مسرح حضرموت يسكب دموعه بغزارة لرحيل المسرحي زكي سالم بن كوير
الأحد 07/ديسمبر/2014- المكلا/موقع محافظة حضرموت/عزيز الثعالبي
* زمان.. أيام الحركة المسرحية المتطورة في محافظة حضرموت، في حقبتي السبعينيات والثمانينيات للقرن العشرين، برز على خشبة المسرح أكثر من نجم أعلن مواهبه في التمثيل، ومن هؤلاء الممثل (زكي سالم بن كوير) لعب دور البطولة في أكثر من مسرحية حملت رسالة للجمهور الراغب في الحضور.. ويصفّق متى يشاء للممثل القدير، حيث كان الصدق- لاتزوير المشاعر.. يحكم! فالمسرح، كما هو معروف، يقدم لرواده غذاء الروح قبل غذاء البطن.

وفي تلك الفترة الزمنية، كنت أتابع المسرحيات يلعب دور البطولة فيها، الممثل (زكي سالم بن كوير).. وحضرت له مسرحيات كثيرة، استطاع المخرج القدير محمد عوض باصالح أن يفجر الطاقة المسرحية التي يختزنها الممثل زكي بن كوير، جمعتني به ذات ليلة، جلسة في الموقع أو الدكة التي اعتاد أن يجلس فيها أمام "ستديو الجزيرة" في حي السلام استنطقته خلالها مشواره في المسرح الذي- كما قال- قد عشقه في صغر سنه.. وكانت نقطة البداية في مسرح ثانوية المكلا للبنين (ثانوية بن شهاب اليوم) .
حيث اشترك في تمثيلية (الطريق الأبيض) تأليف حسان الأبيض إخراج الأستاذ عبدالله محمد بن سلمان عندما كان ضمن هيئة التدريس للثانوية عام 1967م، ثم عمل سفيراً لبلادنا- بعد الاستقلال في بريطانيا، وكان بعد ذلك ضمن ضحايا حادثة طائرة الدبلوماسيين التي سقطت بعد إقلاعها من محافظة شبوة في أبريل 1972م، وقد قام (زكي) بدور ( أدوارد ) قائد الحملة على أفريقيا- ومن الطلبة الذين اشتركوا في التمثيلية (فيصل ناصر بن ثعلب- منصر علي ثابت- عمر محمد بازيد.
وتعد المسرحية التي اشترك فيها زكي بن كوير (ثورة الشباب) لتوفيق الحكيم عام 1972م أسست في مدينة المكلا قاعدة لجمهور المسرح في مدينة المكلا واستقطبت جمهوراً كبيراً، أخرجها محمد عوض باصالح واشترك في التمثيل (عوض سعيد مقطوف) وسالم حسين الجحوشي وأحمد عبدالكريم بازنبور ومرعي بن مخاشن وغيرهم.
وكم كان رائعاً (زكي بن كوير) في دوره في مسرحية الشيخ الكبير عام 1974م ومسرحية (الميكرفون) من تأليف المؤرخ الأديب محمد عبدالقادر بامطرف إخراج محمد عوض باصالح، وأتذكر أن (الميكرفون) عرضت على مسرح المركز الثقافي بحي الحارة بجوار المكتبة السلطانية بالمكلا (في أغسطس عام 1975م) بعد أن تشكلت إدارة مستقلة للمسرح عن فرقة الفنون الشعبية (الرقص الشعبي) واشترك في (الميكرفون) غالب محمد بافطيم- وأنيسة خميس بن جبير- وأسماء باوزير- والمسرحيتين من إخراج محمد عوض باصالح.
وهناك مسرحية (قرقاش) للشاعر الفلسطيني سميح القاسم عام 1974م بطولة زكي بن كوير وسعيد محمد دحي (رحمه الله) وأمون باعكيم- وأسماء باوزير إخراج محمد عوض باوزير.. واشترك كذلك في مسرحية (سعدون) تأليف وإخراج محمد عوض باصالح عام 1976م ومسرحية (المهرج) لفرقة مسرح حضرموت في أكتوبر عام 1971م عرضتها في عدن للكاتب السوري محمد الماغوط، ومن المشاركين وحيد الرباكي وجمعان باعواض، وغيرها من المسرحيات التي اشترك فيها زكي بن كوير ، ولم يكن محظوظاً للسفر إلى القاهرة مع فرقة مسرح حضرموت التابعة لمكتب الثقافة بالساحل، إلى القاهرة لعرض مسرحية "عرس البيارق" في مهرجان المسرح التجريبي الذي أقامته جمهورية مصر العربية بالقاهرة عام 1989م.
وحين سألنا الأخ محمد عوض باصالح رئيس قسم المسرح بمكتب الثقافة بالساحل، في ذلك الوقت عن استثناء (زكي بن كوير) في تلك الرحلة، لم يجد تفسيراً لذلك.... حظوظ..
آخر مرة.. ظهر فيها المسرحي زكي سالم بن كوير في حفل، عندما حضر إلى مركز بلفقيه الثقافي بالمكلا، لاستلام تكريم إذاعة المكلا لشقيقه (فيصل سالم بن كوير) في حفل إقامته في مارس 2014م إذاعة المكلا بمناسبة الذكرى الـ 46 لتأسيسها ويعتبر فيصل بن كوير أول مدير تعيّن للإذاعة في عام 1968م وكنت نائباً له.
وكثيرة هي المرات التي سافر فيها (زكي سالم بن كوير) إلى مدينة العين بالإمارات العربية لزيارة شقيقه (فيصل) والعلاج في نفس الوقت من آثار مرض السكر.. وقبل عيد الأضحى هذا العام فاجأه المرض وسافر على عجل إلى عند شقيقه (فيصل) ليدخل المستشفى من جديد في الإمارات.
الأحد 23 نوفمبر 2014م اختاره الله إلى جواره وبكاه مسرح حضرموت سكب الدموع بغزارة.. تعازينا لأسرة آل بن كوير..