ذكرى رحيل أبي محضار السابعة
6/2/2007 12:00:00 AM- موقع محافظة حضرموت/صالح سالم عمير
يوم الاثنين الخامس من فبراير 2007م تصادف الذكرى السابعة لرحيل الشاعر الملحن الكبير / حسين أبو بكر المحضار – الذي رحل بجسده يوم الأحد 5 فبراير 2000م , تاركا لنا فنه الخالد وروحه المبدعة حية باقية خالدة ..

  كلنا نتذكر ذلك اليوم الذي أحسسنا فيه بالأسى والحزن عن سماعنا نبأ الرحيل , رحيل الشاعر الغنائي العملاق , والملحن العبقري الفذ , الذي أجمع الكل على محبته , كل الأدباء والمثقفين والمهتمين والمحبين ورجال السياسة وغيرهم , وتحدثوا عنه بإكبار وإعجاب ، ليس لأنه شاعر وملحن غنائي فذ فحسب , ولكن لأنه إنسان وفي وبسيط وقريب من كل من حوله , يحب الناس , ويسأل ويتحسس على كل أصدقائه رحمه الله تعالى .
وأكثر الشعراء والمثقفين لهم ذكرياتهم العاطرة الجميلة التي جمعتهم مع هذا الشاعر المبدع الذي لا يتكلف ولا يحقد ولا يتعصب ولا يتظاهر بما ليس فيه , وكان بيته بمدينة الشحر , مفتوحا لكل الناس وكان قلبه كذلك , وكان يزور مدينة سيئون , في كل مناسبة ويتغزل فيها كما في باقي المدن بأحلى وأجمل الأشعار . أقول أجمع كل الناس على محبة هذا الشاعر والملحن الكبير ليس لأنه صاحب كلمة عذبة , ولحن بديع فحسب , ولكن لأنه كان يحب كل الناس , وقلبه مفعم بالحب لكل الناس ولسان حاله يقول :
بالحب قلبي والوفاء ممتلي
والود والمعروف شغلي
ما عيب حد يغلب على أصلي
حتى ولو شفت الدلائل والقرائن


رحلة على شاطئ كتاب :

أعزائي
رحلتنا هذا الأسبوع على شاطئ كتاب قيم , موسوم بـ " الحركة الأدبية في حضرموت " تأليف الأستاذ / عبد القادر محمد الصبان – 1921 - 1999م الناشر : مكتب وزارة الثقافة محافظة حضرموت مديرية المكلا عام 2001م تنفيذ وإخراج وتوزيع دار حضرموت للدراسات والنشر . مؤلفه رمز من رموز الحركة الأدبية والثقافة في بلادنا وسوف تظل مؤلفاته , وكل مآثره وآثره باقية وستظل تشكل معينا لا ينضب , لكل المهتمين والمثقفين , لأنه ممن أخلصوا للإبداع ومن الرجال الذين سهروا الليالي واجتهدوا وجاهدوا وحملوا مشاعل الفكر وأسهموا في نهضة أممهم وخلفوا وراءهم ذكرى عطرة وسيرة حياة كريمة باقية مدى الزمان وسوف نرحل معكم أعزائي الآن على شاطئ كتابه الموسوم : " الحركة الأدبية بحضرموت " الذي يضم دراسة خاطفة عن أطوار الحركة الأدبية بحضرموت حيث قسم كتابه إلى 6 أقسام وهي :
الأول : عصر ما قبل الإسلام .
الثاني : العصر الإسلامي الأول إلى عام 129هـ .
الثالث : من 129هـ إلى القرن العاشر .
الرابع : من القرن العاشر حتى نهاية القرن الثالث عشر الهجري .
الخامس : الأدب الصوفي .
السادس : من أول القرن الرابع عشر إلى 1387هـ .

وبعد أن تحدث عن عصر ما قبل الإسلام وبعد أن ترجم لبعض شعراء ذلك العصر الحضارمة ، وهم : امرؤ ألقيس , ابن حجر الكندي , والشاعرة أم الصريخ الكندية , والشاعرة خويلة القضاعية , كتب الأستاذ الباحث / عبد القادر محمد الصبان – قائلا : قبل الإسلام بمائة وخمسين عاما , وجد شعراء حفظ التاريخ أسماءهم وسجل أشعارهم شعراء أرقدوا اللغة العربية بروافد لا تنضب , فتفجرت قرائحهم بمعين عذب , وقدمت بقعتنا حضرموت روافد من الشعر , وفجرت ينابيع من اللغة , وتحركت عبر التاريخ قوافل من البيان قدمت المنطقة للأمة العربية ، وعلى مدى بقاء العربية منجما ضخما من الآداب لا ينفد إنما يتجدد بتجدد اللغة , فحيث ذكر الأعشى والنابغة وزهير .. ذكر قبلهم امرؤ ألقيس , وحيث كتب المؤرخون عن تاريخ الأدب العربي في عد ما قبل الإسلام فإنه أول ما يكتب عن امرؤ ألقيس .
ثم تحدث الأستاذ / عبد لقادر محمد الصبان – عن الحالة الأدبية بحضرموت إبان العصر الإسلامي الأول من العام العاشر للهجرة إلى عام 129هـ وترجم لستة من أعلام ذلك العصر وشعرائه منهم : امرؤ ألقيس بن عانس الكندي , الذي ولد بتريم عام 20 قبل الميلاد النبوي وتوفي عام 25 للهجرة , والمقنع الكندي والذي ولد عام 65هـ بوادي دوعن وتوفي عام 128هـ بنفس الوادي .

وفي القسم الثالث من عام 129هـ إلى نهاية القرن التاسع الهجري تحدث الأستاذ الصبان عن بعض أعلام وشعراء هذا العصر , ومن بينهم : عبد الله بن يحيى الكندي - طالب الحق - وأبو إسحاق الهمداني , وعبد الله بن راشد , الذي ولد بتريم عام 553هـ وسمي وادي حضرموت باسمه , وابن عقبة الشبامي , وأبو بكر ابن عبد الله العيدروس الملقب بالعدني , الذي ولد بتريم عام 851هـ وتوفي عام 914هـ ودفن بعدن .
وفي القسم الرابع من عام 902هـ إلى عام 1300هـ تحدث عن أبرز الشخصيات الأدبية والعلمية في ذلك العصر وهم : عبد الله بن عمر بامخرمة , ومحمد عمر بحرق , وعمر عبد الله بامخرمة , وعبد الصمد باكثير .

وتناول الأستاذ الصبان في القسم الخامس من كتابه أبرز أعلام الأدب الصوفي - كما يسميه - من عام 377هـ إلى 1333هـ ومن بينهم : الإمام الحداد , والعالم الجليل علي بن محمد الحبشي , وعبد الله معروف باجمال .
وفي القسم السادس من الكتاب تناول المؤلف : الحركة الأدبية بحضرموت من عام 1301 هـ إلى 1387هـ وتحدث عن أبرز أعلامها وشعرائها وهم : محسن بن علوي السقاف باعتباره ممهدا للحركة الأدبية الحديثة بحضرموت , ثم تحدث عن أبي بكر بن شهاب , وسماه زعيم الانقلاب الشعري , يليه الشاعر والثائر / عبد الرحمن بن عبيد اللاه السقاف , وقال : إذا كان ابن شهاب الركن الأول وزعيم الانقلاب الشعري في الحركة الأدبية بحضرموت فإن ابن عبيد اللاه هو الركن الثاني .
ثم تناول : صالح بن علي الحامد , وعلي أحمد باكثير , ووصفه بأنه " باعث النهضة الأدبية بحضرموت " ثم تحدث عن الأستاذ / محمد أحمد الشاطري , ثم عمر محمد باكثير , ثم تحدث عن من أسمائهم : شعراء الشباب وهم : أحمد عبد القادر باكثير , عبد الرحمن أحمد باكثير , حسن عبد الرحمن بن عبيد الله السقاف , سالم زين باحميد , وعبد القادر محمد الصبان . وأشار إلى أن الحركة الأدبية في هذا العصر سايرت الآداب والحركات الأدبية في البلاد العربية لاستقرار الحياة السياسية والاقتصادية وتطور الحياة نفسها , موضحا عوامل الدفع بها وهي :
الجمعيات والنوادي الثقافية , والمدارس ونظام التعليم والصحافة والمجلات , وتشجيع الجمهور .
ويرى أن الحركة الأدبية خلال هذه الفترة تجددت وأدخل عليها إطار تجديدي يساير الركب العربي ويهتم بقضايا العروبة , والتعبير عن آمالها وآلامها . وبث الوعي , وتهيئة الجمهور لتقبل الوضع الثوري الجديد - على حد تعبيره - لاسيما أشعار باكثير والحامد .
ويرى الأستاذ الصبان إن الإنتاج الشعري لمن أسماهم شعراء الشباب ليس في مستوى إنتاج ابن شهاب وابن عبيد اللاه وباكثير والحامد .

وأخيرا يقول الأستاذ الصبان : وهناك رجال بارزون لهم في مضمار الكتابة والتأليف فضل كبير والمجلات حافلة بكتاباتهم أمثال : الأستاذ محمد بن هاشم , وسعيد عوض باوزير , وعبد اللاه بلفقيه , ومحمد عبد القادر بامطرف وغيرهم .
ويخلص الأستاذ الصبان إلى أن الحركة الأدبية تحتاج إلى قوة دفع قوية مستلهمة الأحداث والتطور , جريئة غير هيابة تقوم بدفعة جذرية للأدب على أصول علمية , وأن هناك نوع من الأدب هو الأدب الشعبي وأن هذا الأدب يحتاج إلى دراسة خاصة به وحفظ نفائسه وتطويره .