بعموم البلاد، للتحفظ على كل القادمين إلى اليمن من الدول المصابة بكورونا طوال ايام حضانة الفيروس.
وأوضح الوكيل الجريري، ان عملية فحص القادمين لحضرموت، تتم بطريقتين الأولى تعبئة المسافر الواصل لبيانات الكرت الصحي الأخضر والتأكد بأجهزة قياس الحرارة ان درجة حرارة المسافر لم تصل ٣٨ درجة كون مافوق ذلك تعتبر حالة اشتباه وتستدعي التحفظ على الشخص وعزله حتى التأكد من حالته، عبر فحصه بجهاز "البي سي آر" الذي أكد امتلاك حضرموت لهذا الجهاز قدمته منظمة الصحة العالمية لحضرموت واخر لعدن مع بعض المحاليل والشرئح المخبرية والأدوية ، مشيرا الى ان الفحص بهذا الجهاز، مكلف جدا، كون كلفة فحص حالة واحدة تصل إلى حوالي الف دولار، مايجعل استخدامه صعب في فحص كافة المسافرين القادمين لحضرموت او اليمن كحال بعض الدول التي تتوفر لديها إمكانيات كبيرة.
مراكز طبية ضرورية ولامحاجر صحية باليمن
وكشف الدكتور الجريري وكيل وزارة الصحة العامة والسكان، عن عدم وجود محاجر صحية حتى اليوم بحضرموت وعموم اليمن، ووجود خلط مجتمعي بين المحجر الصحي والمركز الطبي البديل الاضطراري لاستقبال اي حالة مشتبهة بالاصابة بكورونا،كحال الغرفة الصحية المجهزة بمستشفى ابن سيناء الحكومي بفوة المكلا وفقا لتعميم وتوصيات وزارة الصحة واللجنة الوطنية العليا بضرورة إيجاد مراكز طبية في المستشفيات الحكومية الكبرى بالمدن اوالمحافظات لاستقبال اي حالة مستبهة اومصابة بالفيروس لاسمح الله وحتى نجنب الآخرين من خطر الإصابة عبرها.
وأشار أيضا إلى اعتماد مركز حجر صحي لاستقبال اي حالات مشتبه او مصابة أيضا بمبنى دار الأحداث بمنطقة فلك المعزولة عن التجمعات السكانية لتخفيف من هلع الناس وتخوفهم من اعتماد غرفة بمستشفى ابن سيناء وجهلهم ان الغرفة مجهزة بطرق وإجراءات صحية واحترازية محكمة ومعزولة عن بقية الأقسام الاخرى بالمستشفى ويعمل بها طاقم صحي مجهز بكل وسائل الحماية وله مدخله ومخرجه الخاص إليها ولايسمح لهم بالاختلاط مع بقية العاملين والمرضى بالمستشفى، وتخضع لحراسة أمنية مشددة وصارمة تمنع اي زيارات لهم إلا في حالات استثنائية مشروطة بتجهيز الزائر بكل أساليب الحماية الاحترازية والإجراءات الوقائية اللازمة من لباس وكمامات ومعقمات وغيرها من وسائل الحماية.
ثلاث رسائل توعوية مهمة جدا
ووجه مدير مكتب الصحة العامة والسكان بساحل حضرموت ثلاث رسائل توعوية مهمة جدا لمواجهة خطر انتشار فيروس كورونا، الأولى إلى الفرق الطبية وكافة العاملين الصحيين للقيام بكافة واجباتهم الاخلاقية والإنسانية والالزامية في هذا الظرف العصيب وفقا لمهامهم ودورهم ووفاءا للقسم الطبي الذي قطعوه على أنفسهم بخدمة المجمتع صحيا، وكونهم الفئة المجتمعية الوحيدة المستثناه من قرار التوقف عن العمل الذي شمل مختلف المؤسسات والقطاعات الأخرى، متمنيا ان يكونوا أكثر وعيا والماما بطرق الوقاية الصحية وعند مستوى المسؤولية الوطنية والإنسانية والأخلاقية الملقاة على عاتقهم في هذا الظرف العصيب وان لايكرروا مشهد هروب طاقم مستشفى المصافي بالبريقة من داخل المستشفى هلعا من مشتبه بالاصابة بالفيروس قبل عدة أيام كون طرق انتقال الفيروس لاتتم بمجرد ملامسة المصاب وإنما برذاذ العطاس اوبملامسة الأسطح التي وقع عليها رذاذ عطاسه وملامسة العينين او الأنف او الفم مباشرة قبل غسلهما و لذلك ينصح باستخدام المعقمات اللازمة وغسل اليدين بالصابون جيدا لقتل الفيروس في حال ملامستنا له باليدين وقبل السماح له بالعبور إلى داخل أجسادنا.
والرسالة الثانية إلى الإعلاميين والناشطين وقادة الرأي بضرورة الاسهام في التوعية الصحية للمجمتع ونقل النصائح الصحية السليمة المعتمدة او المقررة من الجهات المختصة وإعادة توجيه الارشادات التوعية الخاصة بكيفية تجنب انتشار الفيروس بدلا من الرسائل التخويفية المرعبة أو تبادل الشائعات الكاذبة وعدم الاكتفاء بالتركيز على الجانب السلبي المظلم والانتقاد الهدام والسخرية من الإجراءات الوقائية وترديد المبررات الخاطئة والمدمرة للمجتمع، كون الخطر يهدد الجميع ومجابهته يتطلب تعاون وتضافر جهود مختلف فئات المجتمع واستشعار المسؤولية.
والرسالة الثالثة إلى المجتمع بضرورة التقيد بكل النصائح والارشادات التوعية الخاصة بتجنب الأسواق والتجمعات والمناسبات والزحمة والابقاء على مسافة متر على الاقل مع الآخرين والامتناع ذاتيا عن التجمعات ومنع الأبناء حتى لا ينتفي الهدف الصحي من إيقاف الدراسة عليهم خلال هذا الاسبوع والمحتمل تمديده اسبوع آخر وفق تقديرات اللجنة الوطنية العليا.
سوق القات والتفاح الإيراني
وكشف الدكتور الجريري عن مناقشة مكتب الصحة بالساحل مع مختلف الجهات المعنية، جملة من المواضيع المتعلقة بالإجراءات الوقائية الضرورية لتجنب انتشار فيروس كورونا بحضرموت واتخاذ جملة من التدابير الوقائية المتعلقة بالتعامل مع القادمين من السفر من الدول المصابة كحالات اشتباه خطرة وإعادة فحصهم مجددا رغم خضوعهم لفحوصات وإجراءات فحص مختلفة عبر مختلف المطارات التي مروا منها وذاك منذ مابعد الإعلان عن اكتشاف الفيروس في السادس من فبراير بما فيهم ٦ من حضرموت قدموا من الصين عبر مطار عدن وتم ابلاغنا بأسمائهم وتم التعامل معهم وإرسال الفرق الطبية الطارئة لفحصهم إلى منازلهم طيلة فترة ايام الحضانة المحتملة للفيروس وذلك تجنبا لظهور الإصابة عليهم خلال هذه الفترة ونقلهم له إلى أسرهم او حتى الركاب بالباص الجماعي الذي استقلوه في طريقهم من عدن للمكلا في حال عطاسهم بين المسافرين وعدم اتباع المسافرين إجراءآت الوقاية من خلال التعامل ولو افتراضا مع من حولهم بأنهم حالات مصابة بالفيروس.
وعن الفتاة اليمنية التي أعلن احتجازها بالقاهرة للاشتباه باصابتها بالفيروس و كانت قادمة من مطار سيئون، أكد الدكتور ان الملحق بالسفارة اليمنية بالقاهرة أكد ان التقارير كشفت أنها سليمة بعد ان ظهرت عليها علامات إعياء في الطائرة خلال السفر.
مفاهيم مجتمعية خاطئة
وأشار الدكتور الجريري خلال الحوار الصحفي معه بمكتبه بالمكلا الى وجود مفاهيم مجتمعية خاطئة عن الفيروس وطرق الإصابة الوقاية منه.وقال ان هناك فهم مجتمعي خاطئ بانتشار الفيروس من حامله حتى قبل ان تظهر عليه الاعراض الاولية للإصابة كالسعلة والكحة وارتفاع درجة الحرارة،وأن من عادوا من الخارج قد يكونوا مصابين ولكن لم تظهر اصابتهم بعد،كونها كانت في فترة الحضانة للفيروس، وهو ماقال ان الفرق الطارئة لمكتب الصحة بالوادي والساحل يعملان على تتبع وفحص حالات العائدين وخاصة من الدول التي ينتشر فيها الفيروس، بشكل دوري إلى مقر إقامتهم طوال التسعة الأيام المحتمل تبقيها من فترة الحضانة للفيروس الذي أكد انه لاينقل بالاكل للمواد او الفواكه التي يتم تصديرها من الدول المصابة كالتفاح الإيراني كون الفيروس لايحتمل البقاء حيا طيلة فترة نقله لليمن لو افترضنا حقن التفاح بالفيروس إضافة إلى ان خطر أسواق القات يبقى في التجمعات بداخلها وليس ان تعاطي القات نفسه قد ينقل الفيروس بأكله، حتى وإن كان حامله او بائعة او لمس من قبل شخص مصاب بالفيروس.
مركز فلك الصحي
واكد الدكتور الجريري على دعم السلطة المحلية بحضرموت ممثلة بالمحافظ البحسني في دعم المحجر الصحي بمنطقة فلك وتجهيزه بالأجهزة والمعدات والمحاليل الطبية والمخبرية اللازمة لحجر اي حالة إصابة وفحص اي مشتبه بحضرموت.
مشيرا الى ان الأمر يعني الجميع ولامانع ان يساهم الكل بدعم المحجر وكذا ضرورة تعاون التجار ورجال المال والاعمال الحضارم ولو بالتكفل بطباعة بروشورات توعوية ومنشورات تثقيقية صحية توزع على المجتمع وتحت اسماء شركاتهم ومؤسساتهم التجارية كنوع من الدعايا الإعلانية لهم إضافة إلى الاسهام مع السلطة المحلية في توفير الاجهزة والمعدات والمحاليل والأدوية الكفيلة بتمكين المحجر الصحي من استقبال ١٥٠ حالة،على ١٥٠ سرير كسعة استيعابية للمحجر الذي يجري تجهيزه بمنطقة فلك، معبرا عن أمله أيضا بتقديم المزيد من الدعم الصحي لحضرموت من قبل الحكومة المركزية ومنظمة الصحة العالمية، وأن يتم التجاوب مع مناشداته ومراسلاته الخاصة بذلك مع مركز الملك سلمان والهلال الأحمر الإماراتي والبرنامج السعودي لإعادة إعمار اليمن.