بسم الله الر حمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد إبن عبدالله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أيها الأخوة المواطنون يا أبناء محافظة حضرموت في الساحل والوادي والصحراء والهضبة أيها الشرفاء من أبناء محافظتنا الباسلة في كل مكان داخل الوطن وخارجه .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته…
يطيب لي أن أتوجه إليكم بإسمي وباسم السلطة المحلية محافظة حضرموت لأنقل إليكم في مستهل حديثي تحيات فخامة الأخ / رئيس الجمهورية – عبد ربه منصور هادي إلى أبناء محافظة حضرموت الساحل والوادي بمناسبة حلول عيد الفطر المبارك؛ أعاده الله علينا وعليكم بالخير واليمن والبركات .
وإنهـا لمناسبة اليوم ونحن نحتفـي بهذا العيد الـذي يأتي بالتزامن مع تلك الانتصارات التي حققها شبابنا الحضرمي من قوات النخبة؛ مدعوماً بقـوات التحالف العربي، بقيادة المملكة العربيــة السعوديــة و دولة الإمـارات العربيـة المتحـدة .. هذه الانتصــارات التي أذهل بها شبابنا؛ الأصدقـاء قبل الأعــداء، بتوجيههم تلك الضربة، التـي قصمت ظهر تنظيـم القاعــدة الإرهابــي، الـذي سيطر علـى محافظتنـا قرابـة العـام ليخـرج منهــا منكســـراً تحـت تلـك الضـــربــات الموجعـــة، التــي وجهتهـا قواتنـا إليه لم يستطع هذا التنظيم الإرهابي ومن يقف وراؤه من مؤيدين؛ داخل المحافظة وخارجها.. من الصمود طويلا ليندحر من حضرموت مجرجراً خلفه ذيول الهزيمة والانكسار وإلى غير رجعة .. ومع ذلك لن يرهبنا ولن يقف أمام زحفنا الذي بدأنا وسنظل نلاحق هؤلاء الخفافيش وسنخرجها حتماً من جحورها ولن يدم ذلك طويلاً لثقتنا بأبناء محافظتنا الباسلة حضرموت الذين ومنذ بداية التحضير للعملية العسكرية كانوا السند القوي الذي اعتمدنا عليه في حربنا ضد هذا التنظيم وكان لمواقفهم وبلاغاتهم ومعلوماتهم.. ما قادنا إلى تحقيق هذا النصر العظيم وتزداد اليوم مسئوليتهم في الكشف عن بقايا أوكار هذا التنظيم ومساعدة الأجهزة الأمنية والعسكرية بأية معلومات عن تواجد وتحركات أي عناصر أو جماعات مشبوهة، أياً كان حجمها لأن ذلك يسهل الوصول لاجتثات هذه العناصر الإرهابية وتصفية المحافظة منهم خاصة و أن حضرموت ليست الموقع الآمن لهذه العناصر ولا تشكل حاضنةً لهم ،لأن أبناء حضرموت قد أدركوا مخاطر هذا التنظيم منذ أول يوم وطأة قدماه لتدنس هذه الأرض الطاهرة .
الأخوة المواطنون .. الأخوات المواطنات .. أيها الشرفاء جميعاً ..
إن طريقنا اليوم أصبح واضح المعالم وعدونا مكشوف ولأننا مستمدين قوتنا؛ من الله ثم من وحدة وتكاتف أبناء محافظتنا حول السلطة فأن طريقنا لن يكون غير طريق النصر والبناء ولقد أكدت الأشهر الماضية صدق نوايانا، تجاه متطلبات أبناء حضرموت عموماً ،بحيث لم نرتبط بحضرموت لمصلحة أنانية وضيقة، لكنا ارتبطنا بهذه المحافظة لمصلحة كفاحية وتضحية، من أجل أن ينعم أبناؤها بكل خير وسلام وأمن وأمان وهذا هو هدفنا ومبتغانا، الذي فرض علينا أن نتحمل المسئولية لنقدم كل إمكانياتنا وخبراتنا لبناء حضرموت الخير والعطاء ولإعادة صياغة الحياة فيها، التي تأثرت تأثيراً كبيراً بفعل تلك السياسات، التي طالت حتى ثقافة وأخلاق وسلوكيات أبناء محافظتنا وبروز كثير من الظواهر، التي لم تألفها منذ زمن الآباء والأجداد ، ولهذا و ذاك فأن حضرموت محتاجة لجهود كل أبنائها و دون استثناء الجميع مشتركون في هذه المهمة الوطنية .. دعونا نترك تلك المماحكات والمناكفات والخلافات المصطنعة وغير المبررة ،التي تتحكم بها بعض الأجهزة المشبوهة .. دعونا نصرخ بأعلى أصواتنا: كفى عبثاً بهذه المحافظة .. كفى تهميشا لأبنائها المشهود لهم بكل القيم النبيلة والأخلاق الفاضلة والسلوك القويم ، والمشهود لهم بحبهم للخير ونبذهم لكل أشكال العنف والتطرف والغلو وهم المسالمون بطبيعتهم لكنهم الأشداء و الأقوياء أمام كل من يريد التطاول عليهم وعلى محافظتهم والمدافعون عن كل ذرة من ترابها الطاهر .
الأخوة المواطنون .. الأخوات المواطنات ..
إن معركتنا اليوم؛ من قوى الإرهاب، لن تتوقف عند حدود وأن على تنظيم القاعدة وكل من يقف خلفه أن لا يفرح كثيراً بجريمته الشنعاء، التي استهدف بها كوكبة من خيرة أبناء حضرموت، الذين كانوا يؤدون واجبهم، تجاه محافظتهم ولحفظ الأمن والاستقرار فيها لتطالهم تلك الأيادي العابثة وتؤدي بحياتهم وبدم بارد ، نقول لهؤلاء المجرمين بأن حضرموت كانت ولا زالت وستظل تضحي؛ بكل غالٍ ونفيس من أجل استقرارها وتوفير حياة آمنة لأبنائها ولن ترهبنا تلك الأعمال الوحشية بقدر ما تزيدنا عزيمةً وإصراراً، على المواجهة والاستمرار بالمواجهة ونحن على ثقة بأن النصر في الأخير سيكون حليفنا ونطمئن الجميع بأنه لن يهدأ لنا بال حتى نقتص من أولئك المجرمين ،الذين لا دين ولا وطن ولا شرع لهم عناصر أغواها الشيطان تعتقد أن الطريق إلى الجنة يمر على جثث الأبرياء من المسلمين .
و أن دماء أبناء حضرموت لن تذهب هدراً وعلى أولئك الأوغاد أن يدركوا بأن النصر آتٍ، لا محالة مهما تخفيتم خلف عباءات النساء .
الأخوة والأخوات .. يا أبناء حضرموت الشرفاء ..
إننا اليوم ونحن على اعتاب احتفالاتنا بعيد الفطر المبارك أحوج ما نكون ؛لئن نقدم لأبناء المحافظة الكثير؛ من الخدمات الضرورية ولعل قضية الكهرباء كانت الشغل الشاغل ،التي عانى منها المواطنون كثيراً ولقد حاولنا ورغم المعارضة غير المنطقية ،التي كنا نسمعها من البعض أو نطلع عليها في مواقع التواصل الاجتماعي والانتقادات اللاذعة.. لكننا لم نلتفت إلى الخلف،بل ظلينا متجهين نحو الأمام، لنعالج هذه الإشكالية واستطعنا أن نصل إلى نتيجة نعتقد أنها مرضيةً وسنواصل مشوارنا ولن نتوقف لحل كثير من صعوبات الحياة، التي يعيشها مواطنونا ، ونحن الآن مستمرون في معالجة مشكلة مياه المكلا ويتم حالياً العمل في حفر آبار لتغطية حاجة المواطنين من المياه كما وجهنا مختلف الجهات المختصة في مجال خدمات المواطنين بالعمل على وضع السياسات الهادفة توفير احتياجات المواطنين وبالذات في مجال المشتقات النفطية و توفير المواد الغذائية وكذلك الحال بالنسبة لمادة الغاز المنزلي وتجاوز مرحلة الاختناقات في هذه الاحتياجات وإغراق السوق بحاجات المواطنين .
الأخوة الأعزاء ..
إننا نريد من الجميع اليقظة والحذر من تلك الدعايات والشائعات، التي لا يهمها غير تشويه الحقائق ، إننا لا نمانع ولا نعارض من أي إنتقاد، لكن ما نريده أن تكون هذه الانتقادات بناءةً؛ تصب أولاً وأخيراً في مصلحة حضرموت وأبنائها لا أن يكون الانتقاد لمجرد الانتقاد ، حضرموت محتاجة منا جهد و وقت؛ دعونا جميعاً نقر بأحقية حضرموت علينا أن نخدمها ونرعى مصالحها بعيداً عن تلك التعصبات الحزبية والأيدلوجية، التي أثبتت التجربة عدم جدواها ، وندعو ممن لا ترى عيونهم غير النواقص فليكتبوا عن أي شيء جميل تحقق للمواطنين ، احملوا أقلامكم و وضحوا للناس حقائق الأمور وحكموا ضمائركم من أجل رفعة وسمعة شأن حضرموت وأبنائها .
إننا لا ندعي الكمال والحياة مليئة بالمصاعب وبالأخطاء ومن يريد أن يعمل؛ فلا بد له أن يخطئ والأخطاء تصحح لا أن يستغلها البعض و يروج لها وكأن مسار الحياة قد تغير ، ونحن لا نقف؛ ضد أي مبادرات نشعر بأنها في النهاية تأتي لخدمة حضرموت، بل على العكس فأننا نشجع المبادرات الإيجابية وسنقف إلى جانب كل من يتبنى أية مبادرة مدروسة تتناسب واتجاهات وخطط تطور محافظتنا، التي تعاني الكثير من المشكلات وبالذات في مجال البنية التحتية، التي وللأسف الشديد يمكن القول عنها بأنها هشة ولا تلبي احتياجات وطموحات أبناء المحافظة .
ومن الأهمية بمكان؛ الإشارة إلى أننا نقوم حاليا بكثير من الدراسات لإقامة العديد من المشاريع التطويرية الإستراتيجية لحضرموت ومن بينها تطوير الميناء والبحث عن مصادر تمويل لإنشاء محطة توليد كهرباء بقوة 250 ميجا، بالإضافة إلى مشروع مصافي حضرموت وهي مشاريع فعلاً يمكن أن تنقل حضرموت إلى وضع آخر، هذا بالإضافة؛ إلى العديد من المشاريع التطويرية الأخرى، التي يمكن أن تساعد إلى حد كبير في الحد من البطالة، التي يعاني منها الشباب ، وما نريده هنا هو إسهام الجميع في مساعدتنا على حفظ الأمن والاستقرار وكشف كل من يريد العبث بأمننا لأن الأمن أساس التنمية .
أيها الأخوة المواطنون .. أبناء محافظة حضرموت
إننا ونحن نتوجه إليكم اليوم وبهذه المناسبة مناسبة عيد الفطر المبارك وحفاظاً على أرواح ودماء أبناء حضرموت فإننا وجهنا بإلغاء أداء فريضة صلاة العيد في الساحات العامة لتقام في المساجد وذلك لدواعي أمنية أستوجبت منا اتخاذ هذا القرار ونأمل الا يفهمه أولئك المتشدقون كما يفهمون أي نشاط نقوم به أو أنجاز يتم إنجازه لصالح حضرموت وأبناءها .
كما لا يفوتنا هنا أن نشير إلى أن مثل هذه القوى الشريرة لا تميز بين طفل وشيخ وشاب فالكل من أبناء المسلمين تعتبره عدواً لها وباسم الإسلام الذي هو براء من هذه الطغمه الشريرة التي لا دين ولا وطن لها .. ولعلكم جميعاً قد سمعتم ما قامت به القوى الإرهابية في الحرم النبوي الشريف الذي يعد صرحاً من صروح الإسلام التي يحرم الاعتداء عليه مهما كانت واياً كانت الظروف لكن هذه القوى قد أعماها الشيطان لتتمادى في غيها وتعتدي على الحرم النبوي بذلك التفجير الإرهابي الشنيع الذي استهدف رجال أمن الحرم الذين يؤدون واجبهم في حماية هذا الموقع الشريف .. وبهذه المناسبة فإننا نتقدم باسم كافة أبناء محافظة حضرموت إلى خادم الحرمين الشريفين الملك/ سلمان بن عبدالعزيز – حفظه الله وأهالي وذوي الشهداء بأحر التعازي القلبية ونسأل الله أن يتقبلهم بواسع الرحمة والمغفرة ويسكنهم فسيح جناته . وفي نفس الوقت فإننا ندين وبشدة مثل هذه الأعمال الدنيئة التي لا ينفذها ولا يقوم بها إلا الأشرار والمجرمين المختلين عن الدين الإسلامي ولا تهمهم أرواح المسلمين أو مصالحهم.
ختاماً أيها الأخوة المواطنون .. الأخوات المواطنات ..
علينا أن نحول من احتفالاتنا بمناسبة عيد الفطر المبارك إلى مناسبة للتعبير عن سخطنا وتنديدنا بالأعمال الإرهابية الإجرامية، التي تستهدف أبناءنا؛ أبناء حضرموت ،عموماً و وقفات ضد هذه العناصر الإجرامية، التي تعبث بأرواح أبنائنا .. وهنا دعوة نوجهها لأئمة وخطباء المساجد بأن يتحملوا مسئولياتهم الأخلاقية والإنسانية والدينية في كشف وفضح هذه الأعمال الإجرامية والإشارة إلى حكم الدين فيمن يقومون بهكذا أفعال مشينة تتنافى مع الدين .
ولا يفوتنا في هذه المناسبة الدينية العظيمة أن نبتهل إلى الله سبحانه وتعالى أن يتقبل ؛صيامنا وقيامنا وصالح أعمالنا وأن نترحم على أرواح شهداء حضرموت سائلين المولى العلي القدير؛ أن يسكنهم فسيح جناته ويلهم أهلهم وذويهم الصبر والسلوان ، وأن يشفي جرحانا ونؤكد للجميع هنا بأننا سنتحمل مسئوليتنا في التعامل مع هاتين الحالتين أي حالات الشهداء والجرحى .
كما نتوجه بالتهنئة للأخوة ضباط وصف وجنود قوات النخبة جيش حضرموت الوطني في الساحل والوادي والصحراء ولإخواننا في القوات المسلحة لدول التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية و دولة الإمارات العربية المتحدة المساندين والداعمين لنا في معركتنا المصيرية ضد قوى الشر والإرهاب بمختلف صنوفه .
وبهذه المناسبة فأننا نتوجه بالدعوة إلى كافة منتسبي قواتنا المسلحة والأمن المرابط في كل شبر من أرض حضرموت الخير والعطاء إلى مزيد من اليقظة والاستعداد القتالي لمواجهة أي طارئ ، وثقتنا كبيرة في قواتنا بأنها ستقدم كل ما يمكن تقديمه؛ دفاعاً عن حضرموت وأبنائها أكثر مما قدمت وستظل ساهرة على منجز النصر العظيم الذي حققته وستواصل زحفها حتى تحقيق كامل أهدافها في مواجهة واجتثاث تلك القوى الشريرة .
النصر دوماً لأبطال قواتنا المسلحة والأمن ..
ولتظل حضرموت أبداً شامخةً منتصرةً ..
وعيدكم مبارك وكل عام وأنتم بخير
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللواء الركن/
احمد سعيد بن بريك
محافظ محافظة حضـرموت