شاعر الهجرين محمد بن عفيف : نظمت أكثر من 1000 قصيدة شعرية
الأربعاء 21/يناير/2015- دوعن/موقع محافظة حضرموت/صالح عسكول
من منبع الشعراء انبرى حفيد امرؤ القيس الشاعر محمد أحمد الصالب بن عفيف كشاعر فذ وموهبة بدأت تشق طريقها بقوة من خلال المناسبات الفراحية والدينية والاجتماعية في مدينة الهجرين التاريخية بوادي دوعن محافظة حضرموت، شاعر فريد  يمتلك إحساس شاعري رهيب جعله يحصد المركز الأول في مسابقة (للوحدة نغني) عام 2005م والتي نظمتها إذاعة سيئون وادي  وصحراء حضرموت وكذا المركز الأول في المسابقة التي نظمتها مؤسسة الهجرين الاجتماعية الخيرية .

بن عفيف الذي يميل إلى الشعر الصوفي  يسرد لنا قصة تألقه في هذا المجال حيث يقول :
كانت البداية في كتابة الشعر بعد وجود الهواية والميول طبعاً بالنسج على منوال قصيدة معينة تعجبني وأشعر بالارتياح نحوها فأكتب على منوالها .
وعن مراحل أول قصيدة كتبها يقول شاعرنا بن عفيف :( مرّت بعدة مراحل متعددة حيث أنني لم أكتبها في وقت واحد أو يوم واحد بل ظلت فكرتها تعاودني بين الآونة والأخرى حتى قررت البداية ولم أقر بعد النهاية إذ استغرقت أياماً حتى انتهيت منها) .
ويضيف :( ليس هناك لي أوقات معينة أكتب فيها أشعاري وبظني أن العمر كله فرصة لتنمية المواهب وكتابة الشعر ولن يكون الشعر أقوى عند خلو البال وملامسة الشاعر للحدث الذي أراد الكتابة فيه) .
وعن سببه في ميله للشعر الفصيح قال بن عفيف :(ليس بذلك مستغرب إذ أنه منبثق من محبتي للغتي واعتزازي بها ثم إن الكتابة بالشعر الفصيح كما أرى تساعدني على وضع كل كلمة في مكانها المناسب مما يساعد على خلق نص مترابط متماسك يؤدي الغرض المناط منه بدقة تامة ).
وعند سؤالنا له ماهو سر حبّه للهجرين وارتباط عدد من قصائده بمدينته قال :( كل إناء بما فيه ينضح والقلب إذا تلفظ مما لا شك فيه لن يتلفظ إلا بذكر محبوبه وقد يكون هذا دليل على عمق المحبّة حتى إن الحشا لم يستطع الكتمان فتلفظ بأن المثل يقول " من أحب شيئاً أكثر من ذكره" .
وفي إجابته عن سؤال هل هناك شاعر معيّن تحب أن تقرأ أفكاره أجاب قائلاً :( في الحقيقي ليس لي صاحب بعينه من الشعراء إذا أن صاحبي الحقيقي هو النص الممتع ولكنني أميل إلى الشعر الصوفي وشعر شيخي الحبيب حسن بن عبدالله الشاطري الذي أجد فيه ما يعالج همومي وأحزاني وما قد يلمّ بي .
بن عفيف الشاعر الشاب يرى أن هناك فرقاً شاسعاً بين شعراء الماضي والحاضر ويحدد أسبابها أبرزها الجزالة والمرونة والفصاحة والواقعية وغيرها .
ويصف بن عفيف الحركة الشعرية في حضرموت حالياً بأنها قديمة قدم الإنسان لذا لها في كل زمان ومكان دولة ورجال لكن المؤسف منها هو إسناد الأمر إلى غير أهله وإضافة الشعر إلى من ليس له باع طويل فيه وكذا عدم وجود التشجيع الحقيقي مما يرغب بعض أرباب المواهب البحث عن عمل آخر ليقيت نفسه ومن يعول .
أما آخر ما كتبه من قصائد شعرية قال :(غبت ساعات عن الهجرين وفي أثناء عودتي خطر لي خاطر قلت في مطلعه:
حبيبتي نبض أشعاري وإبداعي .. حبيبتي ملء أحشائي وأضلاعي  
قد جئت أسعى عن الأحداق في عجل .. قولي لصبّك أهلاً أيها الساعي
لقد دعاني الشوق إليك سيدتي .. فمرحباً مرحباً أيها الداعي
وختم بن عفيف في حوارنا القصير بكلمات رقيقة وبتساؤلات حيث قال :( نعم لي وجهة نظر .. كثيراً ما أسأل هل بإمكان كل إنسان أن يكون شاعراً ؟! لذا أقول السؤال يحتمل الإجابتين نعم ولا ، لأن الشعر شيئاً يخالج الشعور وبإمكان كل إنسان أن يعبّر عن شعوره شعراً أو نثراً أو نظماً بكافة الطرق الممكنة والوسائل المتاحة ومن امتلك الكفاءة استطاع أن يعبّر عن أحاسيسه ومشاعره شعراً .
هكذا انتهى حواري القصير مع شاعر الهجرين وأحد أحفاد إمرؤ القيس الشاعر محمد أحمد الصالب بن عفيف التقيته على عجل وبدون تحديد موعد مسبق حيث فاجأته في مكتبه بمدرسة بن عفيف للبنات التي يعمل مديراً لها ساعة من الزمن مرّت حاولنا نبش ما بداخل شاعرنا من خواطر وهموم .