إن الفاجعة التي أحلت بالأمة الإسلامية لهي من أكبر الفاجعات وأعظمها وهي أن يستهان بالمصطفى صلوات ربي وسلامه عليه ...
, لكن من أعظم الأمور أن نتهاون نحن المسلمين لنصرة أحب الناس إلينا ونتخاذل بأدنى الأمور , وهي مقاطعة الذين أساؤوا إلى أكبر رمز وأعظم إنسان في هذه الأمة وهو رسول الله صلى الله عليه وسلم .
فكيف نتهاون في أعظم شي عندنا, أهي رغبتنا في تلك المنتجات والبضائع ؟ أم هي المهانة والضعف والخوف من تلك الدول؟
أسئلة محيرة والإجابة عنها منا .. يعلم الله كيف تكون!!
فقد أتى الجواب من الله عز وجل جازما لكل متهاون حيث قال تعالى: (إلا تنصروه فقد نصره الله ) فقد تعهد الله سبحانه وتعالى بنصرة نبيه إذا تهاونا بالقيام بها.
إن نبينا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم ضحى وبذل الغالي والنفيس من أجل هذه الأمة , فنقول لأنفسنا أنسينا غزواته و ما حصل له من متاعب لا يستطع اليوم أحد أن يتحملها فقد شج رأسه وكسرت رباعيته وأدمت رجليه الشريفتين وصبر على إهانات الكفر وصبر على حصار الشعب ثلاث سنوات , أنسينا تلك المعاناة التي تعرض لها, وامتد ذلك الصبر إلى أصحابه وأهل بيته العظماء الذين عانوا وتعبوا من أجل هذا الدين العظيم , وساروا على استكمال النهج الذي سار عليه من الصبر والمشقة وذلك من أجل حمل الدعوة الإسلامية ومن أجلنا لكي ينقذنا من الوقوع في نار السعير حيث قال تعالى (واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تهتدون).
لكن مع ذلك نجد الكثير والكثير الطيب من هذه الأمة الذين تظاهروا ونددوا واستنكروا بطرق تتلاءم مع التعاليم الإسلامية التي علمها المصطفى لهذه الأمة والتي منبعها القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة ، حيث قال تعالى ( و لا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدواً بغير علم )، هذه تعاليم النبي الأعظم لهذه الأمة وهو أعظم تعامل مع الآخر, فكيف يستهان بهذا الإنسان العظيم الذي أعطى الاحترام والتقدير للآخر.
فهنا نقول للأمة إن المقاطعة جزء من المدافعة عن كرامتنا ونؤكد للآخرين أن لنا قيم ومبادئ لابد أن يحترموها ..
والأهم ألا نقول ما الفائدة من المقاطعة ومن التنديد , لكن أنت قاطع واجعل في نفسك حرقة لما حصل , فأنت عليك أن تقوم بهذا الشيء الذي يعد أدنى الأمور وتذكر أن النبي صلي الله عليه وسلم صبر ثلاث سنوات في حصار الشعب وانه ربط الحصا على بطنه من الجوع وكل هذا من أجلك أيها المسلم الذي لم تعان شيئا و لا أدنى جزء من تلك المعاناة.
فانا أُوقنُ إن قاطعنا منتجات الدول التي أساءت إلى النبي صلى الله عليه وسلم لن نخسر شيا ، لأننا سوف نجد البديل عنها , وأيضا سنلحق بهم الخسارة ونؤكد لهم أن الإهانة التي قاموا بها لن تمر مرور الكرام , ونؤكد لهم أن النبي صلوات ربي وسلامه عليه هو أعظم من كل شي لدينا .. لأننا إذا لم نحبه وندافع عنه لكان ذلك من أخطر الأمور ، فلقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ماله وولده ومن نفسه التي بين جنبيه ) وفي رواية ( ومن الناس أجمعين ) .
وأقول لرجال الأعمال وأصحاب المتاجر عليكم الصبر فلربما تتعرضون لخسائر لكنها بسيطة جدا مقارنة بالإساءة الى النبي صلى الله عليه وسلم لأنه أعظم شيء عندنا، فأنا متأكد ومتيقن أنكم سوف تتنازلون عنها من أجل نصرة سيد الخلق .
وأخيرا أقول للذين استهانوا بالنبي الأعظم أنتم لا تعرفون شيئا عنه, فهو الذي وضع معايير ومقاييس لحقوق الإنسان والمرأة والحيوان التي تتنادون بها وهو الذي علم هذه الأمة كيفية التعامل مع الآخر بالأخلاق والتعامل الحسن.
فمن المؤكد أن الذي نشر في تلك الصحف هو ليس إساءة للنبي صلى الله عليه وسلم لأنه فوق الإساءة و إنما هو تعبير عن أحقادهم وإظهار المسلمين بالمنظر المذل المشين قال تعالى : ( قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفي صدروهم أكبر قد بينا لكم الآيات إن كنتم تعقلون ) , وذلك ضنا منهم انه لا أحد سينتصر له لكن نقول لهم إن الأمة لازالت حية.