أسعار الأدوية.. كابوس يجثم على صدور المرضى
12/16/2006- سبأنت/موقع المحافظة/أمرية المريطي - جواهر الوداعي

تصور ان حياتك لن تستمر إلا بدواء باهظ الثمن يضاف إلى همومك


 ويصبح احد أولوياتككالمأكل والمشرب والمسكن ..في وقت تحاول وبكل طاقتك توفير القوت الضروري وإيجارالمسكن الذي يؤويك مع أفراد عائلتك تفاجأ بدخيل يفرض نفسه بقوة ويشترط عليكالاستمرار إلى الأبد.
يرافق هم شراء الدواء الأعباء التي تسيطر على تفكير آلافالمرضى وخاصة مصابي الأمراض المزمنة .. فمع تدني الأوضاع الاقتصادية وعدم القدرةعلى تلبية المتطلبات الأساسية للأسرة يظل هاجس المرض والحصول على الدواء هما يثقلكاهل كل من ابتلي بمرض مزمن .
يببيع ابو احمد 40 عاما أغراض منزله التي يعتبرهاغير ضرورية حتى يستطيع شراء الدواء لابنته التي فاجأته الأقدار بإصابتها بمرضالذئبة الحمراء ( أحد أمراض الجهاز المناعى المزمنة ) فضاقت به الدنيا وأغلقت كافةالأبواب في وجهه عندما علم بثمن الدواء الذي لابد أن تتناوله ابنته وإلا فقدتحياتها وما عاد يدري ما يفعل براتبه هل يدفع إيجار المسكن أم يشتري متطلبات أسرتهأو يدفع فاتورة الماء والكهرباء أو فاتورة الدواء التي ستكلفه 15الف ريالشهريا.
ليس أبو احمد وحده من يعاني من فاتورة الدواء المرتفعة والتي أجبرت عمرعلى ترك قريته وبيع كل ما يملك ليهاجر إلى المدينة في محاولة منه للإبقاء على حياةأبناءة الثلاثة المصابين بمرض الهيموفيليا ( سيوله الدم ) أو النزف الوراثي حيث أنطبيعة حياة الريف الجبلية تعرضهم لإصابات ينتج عنها نزيف للدم لا يمكن إيقافه إلاباستخدام الدواء الذي أثقل كاهل عمر بسبب غلاء ثمنه وحاجة ابناءة الماسة إليه .
شراء الدواء من مصر .. حل بديل
إن ارتفاع فاتورة الدواء في بلادناتدفع البعض إلى طلب شراءه من الخارج الأمر الذي اضطر أحلام وأخواتها للجوء إلى مصرلشراء الدواء لوالدتهما التي أصيبت بسرطان الرئة بسبب رخصه هناك وتوضح أحلام بأنالدواء في مصر يكون رخيص ويصل فرق السعر بعض الأحيان إلى اكثر من 15 ألف ريال . الترف الزائد للأدوية
وفى مقابل الحاجة الماسة للدواء وعدم القدرة علىشراءه بعض الأحيان يظهر الترف الزائد للأدوية التي تدفع أصحابها للسفر إلى الخارجمن أجل شرائها فهناك من يحرص على شراء أدوية ومستحضرات تجميلية من خارج البلاد لعدمرضاهم او اقتناعهم بالمعروض داخل البلاد .
كما فعل ماجد الذي لم يعجبه شكلهوأراد إنقاص وزنه عن طريق شراء دواء تخسيس الوزن من خارج البلاد .

جشعالوكيل سبب في ارتفاع سعر الدواء
يقول د/ عبد الله مديراحد الصيدليات أن لاعلاقة للصيدلية بسعر الدواء لأن من يحدد تسعيرة الدواء هو الوكيل المستورد ..ويطالبوزارة الصحة بان توفر الأدوية باهضة الثمن وتدعمها كما تفعل مصر على سبيل المثال .
ويشاركه في الرأي الصيدلي علي الذي يعتبر إن جشع الوكيل هو أحد أسباب ارتفاعسعر الدواء ويعيب على الوزارة عدم قدرتها على تصنيع الأدوية حتى لا نلجأ إلىالاستيراد .

سعر الدواء يكون ثابت ومحدد من بلد المنشأ
و أمامحاجة المريض للدواء ولوم واتهامات أصحاب الصيدليات يأتي رد الشركات المستوردةللدواء والتي تقول أن لا علاقة لها بالأسعار .. يوضح الدكتور/ علي الدوة - مديرالمبيعات بشركة الرأفة لتجارة الأدوية ان بلد المنشأ ( الدولةأو الشركة المصنعة ) للدواء هي التي تحدد لهم سعره .. كما إن تذبب وعدم استقرار سعر الدولار وتدنيالعملة المحلية من أسباب ارتفاع سعر الدواء ، و يضيف الدوة إن سعر الدواء يخضعلمعايير ولدساتير ثابتة تتمثل في ارتفاع أسعار المود الخام للأدوية ويدعو الدولةإلى دعم الأدوية المنقذة للحياة كما تفعل مصر.
ويشاطره الرأي نفسه/ عبد الرحمنغالب الجبلي - مدير الاستيراد والعلاقات الخارجية بشركة أرض الجنتين للأدوية حيثيقول إن ( بلد المنشأ ) هي من تحدد سعر الدواء كما أن ارتفاع سعر الدولار وتدنيالعملية المحلية تكون سببا في ارتفاع سعر الدواء .. مضيفا أن الهيئة العليا للأدويةتكون على علم بسعر الدواء الذي تطلب الشركات استيراده ويؤكد التزام الشركةبالتسعيرة التي تحددها لهم الهيئة وهي نسبة ربح 15 % لشركات الاستيراد و20% للصيدليات ..مشيرا إلى انه لا توجد شركات عربية مماثلة تصنع الادوية العالميةفالشركات ألمنتجه للدواء تحتكر الدواء لصالحها .

الغريب
الشئالمتعارف عليه في السوق الشرائية إن وجود أكثر من صنف في السوق يخلق منافسة تأتيلصالح المستهلك وتخفض سعرا لسلعة في السوق .. لكن سوق الأدوية عكس هذه القاعدة فرغموجود أكثر من 150 شركة استيراد ادويه في بلادنا إلا أن الأسعار لم يطرأ عليها أيتغيير بل أوجدت المزيد من الارتفاع.
إلا أن/ عبد الرحمن الجبلي يؤكدعلى ان كلشركة مخصصة لاستيراد اصناف محدده من الدواء وان وجدت منافسة فتكون من حيث جودةالصنع ولا يتدخل السعر فى الموضوع .

المصانع المحلية لا تغطي حاجة البلاد
أن وجود أكثر من خمسة مصانع محلية لم يحل المشكلة لأنها لا تصنع سوىالأدوية الشعبية كأنواع المضادات الحيوية والمسكنات حتى إنها لا تغطي سوى 8 إلى 10 % من حاجة المحافظات من هذه الأدوية الاولية.
يقول احمد خالد ألحكيمي مدير فرعالشركة الدوائية في صنعاء أن المصانع المحلية تصنع بعض أنواع المضادات الحيويةوالمسكنات بسبب إن موادها الخام تكون رخيصة وتحقق نسبة مبيعات مرتفع على عكس أدويةالسكر والضغط ، والقلب .... الخ التي تكون موادها الخام مرتفعة وتحقق نسبة مبيعاتاقل .
ويشير أيضا إلى أن البلاد تستورد الأدوية التي تصنع محليا بسبب عدم قدرةوعجز المصانع المحلية على تغطية احتياجات البلد .

نهاية المطاف
في ختام رحلة البحث عن أسباب ارتفاع أسعار الأدوية في بلادنا طرقنا بابالهيئة العليا للأدوية المسئولة لنضع بين يديها تساؤلاتنا عن ارتفاع أسعار الأدويةولماذا لا تضع حلا لذلك . فيقول د/ أحمد عبد الخالق مدير عام الهيئة العليا للأدويةأن الهيئة لا تستطيع التدخل فى سعر الدواء لأنه سعره ثابت ومحدد من بلد المنشأ لكنالهيئة أوجدت بدائل لكل الأدوية باهضة الثمن كالبدائل المصرية والأردنية والسوريةحتى يمكن للمريض شراء الدواء.
ويؤكد انه عند تسجيل أي دواء في الهيئه تقوم بوضعنحو ثمانية بدائل لذلك الصنف مثل الأصناف العربية وهذا الشى يساهم بشكل قليل فى خفضسعره حيث ان وجود أكثر من مصدر للأدواء يعمل على خفض سعره .
ويشيرالدكتور/ أحمدالى ان الهيئة تواجه مشكلة تتمثل فى عدم التزام بعض الشركات ألمستورده بوضع طابعاعلى باكت الدواء يحمل التسعيرة من بلد المنشأ واسم الوكيل ورقم التسجيل .
كما انلديها مشكلة تتمثل في البونص بمعنى ان الشركة تعطي عينات مجانية للشركات والصيدلياتتصل معظم الأحيان إلى 100 عينة ويفترض أن تباع هذه مجانا وتخفض سعر الدواء .

صندوق الدواء ..لماذا لا يوفر تلك الأدوية ؟؟؟؟
أوضح د/ شوقيالدبعي مدير الرقابة والحاسوب بصندوق الدواء بان سبب عدم توفرالأدوية المنقذةللحياة يكمن في أن ميزانية الصندوق القليلة التى تم تخفيضها بعد الغاء الصندوقوتحويله إلى برنامج وطني و دمجه في ديوان عام الوزارة لا تسمح بذلك وبسبب أيضا تأخرالمناقصات فعندما يطلب الصندوق مناقصة في بداية العام لا يتم إنزالها إلا في منتصفأو آخر العام.
الى متى سيظل هاجس الخوف من المرض المزمن وهم شراء دواء له جاثماعلى صدور الاف المرضى ويبقى لنا فى الأخير تساؤل هل سيأتي يوم وتحذوا فيه اليمنورجال المال والاعمال حذو دول اخرى في تصنيع الأدوية و تجنب مواطنيها حاجةالاستيراد وانتظار الفرج او انتظار الموت بصمت