أزمة وعدت وكل شدة تزول هكذا بدأت الناس تتحدث بوادي حضرموت بعد أيام عصيبة
مرت عليهم من تداعيات إعصار تشابلا الذي ضرب جزيرة سقطرى ومدينة المكلا
بمحافظة حضرموت وأجزاء من محافظة شبوة وخلف أضرار جسيمة في الاموال
والأرواح ولكن الحمدلله على كل حال , كان التكثيف الجانب الاعلامي .
حول تلك الظاهرة المناخية التي تحدث لأول مرة وخاصة بعد معرفة أسبابه وأضراره بعد ظهور التقنيات الحديثة وتوسع الوسائل الاعلامية المسموعة و المرئية والمقروءة والتي اصبحت بمتناول غالبية افراد المجتمع أيام وليالي انتشر فيها الخوف والرعب بين المواطنين والإرشادات والتعليمات لهدف تقليل حدة الاضرار وكانت بمثابة الصدمة الاخرى وخاصة بعد ان شهد وادي حضرموت في اكتوبر 2008 تلك الفيضانات من السيول الجارفة والمدمرة التي خلفت ورائها كارثة في العديد من مناطق الوادي التي لازالت تداعياتها الى يومنا هذا فكان لقدوم هذا الاعصار وما تتراسل به النشرات الجوية المتلاحقة وصور الاقمار الصناعية أول بأول بمتابعة هذا الديناصور المخيف الذي هو عبارة عن رياح شديدة وأمطار غزيرة وتحديد مساره واتجاهه جعلت الجميع في استيقاظ تام حركت كل الطاقات والإمكانيات للسلطات المحلية والشعبية وشكلت اللجان للطوارئ وانبثقت منها لجان أحرى وفقا وتخصصاتها بمقابلها التكوين المجتمعي هو الاخر شكل لجانه الشعبية والأهلية وسط الاحياء السكنية والحارات والقرى والأرياف وبمباركة السلطات المحلية بالمديريات فكان الجميع خلية نحل وفي تسابق لتأمين ما يمكن تأمينه لسلامة الاهالي والممتلكات العامة والخاصة , وأيادي ترتفع للسمع بالقنوت والدعاء متضرعة للعلي القدير أن يكون غيث سقي رحمة ونزل خير ويصرف عنهم شره , فيما كان الدعاة وشيوخ العلم وأمة المساجد ينثرون النصح في الناس عبر المنابر وعقب الصلوات ويذكرون الناس بالدعاء المأثور عن خير البرية في مثل تلك الظروف , ولأول مرة تتوحد تلك الجهود بين السلطة والمجتمع فتم تهذيب بعض ممرات السيول والوديان وإزالة المخلفات المعيقة منها على حساب السلطة ومنها على حساب وتكاتف الاهالي في بعض المناطق وقال شباب كلمتهم في تشكيل انفسهم مجموعات ففي حالة تستدعي ذلك لا سمح الله من إنقاذ وإيواء وغير ذلك عبر تواصل مع لجان الطوارئ وغرف العمليات التي شكلت لهذا الغرض مع استعداد الاجهزة العسكرية والشركات في التدخل لا تطلب الامر مع تسارع الزمن مع هذا المجهول القادم الذي لا يستطيع إن يقف أحد أمامه وفقا وما اظهرته اجهزة التتبع الاصطناعية ,
لكن بحمد لله والشكر له مسيّر الرياح ومنزل الرحمه ومفرج الغمة ومزيل الكربة تلاشى وانتهاء إعصار تشابلا بقدرة قادر أحد وتنفس الناس الصعداء بعد سماعهم هذا النبأ الذي اعاد لهم البسمة ونزع منهم الخوف من المصير المجهول وخاصة بسماعهم ومشاهدتهم وقراءتهم حول ما تخلفه وتسببه تلك الاعاصير ,
حقيقة لقد افرزت تلك الايام ظاهرة إيجابية في الحراك الرسمي والمجتمعي وتطابقت وجهات النظر للسلطة والمجتمع بوادي حضرموت وأصبح الهم الوحيد للجميع كيف يمكن ابعاد الضرر وتقليل الخسائر بقدر الامكان والعمل قبل وقوع الحدث بتشمير السواعد واستغلال الامكانيات المتاحة تلك الجهود التي كان الجميع مشغول في هم واحد , اليس رُب ضارة نافعة ..؟
بعد انتهاء الازمة النفسية التي اصابت الجميع وانتهاء وتلاشي إعصار تشابلا ذلك البعبع الذي شغل تفكير كل مواطن بوادي حضرموت والذي افرز تلك الجهود الموحدة بين السلطة والمجتمع هل ستذهب سدى ويتناسى الجميع ما حدث ؟ وهل سيجعلوا شعارهم لكل حدث حديث ؟ طبعا ينبغي الاستفادة من تلك التجربة من قبل السلطة المحلية من خلال تشكيل فريق ( إدارة الازمات ) برئاسة وكيل المحافظة لشئون مديريات الوادي والصحراء وتتكون من . مسئولا إداريًا وخبيرًا ماليًا وخبيرًا قانونيًا وخبيرًا في العلاقات العامة وخبيرًا في الاتصالات (السلكية واللاسلكية) وخبير أزمات طبية وخبيرًا في الدفاع المدني وخبيرًا حربي أو عسكري وخبيرًا هندسيًا وخبيرًا بيئيًا وخبيرًا جغرافيًا/ جيولوجيًا وعضوية كفاءات وخبرات من المهندسين والأطباء وقيادات منظمات مجتمعية وشخصيات اعتبارية وشبابية ستسهم في وضع الآراء والمقترحات والحلول والحشد الجماهيري قبل وأثناء حدوث أي أزمة لا سمح الله ومن أي نوع كانت وستكون ذات قابلية مجتمعية في حالة استحسان الاختيار ووجودها بين المجتمع ومعروفة بنزاهتها وإخلاصها وحبها للوطن