شهد فرع اتحاد الأدباء و الكتاب اليمنيين فرع وادي حضرموت مساء أمس الأحد فعالية ثقافية جديدة في إطار الفصل الجديد ( يوليو ـ سبتمبر 2007 ) .. أستهلها الأستاذ الشاعر محمد بن صالح بن علي الحامد بمحاضرة عن والده الفقيد المؤرخ صالح بن علي الحامد ، تواصلا لإحياء ذكرى وفاته الأربعين ( 1967 ـ 2007م ) .
وفي المحاضرة تحدث الحامد عن أبرز من كان معاصرا لوالده من الأدباء و الشعراء و المثقفين في تلك الحقبة ، أمثال الأديب الكبير علي أحمد باكثير ، عيدروس بن سالم السقاف ( السوم ) ، محمد بن شيخ المساوى ، عمر بن أحمد باكثير وغيرهم ، وكشف الحامد عن وجه آخر لأبيه تمثل في علاقاته الاجتماعية مع أصدقائه و مجايليه ( أبناء جيله ) ونظرائه ، و كذا المشائخ و العلماء الذين تتلمذ عليهم أمثال العلامة محمد بن هادي السقاف ، و العلامة عبد الرحمن بن عبيداللاه السقاف و غيرهم ، حيث كانت – آنذاك - الجلسات و المناسبات الخاصة التي يتفاعل فيها الحامد و أصدقاؤه من خلال نظم وإلقاء القصائد الشعرية أمام أساتذتهم القادمين من الأسفار ، إضافة إلى الرحلات و الهدايا المتبادلة ، و عقد المسابقات الشعرية .
و مما ذكره ابن صالح في محاضرته هذه : أن أباه قد عقد مسابقة شعرية - اشترك فيها 15 من الشعراء الشباب حينها - في نظم خمسة أبيات شعرية رصينة تصف طلوع القمر ليلة النصف من الشهر الهجري ، وقد لاقت هذه الفكرة تفاعلا كبيرا في الوسط الأدبي ،حيث شكل الحامد ( الأب ) مع أصدقائه لجنة للفصل في اختيار القصيدة الفائزة التي كانت من نصيب الشاعر طه بن محمد السقاف .
كما أشار الأستاذ محمد بن صالح الحامد في محاضرته إلى المراسلات والمخاطبات الأدبية التي كانت تجري بين والده وأصدقائه الذين كانوا يعيشون حياة الاغتراب ، وكذا المداعبات الشعرية والأدبية التي تميزت بالفكاهة بين الحامد و مجايليه .
بعد أن أنهى الأستاذ محمد الحامد محاضرته القصيرة في وقتها الكبيرة في محتواها ، فتحت الفرصة أمام الحاضرين للإدلاء بمداخلاتهم و تعقيباتهم ، حيث تحدث الأستاذ الجليل الشاعر سالم زين باحميد مستذكرا بعض مواقفه مع العلامة صالح بن علي الحامد . و مما ذكره باحميد أنه اتجه من منطقته مدوده ( ضاحية من ضواحي سيئون إلى الشمال ) إلى مدينة سيئون على حمار ( في ذلك الوقت ) ، و كان من عادته أن يرتاد مكتبة الحياة ( أول مكتبة في مدينة سيئون تهتم بالكتب الأدبية ) في كل زيارة إلى سيئون ، وفي تلك الزيارة صادف أن كان العلامة الأديب الحامد موجودا في هذه المكتبة ، و لم يكن ليعرف الشاعر باحميد ، لولا تدخل صاحب المكتبة الذي استوقفه ليعرف هذا بذاك ، يقول الأستاذ سالم زين باحميد : قال لي الحامد حينها : إني أقرأ شعرك في ( الطليعة ) و يعجبني ! فاعتبرت هذه شهادة ، وبعد أشهر من تلك المقابلة التي ظلت عالقة في ذهني حتى اللحظة ، توفي الأديب صالح بن علي الحامد الذي شغل بالي بقصيدة لم تر النور إلا بعد وفاته بنحو عشرين عاما !! فرحمة الله عليه ..
كما تحدث الأستاذ علي أحمد بارجاء رئيس فرع اتحاد الأدباء بوادي حضرموت الذي أدار الجلسة و عدد آخر من الحاضرين .
تجد الإشارة أن فرع الاتحاد و بالتنسيق مع أسرة الفقيد الحامد قد نظم فعالية ثقافية تضمنت معرضا للصور و المؤلفات التي عكست بعض جوانب الحامد إضافة إلى ندوة ثقافية خاصة خلال الفترة ( 13 ـ 15 يونيو ) المنصرم .