من المتهم في إغتيال عمتنا واولادها بوادي حضرموت
السبت 24/ديسمبر/2016- سيئون/موقع محافظة حضرموت/جمعان دويل
تدمع الأعين وتنحبس الانفاس خلال مشاهدتك لتلك المشاهد التي تعودتّها أعيننا من مناظر جميلة وساحات خضراء منها لقي حتفها ومنها من ينتظر في جريمة ترتكب في وضح النهار والجميع شاهد عيان دون تحريك ساكن ولكن الجشع وللامبالاة في العواقب الربانية والبيئية التي لا يدركها الجميع والذي نسأل الله اللطف والعافية ان يرحمنا برحمة الاتقياء والمتصدقين والمحسنين والشيوخ والمرضى ان تقينا تلك العواقب .

حيث شكلت شجرة النخيل أهمية كبيرة في تراث وحضارة الجزيرة العربية وفي وادي حضرموت خاصة ، ويتجلى مدى الاحترام والتقدير والمحبة والعشق الذي يكنه أهل هذه المنطقة لهذه الشجرة بتغنيهم بها في أشعارهم واتخاذها رمزاً من رموزهم منذ القدم ، وكانت شعارا للجنوب في عملته الورقية المتداولة , وفضلاً عن أن وجبة التمر تشكل مادة غذائية غنية ومهمة ، إلا أن أهمية شجرة النخيل تتعدى هذا الأمر فلها رموز ودلالات خاصة كثيرة .
وتحتل شجرة النخيل مكانة مرموقة ومحورية لدى العرب منذ 5000عام ، فهي الغذاء الطيب المبارك والشجرة المباركة، وكان اسلافنا يستخدمون النخيل لأغراض عديدة منها المأكل والمأوى في فترتي الشتاء والصيف، فكانت جذوعها واوراقها تستخدم في بناء المنازل  ، كما تم استخدامها كفراش ، فضلا عن كونها مصدراً رئيسياً ومفيداً للغذاء والطاقة ، وكانت عماد الحياة في المنطقة الجافة القاحلة حيث لا تقوى العديد من النباتات والأشجار على تحمل ظروف الجفاف هذه، إلا النخلة تقف بقوة وجبروت تعانق عنان السماء, وكانوا اجدادنا شهودا على ذلك عندما كان التمر الغذاء الاساسي والرئيسي في وقت المجاعة التي شهدتها مناطق حضرموت في اربعينيات القرن الماضي , وقد ورد ذكر شجرة النخيل وثمارها وفوائدها في عدد من الآيات في القرآن الكريم مما يدل على أهمية هذه الشجرة المباركة ، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (لا يجوع أهل بيت عندهم التمر) مما يدل على أن التمر هو صنف غذائي أساسي لا غنى عنه، مما سلف ذكرة فأن النخلة في وادي حضرموت قل الاهتمام بها بل وصل إلى درجة جرفها وحرقها وقطع المياه عنها لتجف وذلك لغرض الكسب المالي في جعل موقعها مخططات سكانية دون تحريك ساكن من الجهات المختصة بينما وصل الحال ايضا بأن كثير من المواقع الزراعية التي وقفها ملاكها من حر مالهم إلى المساجد والجوامع لتغطية مصاريفها قطعت وحرقت بموافقة الاوقاف الذي استثمرها بالبيع ناهيك عن مزارع اخرى في عموم وادي حضرموت جفت تعمدا وبيعها مواقع سكنية بنظر إدارة الزراعة ومباركة إدارة العقار , في يوم من الايام كان الاكتفاء الذاتي من مادة التمور لجميع سكان الوادي ولكن اليوم للأسف غالبية السكان ينتظر كل رمضان التمور الواردة من دول الجوار .
سؤالي الذي يحيرني من المسئول عن اغتيال عمتنا النخلة واولادها بوادي حضرموت وهذه الشجرة الطيبة المباركة التي وردت فيها رواية عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال (أكرموا عمتكم النخلة، فإنها خلقت من فضلة طينة أبيكم آدم، وليس من الشجر شجرة أكرم على الله من شجرة ولدت تحتها مريم ابنة عمران، فأطعموا نساءكم الولد الرطب، فإن لم يكن رطب فتمر ) فهل نكرم عماتنا النخلة ونحافظ عليها من الضياع والتلف والانقراض ونوقف ما يحصل لها بوادينا ؟ سؤال يوجه لجهات الاختصاص من اعلى هرم في السلطة إلى اصغرها ..