اتحاد الأدباء بالمكلا يحيي الذكرى الأربعين لرحيل الحامد
15/6/2007- المكلا/موقع محافظة حضرموت/صالح عمرالبطاطي
 خصصت سكرتارية اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين فرع ساحل حضرموت أربعائيتها لهذا الأسبوع لإحياء الذكرى الأربعين لرحيل الأديب صالح بن علي الحامد المتوفى في13/6/1967م .

الورقة الأولى في الفعالية خطها قلم الأستاذ غالب بن صالح بن الحامد نجل الأديب الراحل قرأها عنه الدكتور/عبدالقادر علي باعيسى حملت عنوان "أصدقاء الصبا :الحامد – باكثير – المساوى – السوم – السقاف" .. استعرض فيها علاقة الأديب الحامد بأولئك الأدباء ومواقفا من ذاكرة صباهم وقصائدا لكل منهم فذكر اختلاقهم للمداعبات والمناسبات ليظهروا مواهبهم وما تجيش به صدورهم تجاه بعضهم ..ففي مناسبة عودة صديقهم عيدروس بن سالم السقاف(السوم) من جاوه (اندونيسيا) قال كل من الحامد وباكثير قصيدة ترحيبية فقال الحامد:

نعـم عيد أتــانا إثـر عــيـــد ××× بيوم قدومك اليوم الســعيد

كلا العيدين قام على أساس ××× من العلياء والشرف العتيد

فللمجد الطريف أقيم هــــذا ××× وذاك أقيم للمجد التلــــــيد

ثم ذكر قصيدة باكثير بالمناسبة ..

 

كما أشار إلى قصيدة للحامد في وصف الشاي الذي كان ولا يزال يعتبر من الضرورات في حضرموت واكتفى بذكر مطلعها:

روق لها ماء الغمـــام وهاتــها ××× لي والحباب يدور في جنباتها

صهباء ما عبثت بها يد عاصر ××× ما عاشرت إلا ألــف سقاتـــها

لولا انتصاف الكأس خيل أنها ××× في كف ساقيها تقـــوم بذاتــها

 

وذكر الأستاذ غالب - في ما كتب- العلاقةَ الحميمةَ بينهم وتبادلهم للكتب و المساجلات الشعرية الكثيرة - ولكثير من الأسباب- وثناء بعضهم على بعض فذكر قصيدة شكر من باكثير للحامد حين أعاره كتابا من مكتبته معبرا بالمديح عن شعوره الإيجابي تجاه الحامد كان منها:

يا مليك القريض حل لساني ××× ومر الشعر أن يطيـــع جنـــاني

ليس ميداني المديـح ولكــن ××× وصف ما بي من الهوى ميداني

واختتم قصيدته:

إنما أنت والمعالي شهود ××× غرة في جبين هذا الزمان

ورد الحامد ممتدحا باكثير:

ولقد شافني الغــداة قريـــض ××× قد حكى نظمه عقود الجمان

من فتى لازم العلوم صغيراً ××× فغـدا ســائداً على الأقـــران

وذكر مرثاة المساوى لوالد الحامد ثم تحدث عن مكتبة الحامد المعروفة والتي كان يقام فيها منتدى الجمعة الثقافي -السياسي-الديني وما لعبته من دور تنويري وتثقيفي وانتقالها بعد وفاة الحامد إلى المساوى والتي أهداها فيما بعد لمكتبة الأحقاف بتريم ولازالت .. كما أوصى الحامد المساوى برعاية عائلته والتي كانت في ظروف مادية صعبة...

ثم اختتم بالحديث عن رومانسية الحامد حيث كان يعتبر رائد الشعر الرومانسي في اليمن وما عرف عنه من حبه للطبيعة والمخلوقات والمرأة -التي كانت لها مكانة خاصة عنده - والدليل على ذلك ما تضمنته الدواوين الثلاثة التي جمعت من الأعمال الشعرية الكاملة من قبل تريم للدراسات والنشر , زد على ذلك ما تضمنه كتاب رحلة اندونيسيا من مشاعر وأحاسيس غاية في الرقة إضافة إلى الحقائق التاريخية والسياسية والجغرافية ...

بعد ذلك تعرض الأخ الأستاذ/أحمد هادي باحارثة إلى الناحية النقدية في اهتمامات صالح بن علي الحامد أشار إلى عدد من الآراء والنظرات النقدية الثاقبة له , والممثلة لمرحلة كان يقف فيها الحامد بين القديم والجديد فمن ناحية كان الحامد متأثرا بالفكر النقدي الرومانسي وكان يحمل توهجات مدرسة أبولو النقدية المعروفة عند شعرائها الكبار من ضرورة تعبير الشاعر عن الوجدان والإحساسات والانفعالات الداخلية وأن يعانق النور والضياء والطبيعة بكل تجلياتها , ولكن من غير انجراف مطلق مع الرومانسية الغربية فنحن لا نستطيع بنظره – الكلام لباحارثة- أن نكتب كالشعر الرومانسي الغربي ولا أن نتحرر كرواده فنحن وارثوا الشعر العربي باتجاهاته الوجدانية ومتأثرون بالرومانسية الغربية فيأتي شعرنا ممثلا لذلك الاتجاه متناغما معه.