«جزء من النص مفقود» في أمسية ثقافية بالقاهرة
الخميس 15/يونيو/2017- القاهرة / موقع محافظة حضرموت /كتبت منال طاهرالقدسي
نظمت مؤسسة «أروقة» للطباعة والنشر في العاصمة المصرية القاهرة أمسية ثقافية، تخللتها قراءات قصصية لمجموعة من الكتاب، من بينهم يمنيين، شقوا طريقهم في مجال الإبداع بجهود ذاتية وإصرار لا يلين. الأمسية التي أدارها الشاعر والناقد، موسى النحاس، استهلتها الكاتبة، سهير رشاد السمان، مدير إدارة النشر في الهيئة العامة للكتاب بصنعاء، بالحديث عن مجموعتها القصصية: «جزء من النص مفقود»، التي صدرت حديثاً عن دار «أروقة» للنشر فى القاهرة.

 المجموعة تضم أربعاً وعشرين قصة، تضج أغلبها بصوت يتألم لمعاناة وطن، وذات تبحث عن وجودها وسط هذا العالم وبين الدمار. وفي مقطع من إحدى قصصها، تتنازعها فكرة الرحيل والانعتاق من الذكريات المطمورة في الوجدان، تخاطب عزيزها قائلة: «لا تهدأ… لا تركن لزاوية البيت العتيقة... قد تكتب اسمك على جدار وأنت صغير وترحل… قد تخبِّئ إحدى ألعابك كي لا يراها إخوتك. ولكنك ستعود لتكتشف أنك كنت هنا بعد الرحيل. وما رحل منك هو ما كنت تجهله».
 كما تحدثت السمان، وهي أيضاً سكرتير تحرير مجلة «يمان» للأطفال، الصادرة عن الهيئة العامة للكتاب في اليمن، عن مشاريع إصدارتها القصصية القادمة، لتفسح المجال أمام القاص، عبد الله عقيل، لتقديم مجموعته القصصية: «اخرقتها لتغرق أهلها»، التي أصدرتها المؤسسة العام الماضي، وتضم سبعة وأربعين نصاً تجمع بين القصة القصيرة والقصيرة جداً. وأشار عقيل، في كلمته بالأمسية، إلى أنه استخدم في كتابتها لغة مجازية مكثفة، تشتبك صورها في مجملها مع تجليات الذات والعالم، وقدم رؤى وومضات ومشاهد مشحونة بتناقضات الحياة وما تزخر به من أسرار. مجموعة السمان تضج بصوت يتألم لمعاناة وطن
ومن الملاحظ أن التجربة المسرحية للكاتب عقيل، الذي صدرت له عام 20155 عن الدار العربية للعلوم (ناشرون) مجموعة نصوص مسرحية بعنوان «الحذاء المنتظر»، انعكست على كتابة هذه المجموعة، حتى لتبدو لنا خشبة مسرح تتبادل عليها الرؤى زخمها الإنساني دون إطالة أو ثرثرة، ويؤدي كل نص دوره في إطار رؤية كلية تسعى إلى كشف اضطرابات الروح في مواجهة التناقضات. ويفتح عنوان القصة، بدوره، على كثافة التساؤل الإستفهامي ذي التناص القرآني، والذي تواجه به الذات الساردة فضاء العالم وهي تكشف عن الجانب الروحي الباطني، وتشتبك مع النسق الغيبي والغامض في الحياة.
 كما قرأت القاصة والشاعرة المصرية، هدى أبو العلا، مستشارة تحرير مجلة «منف» الثقافية، مقتطفات من مجموعاتها القصصية، ومن أبرز قصائدها الشعرية، قصيدة «بيب»، التي نقتبس منها هذه الأبيات:
دبيب
أيها الرجل العابث
بدبيب أناملك
على نوافذ فؤادي
مهلاً...
لقد أيقظ دبيبك
مارد الشوق المخنوق
الغارق فى بحيرة الصبرِ
وأنت لا تدري
كم المعاناة التي كتبت على ليالي أيامي
ولحظات عمري
 حتى طوقته بسلاسل الكتمان