
* حاوره / محمد الجنيد
تشهد مدينة المكلا هذه الأيام الحدث السياحي الكبير والمتمثل في مهرجان البلدة السيا

* حاوره / محمد الجنيد
تشهد مدينة المكلا هذه الأيام الحدث السياحي الكبير والمتمثل في مهرجان البلدة السياحي الثاني والذي ينعقد في الفترة من الـ 14 من تموز يوليو وحتى التاسع والعشرين منه ولتغطية جوانب المهرجان وما يمكن إن يمثله هذا المهرجان لحضرموت والوطن عموماً ألتقى موقع محافظة حضرموت بالدكتور / سالم مبارك العوبثاني مدير عام مديرية مدينة المكلا والذي تجاوب مشكوراً وكان هذا اللقاء :
* في بداية اللقاء نرحب بكم في موقع محافظة حضرموت الإلكتروني على شبكة الإنترنت والذي نتمنى أن نلقي مزيداً من الضوء على الحدث الكبير الذي تشهده مدينة المكلا والمتمثل بمهرجان البلدة السياحي الثاني.. وبدايةً نود أن تحدثنا عن مهرجان البلدة الفكرة والبداية . . .
* البلدة هو أحد نجوم فصل الخريف ) منزلة البلدة (والتي تبدأ من الرابع عشر من تموز يوليو من كل عام ولمدة 14 يوم .. في هذه المنزلة تصبح مياه البحر العربي والمتمثلة في جزء كبير من شاطئ حضرموت ) من رأس فرتك إلى بئر علي )وجزء من شاطئ محافظة شبوة ، تصبح هذه المياه باردة جداً ( خمس درجات مئوية ) نتيجة لظاهرة ( الابويلنج ) وهي قلب مياه البحر بسبب هبوب الرياح الجنوبية والشمالية الشرقية وهناك تيار آخر سفلي ( التيار الغائص ) والذي يلتقي محملاً بالأعشاب والمكونات البحرية مع المياه الباردة ، وكانت هذه المياه الباردة الناتجة عن هذا المزيج من التيارات البحرية محل استغلال لآبائنا وأجدادنا حيث شاع بينهم الاستشفاء بها من عدة أمراض مثل الروماتيزم والأمراض الجلدية وكذلك للتخلص من الدم الفاسد ولذلك جاء منهم المثل الدارج الذي يقول ( غسلة في البلدة تغني عن حجامة سنة ) ولذلك كان منهم من يأتي من داخل الوادي مشياً على الأقدام لمدة أسبوعين على أقدامهم للاغتسال في البحر ثلاثة أيام متوالية ، وهذه العادة الصحية المتوارثة هي نظير للظاهرة الموجودة في صلالة بسلطنة عمان وكذلك في مرتفعات المنطقة الوسطى ( إب ) ومرتفعات الحبشة وكل ذلك نتيجة هبوب الرياح الجنوبية الشرقية ، فتقيم عمان مثلاً مهرجان خريف صلالة والذي يلاقي تجاوباً خليجياً كبيراً ... فلماذا لا تستغل هذه الظاهرة حيث أن بحار شواطئ حضرموت تعتبر في هذه الوقت أبرد البحار العربية في الوقت الذي تكون فيه كل البحار العربية حارة ملتهبة وهنا حرارة الجو من 10 إلى 15 درجة مئوية .. فجاءت الفكرة لاستغلال هذه الظاهرة سياحياً وبيئياً واقتصادياً من خلال مهرجان البلدة .. ونحن ومن خلالكم نطلق دعوة للأشقاء في دول الجوار والعالم العربي وخاصة للأخوة في جنوب الجزيرة العربية للاستمتاع بهذه الظاهرة الفريدة عربياً على شواطئ البحر العربي الباردة وعلى ساحل مدينة المكلا الهادئة وهي لن تكون مكلفة أبداً وهي فرصة لسياحة العوائل حيث أن سواحل المكلا محتشمة وسيجد الزائر أمامه سواحل طويلة ممتدة وشواطئ بكر يجد الواحد فيها إحساس الطبيعة الخلاب بالإضافة إلى مجموعة من الخدمات وهناك متنفسات متعددة من خور المكلا وكورنيش المكلا وكورنيش المحضار بالإضافة إلى كورنيشات جديدة وسيمتد المهرجان بإذن الله إلى بعض مدن ساحل حضرموت مثل الشحر .. وإلى جانب البحر هناك برنامج فني وثقافي يبرز فيه تراث حضرموت ويشارك في مجموعة من الفنانين المحلين الكبار وكذلك من العاصمة صنعاء وكذلك فنانين عرب .. بالإضافة إلى رقصات العدّة الهبيش / كما تقام في المهرجان نهائيات الكرة الطائرة الشاطئية .. وهناك الجوائز الكبرى سيارة وطقم ذهب عروسه بالكامل بقيمة مليون ريال بالإضافة إلى أجهزة إلكترونية وأدوات كهربائية ودورات دراسية وغيرها من الجوائز التي ستكون يومية مع فعاليات المهرجان وحفلاته حيث ستوزع الحفلات على مسرح البلدة الرئيسي ومسرح ساحة العروض ومسرح كورنيش المحضار ومسرح الخور بالإضافة إلى الحفلات الخاصة في مركز جامعة حضرموت / وستكون أمام تذاكر كل حفلة فرصة الفوز بأحدى جوائز الحفل بالإضافة إلى فرصة المشاركة بهذه التذكرة في السحب الكبير في نهاية المهرجان .
* ماتقييمكم لمهرجان البلدة السياحي الأول : /
رغم الصعوبات التي واجهتنا إلا أن مهرجان البلدة الأول حقق نجاحاً كبيراً ووصل إلى كل المحافظات اليمنية ودول الجوار وقد وصلتنا رسائل من السفارات في إيطاليا وغيرها تتساءل عن المهرجان ومدى إمكانية فتحه للسياحة العالمية ، فتمكنا بحمد الله أن نضع هذه الظاهرة (ظاهرة البلدة ) أمام الناس في الداخل والخارج وتعريفهم بأن هناك ظاهرة تستحق الزيارة والاستمتاع بها ، فأهم نجاح حققناه هو إبراز هذه الظاهرة والترويج لها ، وأصبح اسم البلدة على كل لسان في محافظات الجمهورية أو دول الجوار ، وبدأت تظهر أماكن ومحلات باسم البلدة وهذا دليل على الترويج الذي حصل لهذا الاسم وهذه الظاهرة .
* ماذا عن مفاجآت المهرجان الثاني : /
ستكون هناك ليالي ساهرة يحييها كبار فنانو حضرموت وهناك فرقة الحديدة وإب والمهرة وأكثر من ثلاثين فرقة شعبية لإحياء عصريات راقصة وهناك حلقات الشبواني للعدة / وأحياء لذكرى الشاعر محمد أحمد بكير تقام مجموعة من الرقصات / شبواني أمام مدرسة ابن خلدون والتي سميت بساحة الشاعر بكير / وكل سنة يتم الاحتفال بشاعر أو علم من أعلام حضرموت وقد تم المهرجان الماضي الاحتفال بالشاعر باصريفه ..
وقد تم الاتفاق مع أكثر من فنان عربي لإحياء ليالي المهرجان وهناك مهرجان التسوق برعاية ناتكو بالإضافة إلى الجوائز الكبرى واليومية وأيضاً تقديم مجموعة أكلات شعبية قديمة .
وسيكون للبنية التحتية المتكاملة التي برزت بعد أعياد الوحدة في مدينة المكلا دور كبير في إنجاح فعاليات مهرجان البلدة السياحي لهذا العام .
* كيف تمت عملية الترويج للمهرجان على مستوى الخليج والعالم العربي ؟ : /
تم الاعتماد في الترويج لمهرجان البلدة السياحي الثاني على الفضائية اليمنية والصحافة المحلية الرسمية والأهلية بالإضافة الى التواصل الشخصي حيث كانت في العام الماضي أكثر من 15 كاميرا خاصة إخواننا المغتربين الذي وفدوا لحضور فعاليات المهرجان وهم بدورهم سينقلون هذه الاحتفاليات إلى أقاربهم في دول المهجر وهذا فرع من الترويج الشخصي الشعبي .
أما عن ترويجه في الصحافة العربية والخليجية فهذا مكلف جداً والمهرجان لايزال يحبوا مالياً وسيكون هذا في المستقبل بإذن الله تعالى .
* البحر في البلدة يكون هائجاً في العادة / هل خصصتم أماكن معينة في البحر للسباحة ؟ / ومامدى ارتباط فعاليات المهرجان بالبحر كونه المقصود بالمهرجان
* طبعاً البحر هو المستهدف الأساسي في المهرجان وهو يكون هائجاً بسب رياح الشمال ولكن طبعاً الاغتسال ليس سباحة فبينهما فرق ولكن على أي حال الاغتسال بعد الفجر حتى الساعة 8 صباحاً يكون مناسباً جداً ً حيث يكون البحر هادئ تماماً ثم يبدأ هبوب الرياح فيبدأ البحر بالهيجان ويستمر إلى منتصف الليل بالإضافة إلى وجود دوامات يطلق عليها (الحيصة) وهناك بعض الحفر أيضاً في الشواطئ الرملية فيجب على مرتادي البحر التنبه لها وننصح بأن يكون الاغتسال على شكل مجموعات وأن يكون على أطراف البحر ..
ومن ناحية ارتباط فعاليات المهرجان بالبحر فإن كل الأغاني والرقصات تتغنى كلها بالبحر معظمها في الأصل رقصات وأهازيج بحرية .
* كيف يمكن أن يكون مهرجان البلدة فرصة حقيقية للترويج السياحي والاستثماري في المحافظة ؟ /
إذا تم استغلال مهرجان البلدة وما يحمله في طياته من مقومات كبيرة فسوف يكون المهرجان السياحي الأول في اليمن ، وستتمكن كل القطاعات من الاستفادة منه خدمية وسياحية وتجارية ، وكذلك استقطاب أعداد كبيره من الزوار والمستثمرين من خلال التعريف بالبحر وخيراته الواسعة وأن لدينا بحر واسع مفتوح على المحيط وأنه يحتوي على إمكانيات ليست فقط في الأسماك الغنية والوفيرة ولكن هناك شاطئ رائع يمتد لأكثر من 200 كم يمكن أن تقام على شواطئه مجموعة من المنشأة السياحية والتي بدورها ستجذب السياحة العربية والعالمية .. وأيضاً هناك إمكانية ممارسة الغوص وممارسة جميع الرياضات الشاطئية ، وكذلك دعم الطب الرياضي .
وكذلك فإن القطاع التجاري والفندقي سيشهد نشاطاً كبيراً وهي التي تعاني من كساد وقلة عدد المرتادين لكن في ضل المهرجان ستكون كل الفنادق محجوزة بالكامل في كامل فترة المهرجان وما بعدها وكذلك ضاعفت اليمنية خطوطها من وإلى المكلا وهي محجوزة لعدة اشهر وهكذا كل الحياة الاقتصادية بجميع مفاصلها حتى الباصات وصوالين الحلاقة ونحن نستعد لاستقبال أكثر من مائتين ألف إلى ربع مليون شخص ونهيب بجميع سكان المحافظة بحسن الاستقبال الوافدين والحفاظ على شوارع المدينة .
* وفي ختام اللقاء نشكر الدكتور / سالم مبارك العوبثاني مدير عام مديرية مدينة المكلا على هذه الإيضاحات ونتمنى لكم النجاح في مهامكم .