بلغت الفعاليات الفرائحية لاحتفالات جماهير شعبنا اليمني بالعيد الوطني السادس عشر للجمهورية اليمنية الاثنين الماضي ذروتها في عموم محافظات الوطن وخاصة...
بلغت الفعاليات الفرائحية لاحتفالات جماهير شعبنا اليمني بالعيد الوطني السادس عشر للجمهورية اليمنية الاثنين الماضي ذروتها في عموم محافظات الوطن وخاصة محافظة الحديدة التي احتضنت هذه الفعاليات الوحدوية هذا العام بافتتاح ووضع حجر الأساس لعدد من المشاريع التنموية والخدمية وإقامة الفعاليات الفرائحية واللوحات الفنية الاستعراضية المغناة " أوبريت أعياد سبأ " التي تابعها الملايين عبر شاشات التلفزيون ونقلتها مباشرة عدد من الفضائيات العربية .
وكون المناسبة كبيرة وغير عادية فقد ازدانت كل المدن اليمنية التي ارتوت من عطاءات وخيرات الوحدة بثوب جميل وابتهجت في عيد وحدتنا الأغر الذي أعاد للوطن مجدة وارتفعت في الآفاق هاماته بارتفاع علم الجمهورية اليمنية في الثاني والعشرين من مايو المجيد .فحق لنا أن نفرح وأن نبتهج في عيد الأعياد وأن نقف إجلال وإكبارا لذلك البارق اليمني الذي لمع وحيدا في جنح ليل عربي حالك الظلمة ومجدا يمنيا جديدا ما لبث أن سكب انصع صفحات التاريخ ، وعلينا أن نتذكر ذلك اليوم الذي تحققت فيه أعظم المنجزات بعد سنوات طويلة من المباحثات واللقاءات بين اللجان المختصة في صنعاء وعدن وأن نتذكر ما قاله فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح لحظة ذهابه إلى عدن متجها صوب تحقيق حلم لوحدة أنا ذاهب إلى عدن فمن أراد أن يلحق بركب الوحدة والديمقراطية فليتبعني إلى هناك .. هكذا حسم فخامة الأخ الرئيس وصانع الوحدة بقاعة مجلس الشورى في صنعاء أي شك أو جدل يحول دون تحقيق الوحدة والتي قال عنها الزعيم الشهيد ياسر عرفات يومها أنها ملحمة ووقف العالم انبهارا " بهكذا " أراده السياسية ، وهذا إنجاز عظيم فتغنى به السعداء وتراقصت له القلوب وتسابقت دموع أبناء السعيدة يومها فرحا وابتهاجا بتحقيق أغلى أحلامهم كانطلاقة بإذن الله نحو تحقيق الوحدة العربية التي نحلم بها ويحلم بها كل عربي غيور .. الوحدة العربية التي هي خلاصنا من هذا الواقع المشين والشتات والتمزق الذي تعيشه أمتنا العربية , إن ثمار الوحدة وخيراتها كثيرة والتي عمت أرجاء الوطن من أقصاه إلى أقصاه ولم تقتصر عطاءات الوحدة في عظمة المنجزات التنموية التي تحققت على طول وعرض الوطن اليمني فحسب بل إن نعمة الأمن والأمان ومناخات الطمأنينة والاستقرار هي أعظم مكاسب الوحدة والتي قطفنا ثمارها وجنينا محصولها بعد أن عاش الوطن في سنوات التشطير الكئيبة الصراعات والحروب المريرة التي خسر الوطن حينها كوكبة من أبنائه الخيرين الذين كانوا ضحية تلك الصراعات والحروب .. وانتهت اليوم وإلى الأبد إن شاء الله ليسود الوطن الأمن والاستقرار والسكينة والاتجاه نحو التنمية والبناء وهي شعار كل اليمنيين .
وإذا كانت الوحدة اليمنية هي عامل مهم وأساسي في تعزيز الأمن والاستقرار والطمأنينة داخل الوطن فهي عامل مهم في توطيد علاقات الأخوة بين بلادنا ودول الجوار والتي أثمرت تلك العلاقات بترسيم وإنهاء مشاكل الحدود وتوقيع المعاهدات والاتفاقيات لما من شأنه تعزيز العلاقات الأخوية حيث شهدت قفزة كبيرة بدخول اليمن في عدد من المؤسسات بمجلس التعاون الخليجي على طريق انضمام بلادنا الكامل لمجلس التعاون الخليجي مستقبلا وهذا ما عبرت عنه تصريحات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز ملك المملكة العربية السعودية الشقيقة لرؤساء تحرير الصحف الخليجية منتصف مايو الحالي حول انضمام اليمن لمجلس التعاون لدول الخليج العربية يوما ما وبأن اليمن جزء لا يتجزأ من الأمة العربية والخليج شئنا أم أبينا .
كما إن اجتماعات مجلس التنسيق اليمني السعودي الذي سيعقد نهاية هذا الشهر في المكلا وزيارة صاحب السمو الملكي سلطان بن عبد العزيز ولي العهد السعودي لبلادنا هي لبنة أخرى في صرح علاقات الأخوة والجوار بين بلادنا والسعودية الشقيقة التي ترسخت جذورها في ضمير وجدان الشعبين والقيادتين ومثلما قالت صحيفة المدينة السعودية في عددها الأخير إن التجربتين اليمنية والسعودية في الوحدة تتشبهان في قاسم مشترك .. أهمه أن كلتا التجربتين تحققت لها عوامل النجاح في زمن قياسي .