في ذكرى الاستقلال المجيد ... انجرا مس ضيف على أدباء حضرموت
1/12/2005- المكلا /موقع المحافظة/عمر بن شهاب - قصي باحميد
عقدت يوم أمس الأربعاء الـ30من نوفمبر بالمكلا في قاعة اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين فرع حضرموت الساحل بمناسبة احتفالات بلادنا بذكرى الاستقلال المجيد محاضرة للدكتور/ صادق عمر مكنون أستاذ التاريخ بجامعة الأحقاف برسم " المستشار البريطاني انجرا مس وأثره في حضرموت " حيث تناولت المحاضرة محورين أساسيين :

المحور الأول:
شخصية انجرا مس وحيث تناول هذا المحور نشأته والوظائف التي أوكلت إليه حيث أشار المحاضر إلى إن شخصية انجرا مس نشأت في بيئة متدينة من الطبقة الوسطى ولم تكن لعائلته أي انتماءات سياسية وكان انجرا مس يهوى الطبيعة والاستكشاف وكان يرغب بالالتحاق بكلية الطب وقد جاوز امتحان القبول بنجاح ولكن بنشوب الحرب العالمية الأولى ترك الطب والتحق بصفوف الجيش حتى انه في إحدى المعارك أصيب في ساقه إصابة سببت له العرج وبسبب هذه الإصابة طلب من وزارة المستعمرات أن يتولى ضابط سياسي في المستعمرات , فأرسلته الوزارة إلى زنجبار وقام فيها بعدد من الأعمال وعمل على وضع مناهج التعليم الحديث ونشره , وأثناء تواجده في زنجبار تعرف عن الحضارمة وأعجب بهم وهذا الذي شده إلى الانتقال إلى حضرموت فيما بعد .
وفي عام 1930م تزوج على دورين ومن ثم انتقل إلى عدن وهناك طلب منه سلطان عدن بإنشاء مدرسة أبناء الرؤساء والسلاطين ثم أرسله إلى حضرموت كي يعد تقريرا عنها حيث نشر هذا التقرير عام 1935م . وفي عام 1936م عين ضابط في حضرموت حيث قام بعقد هدنة بين قبائل حضرموت ثم في عام 1938م - 1944م عين مستشار للسلطنتين ( الكثيري – القعيطي) ومن عام 1940م-1942م عين نائبا لحاكم عدن وبعدها عين مساعد السكرتير الثاني في لجنة مراقبة الدول المنهزمة بعد الحرب العالمية الثانية وبعدها عين مستشار للمستعمرات ثم عين مستشار رسمي لدول ما وراء البحار وفي عام 1968م تقاعد عن العمل وتوفي عام 1973م .
وقد حصل على عدة أوسمة أهمها وسام لورانس التي منحته إياه الجمعية الآسيوية الملكية وحصل على وسام المؤسس لما ألف عن الطبيعة في حضرموت.

المحور الثاني:
اثر انجرا مس في حضرموت وتناول هذا المحور الأثر الاجتماعي والسياسي والعسكري والاقتصادي والثقافي والإداري والمشاريع التي قام بها في حضرموت , وقد تطرق المحاضر إلى ذكر لمحة عن الواقع الموجود في حضرموت قبل مجئ انجرا مس إليها حيث إن الوضع السائد هو القبلي الذي أدى إلى صراعات قبلية فيما بينها وصراعات مع الدولة , و أيضا ضعف السلاطين .
واتفاقية الحماية التي اتبعتها بريطانيا أصبحت غير كافية. فأرسلت انجرا مس الذي قام بتغييرات كبيرة في جوانب عدة منها:
الجانب السياسي :
أقام انجرا مس معاهدات هدنة بين القبائل أدت إلى سلام وتغيير كامل في حضرموت حيث قام على إبعاد السلاطين عن القبائل , وقد جلب اليوافع على إنهم موظفين في الدولة وان السلطنة ليست ملكا لهم وأفقدهم هيبتهم .
الجانب العسكري :
قام بإدخال الحضارمة في الجيش وقلص من أعداد اليوافع وابعد الكثير منهم من الجيش , وقام أيضا بتأسيس جيش البادية من البدو كي تتجنب الدولة شرورهم وقام بمساعدتهم تعليميا وثقافيا وزراعيا.
الجانب الاجتماعي :
قام انجرا مس بسحب عدة وظائف من القبائل وأسندها إلى الدولة مثل القبائل مثل النقل والتعليم والحماية والصلح بين القبائل , وساعدته المجاعة في حضرموت حيث امتهنت القبائل مهن لم تكن تعمل فيها أيضا قام بتحرير عبيد السلطان لأنهم يشكلون عبء مادي على الدولة وأدت هذه الأعمال إلى عدم وجود فئة قائدة وإنما صار الكل متقاربين في الحياة وكذلك ظهور الصراع الطبقي بين القبائل.
الجانب الاقتصادي :
جعل السلطان لا يتدخل في موازنة الدولة وإنما اقر له راتب فقط. واهتم أيضا بعلاقات الإنتاج والوضع الزراعي في حضرموت لان هذا الشيي تريده بريطانيا ولم تركز على الجانب الصناعي .
الجانب الثقافي :
اهتم انجرا مس بتعليم المرأة وإنشاء المدارس الابتدائية والمتوسطة في عدة مناطق وخاصة في البادية، وإعطاء المنح الدراسية للمتفوقين للالتحاق بالدراسات العليا وإرسالهم إلى بلدان خاضعة للاستعمار البريطاني، أيضا قام بإنشاء المنتديات الثقافية كمنتدى انجرا مس ومنتدى المعلمين ونتج عن ذلك ظهور مجموعة من المنبهرين بالحضارة الغربية ولم يهتم بالجانب الصحفي.
الجانب الإداري :
قام بإنشاء شرطة الدولة التي ادخل فيها الحضارمة وصرف الجوازات للمواطنين المغادرين والقادمين وبإنشاء السجل المدني وقام بتعيين موظفين للدولة. وقام بترسيم الحدود بين السلطنات والسعودية والإمامة في اليمن.
وقد ساهم انجرا مس في بناء المستشفى والمحجر الصحي ومعهد النور للمكفوفين وصحة البيئة ومركز الأمومة والطفولة.
وفي اختتام المحاضرة أكد المحاضر إن هذه الشخصية أثرت تأثيرا كبيرا في بناء الدولة الحديثة في جميع مجالات الحياة رغم هذا كله فهو حريص على مصالح بريطانيا والحد من الخسائر.
وقد شارك بعض من الحضور بعدد من المداخلات التي أثرت المحاضرة وأعطت لها سمة الأهمية والتي تركزت حول الجانب الاجتماعي والثقافي.
وقد حضر المحاضرة الدكتور/ عبد القادر علي باعيسى – نائب رئيس اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين فرع ساحل حضرموت وعدد من الشخصيات الأكاديمية والمهتمين.