أشادوا بنجاحه وتميز فعالياته .. الشعراء المشاركون في ملتقى صنعاء الثاني : لصنعاء السبق في احتضاننا , ولليمن الفضل في لم شملنا
4/25/2006- صنعاء / موقع المحافظة / سبأنت
ما حققه ملتقى صنعاء الثاني للشعراء الشباب العرب من نجاح و تميز لم يمنع المشاركين من أن يطرحوا رؤاهم لما كان يفترض إن يكون عليه .. تجاوزا للقصور و تعزيزا للكمال وصولا إلى تجسيد كامل الأهداف .
وكالة الإنباء اليمنية (سبأ) استطلعت أراء عدد من الشعراء المشاركين .. فكان اعتراف الجميع دون استثناء بنجاح هذا الملتقى كفكرة جميلة وبادرة رائعة كان لصنعاء السبق في تحقيقها والفضل في لم شمل الشعراء الشباب العرب.. لكن كان لهم ثمة تحفظات .. وهي تحفظات لا تنتقص من قيمة ما تحقق بقدر ما تعبر عن رغبة عميقة في أن تأتي الملتقيات القادمة بأفضل حال حفاظا على ما تحقق في الملتقيين الأول والثاني وانطلاقا منهما إلى تحقيق وتجسيد كامل القيم والأهداف التي قامت عليها فكرة الملقى..

خلق هامش آخر

هدى ابلان – شاعرة يمنية : " الملتقى جميل وفكرته قائمة على إخراج الهامش إلى المتن ولكن لا نريد ان نكرس الهامشيين على حساب خلق هامش آخر(!) ..أتمنى أن تتغير هذه الفكرة في الأعوام القادمة كما لابد من مراعاة اختيار أفضل المشاركين لأنه هناك أسماء بدأنا نكرسها .. ونحن ذكرنا ان فكرة الملتقى قائمة على عدم التكريس وعلى فكرة الاختلاف وعلى البحث في إطار الهامش " .
وتضيف : " على الرغم من أن فكرة الملتقى جميلة وقوية وعميقة نتمنى أن نتعب أنفسنا قليلا في البحث وفرز المشاركين واقترح أن تطرح فكرة ( انه لابد على الأسماء المدعوة ان ترشح غيرها للمشاركة ) .. اقصد ان يكون هناك روح جديدة وهي طرح البدائل .. هذه تفترض أن تكون سمة ملتقى صنعاء .. أي أن كل شاعر أو شاعرة يكون لدية من الإيثار في روحه ليقول: أنا أرشح بدلا عني آخرين .. نتمنى ان تتفتح في ملتقى صنعاء الورود التي غابت أو ذبلت بسبب الإهمال والنسيان ".

شعر وشعير

منى وفيق – شاعرة مغربية : مجرد أن يلتقي هذا الكم من الشعراء ويحصل هذا التواصل الذي عجزت عنه السياسة فهو أمر متميز يحسب لصنعاء ولوزارة الثقافة في هذا البلد الذي يحق له ان يتباهى بأنه يحتضن هذا الكم من الشعراء الشباب وهذه التجارب وهذا الاحتكاك .. وتستدرك فتقول : لكن ثمة نقطة واحدة نتمنى تلافيها في الملتقيات القادمة وهي أن تكون هناك تصفيه للمشاركين ففي هذا الملتقى وجدنا شعر ولكنايضا للأسف وجدنا هناك شعير ،وهناك شعراء ولكن هناك (البرغش) ايضا..نتمنى في الملتقى المقبل أن يكون هناك غربلة للمشاركين كما أن لا تقتصر فعالياته على صنعاء فلابد أن تشمل فعالياته أكثر من مدينة يمنية.

وترى هبه عصام الدين- شاعرة مصرية : ان جمع اكبر عدد ممكن من الشعراء الشباب في مكان واحد.. يخلق تواصل لم يتحقق من قبل ومثل هذا كما تقول : هو سبق لصنعاء وتكراره الآن بعد عامين من دورته الأولى في عام 2004 مهو ترسيخ لنجاح فكرته وتميزها بعدما كانت المهرجانات حكرا على الأسماء الكبيرة .. لكن ملاحظتي الوحيدة هو على التسمية فانا لا أفضل تسميته بملتقى الشعر الجديد حتى لايكون المقصود بالجديد هو قصيدة النثر فممكن تكون قصيدة التفعيلة جديدا ومثلما فعل البردوني عندما جدد في قصيدة العمود.. بمعنى ان ثمة حساسية من هذه التسمية لذا أرى انه لابد من مراجعتها ان كان هناك اصرار عليها .

عزل الشعراء اليمنيين

محمد عبد الوهاب الشيباني شاعر يمني : في هذا الملتقى كان يجب أولا أن لا يعزل الشعراء اليمنيين عن الشعراء العرب ومثل هذه المسالة قد تكون شكلية أو غير شكلية.. لكن من مهمة الملتقى أن يعمل على إحداث تقارب بين الشعراء اليمنيين والعرب، وأن يعمل على خلق حالة من التواصل الإبداعي وتبادل الخبرات فيما بينهم .. فجمع الحضور في مكان واحد وقراءات واحدة من مكانين مختلفين لايحققان التقارب الذي نرغب فيه .
ويضيف : أيضا كان يجب أن تنتقى الأصوات الشعرية والعمل على تكثيف هذا الأصوات إما بشعر جديد أو بتعدد الشعر التسعنيني الفني .. وتابع يقول : بالتأكيد ما حققه ملتقى صنعاء في دورته الثانية يشكل مضافات لحضور التجارب الشعرية الشابة في الوطن العربي وهو حضور يحسب لوزارة الثقافة .

العدد ..كبير

سميرة عوض – شاعرة أردنية ورئيسة تحرير مجلة أنت : ملتقى صنعاء جميل .. لكن يبدو أن عدد المشاركين الكبير لا يتيح للشعراء الشباب المشاركين التعرف على بعضهم وإقامة علاقة أكثر ديمومة فيما بعد .. لكن ربما تبادل الدواوين فيما بينهم يحل هذه المشكلة بمعنى ان التعارف لاحق وليس مرافق لبرامج الملتقي.
وتوضح : الفرصة المعطاه لكل مشارك لبست بالقدر الذي تتيح للجمهور الشعري التعرف على التجربة كاملة فالاجتزاء في خمس دقائق لايمكن أن يعبر عن تجربة الشاعر أو الشاعرة..

اما على العامري – شاعر وصحافي فلسطيني- فيقول:" كان يفترض في الملتقى الحالي ان يتمجمع جميع الشعراء في فندق واحد أو في فنادق متقاربة لتحقيق التواصل خارج فعاليات الملتقى لان القراءات لاتكفي لوضع صورة عن تفاصيل تجربة الشاعر أو الشاعرة وتحقيق التواصل بين الشعراء .. ومثل هذه الإشكالية قد تكون تنظيمية نتمنى ان يتداركوها لاحقا لأنه كان المفترض أن يكون عدد المشاركين اقل فالعدد 330 كبير جدا فلو كان العدد اقل بحيث يتاح لكل شاعر أن يعرف بتجربته وبالتالي فهذا العدد الكبير لايتيح للشاعر أن يقدم نفسه بشكل سليم ومثل هذا كان في الملتقى الأول وتكرر في الملتقى الثاني بل صار العدد اكبر .

غياب التوازن

أحمد السلامي – شاعر يمني يرى انه: كان من المفترض إيجاد نوع من التوازن فيما يتعلق بالمشاركين فالمشاركين اليمينين يمثلوا جميع الأطياف الشعرية والمشهورة عربيا .. بينما المشاركون العرب يمثلون اتجاها حداثيا فارها أي أنهم يمثلوا الكتابة الحداثية ممثلة في قصيدة النثر .. وبهذا ظلم للمشهد اليمني بعدم دعوة من يمثلون الكتابة داخل الأشكال الأخرى ولذا ظهرت التجربة الشعرية اليمنية كأنها تعاني من ارتباك ومن انحيازها للماضي.

وتقول داليا رياض – شاعرة عراقية :" من وجهة نظري فان نجاح الملتقى يتجاوزأي سلبيات يمكن الحديث عنها .. نعم لكل عمل نواقصه لكن السلبيات تبقى من جماليات المكان وملتقى صنعاء كان ناجحا بكل المقاييس ومتميزا دون انتقاص".