اختتام فعاليات الحلقة العلمية السابعة لذكرى دخول الإمام المهاجر لوادي حضرموت تقارب وجهات نظر الأمة على قواسم الإسلام المشتركة ( غاية وهدف ) لنعمل معاً من أجل تحقيقها
3/2/2007-
سيئون/موقع محافظة حضرموت/حسام عاشور حنشي

اختتمت مساء أمس بمدينة سيئون فعاليات الحلقة العلمية السابعة لذكرى دخول الإمام المهاجر إلى الله أحمد بن عيسى لوادي حضرموت والتي نظمها مركز الإبداع الثقافي للدراسات وخدمة التراث ومنتديات وادي حضرموت الثقافية الاجتماعية التابعة لأربطة التربية الإسلامية ومراكزها التعليمية والمهنية لأسبوعين كاملين . وقد تم خلال هذه الحلقة العلمية مناقشة أكثر من 15 بحثاً من البحوث العلمية الفكرية القيمة عن آداب الحوار بين الجماعات والفرق والمذاهب الإسلامية وانتشار المذهب الشافعي في بعض البلدان الإسلامية من حضرموت وتعايش المذاهب الإسلامية في حضرموت من خلال مواقف أئمة وعلماء مدرسة حضرموت وغيرها من البحوث العلمية القيمة التي ألقاها مجموعة من كبار العلماء ورجال الفكر والدعوة إلى الله والأساتذة والباحثين المتخصصين .
وفي الحفل الختامي الذي حضره أكثر من عشرة آلاف شخص يتقدمهم كبار رجال العلم والمفكرين والدعاة الإسلاميين وكبار الشخصيات الاجتماعية والذي نظم بشعب الإمام المهاجر (الحسيسة) بالناحية الشرقية لمدينة سيئون تحدث العلامة / عبدالله بن محمد بن شهاب الدين بكلمة استعرض خلالها سيرة أسلافنا الصالحين الذين كان لهم باع طويل في نشر العلم والدعوة إلى الله عز وجل داعياً الجميع الرجوع إلى سيرة أسلافهم وأجدادهم السابقين ليمشون على خطاهم وينهجون نهجهم .. مهنئاً الجميع بحلول العام الهجري الجديد مبتهلاً إلى الله عز وجل ان يجعله عام خير وبركة ونصر وعزة للإسلام والمسلمين ، موضحاً بعضاً من معاني ودلالات الهجرة النبوية الشريفة وما تحتويه من دروس وعبر يجب أن نستفيد منها في حياتنا اليومية ، ثم تطرق إلى جانب من سيرة ومناقب الإمام المهاجر أحمد بن عيسى وهجرته من البصرة بالعراق ورحلته إلى الحجاز واليمن .
كما حث الجميع على التمسك بالعلم والنهل من منابعه التي هي متوافرة لدينا في حضرموت وخصوصاً العلوم الشرعية النافعة والعمل بها ، فبدون العلم لا يمكن ان تصلح الأمم قائلاً : إن العلم شيء أساسي في الحياة وبالعلم ترتقي النفس وإن العلم بلا عمل مثل الشجرة بلا ثمر ولابد من تطبيق العلم والعمل به على أرض الواقع .
بعد ذلك تحدث العلامة / سالم بن عبدالله الشاطري - الموجه العام لرباط تريم عن نسب وسيرة الإمام المهاجر موضحاً بأن المرحلة التي كان فيها كانت مليئة بالتناقضات والفتن كما هو حال العراق اليوم والتي دمرت المسلمين واستباحت دمائهم وأعراضهم في تلك المرحلة مما جعله يفكر في الهجرة والسفر من البصرة بالعراق ومعه من أولاده ابنه الأصغر عبدالله بن أحمد بن عيسى .. مبيناً رحلته من العراق مروراً بالحرمين الشريفين والذي مكث فيه عاماً كاملاً ومن ثم توجه إلى اليمن بداية من دوعن وتحديداً بمنطقة الجبين التي تزوج بها وأنجب بها طفلاً وبعدها غادر إلى مدينة الهجرين واستقر بها فترة من الزمان وبنى فيها بيتاً وزاوية لتلقي العلم وصولاً إلى الحسيسة والتي يوجد بها قبره الآن والتي كانت تدب فيها الحياة ومليئة بالناس آنذاك مبيناً ان الهجرة تحدث تغيراً عظيماً لمصلحة الإسلام والمسلمين .. مضيفاً بان الإمام المهاجر كان متبحراً في الكثير من العلوم الشرعية وغيرها وقد قام بنشر العلم والدعوة في حضرموت التي كانت قد وصلتها الفتن التي كانت منتشرة في تلك المرحلة وكيف استطاع أن يصلح بين الناس منوهاً إلى دور أبنائه الذين خلفوه وكيف قاموا بنشر العلم والدعوة على نهج دعوة أبيهم في دول شرق آسيا وأوروبا وأفريقيا والهند وغيرها من بلدان العالم بكسر السيف لا بالحروب الطاحنة بل بالموعظة والقدوة الحسنة .
من جانبه دعا العلامة / علي المشهور بن محمد بن حفيظ في كلمته عن دور الإمام المهاجر في جمع القلوب على كلمة الحق وتألفها وتراحمها على تقوى وحسن شمائل وكرم .. مستعرضاٌ ما قام به في سبيل جمع شمل الأمة والتآلف بينها بالحكمة والموعظة الحسنة ..
ثم تحدث العلامة والمفكر الإسلامي / أبوبكر العدني بن علي المشهور الموجه العام لأربطة التربية الإسلامية ومراكزها التعليمية والمهنية عن دور مدرسة حضرموت في جمع شمل الأمة وإصلاحها منذ قديم الزمان موضحاً حاجة الأمة الماسة اليوم إلى إعادة إحياء هذه المعاني السامية العظيمة التي تفردت بها هذه المدرسة .. مشيراً إلى أن مظهر الإمام المهاجر إعادة ترتيب ، لأن في هذا العالم في تصارع بين مدرستين مدرسة تربية وهي المدرسية الأبوية والتي فيها الرحمة والرأفة والسلام في كافة شئون الحياة وأخرى في هذا العصر والتي تشغل الناس بالدينار والدرهم وشهوات الدنيا الفانية داعيا إلى الاعتناء بشرف الآباء والأجداد على كل النماذج موضحاً بأن الإمام المهاجر ليس إماما لأهل البيت ولكنه أب كل إنسان دخل في هذه البلدة واشترك مع المهاجر في تحقيق واقع السلام والأمان في هذه البلدة وفي سائر البلدان التي انتشر فيها الإسلام من حضرموت .. وما هذا الاجتماع إلا لنسمع الآخر أن هذه المدرسة التي استطاعت في سابق الزمان أن تمد السلام والأمن في العالم إنها قادرة على ذلك اليوم وفي هذا العصر وإن بالإمكان إعادة الكرة وان يعيد الله هذه الطريق وهذه العلاقات الشرعية ويحيي الله ذلك من جديد .
شاكرا المولى عز وجل الذي هيأ الظروف التي سمحت للعلماء بنشر العلم والدعوة وإعادة ترتيب واقعهم بعد تحقيق الوحدة اليمنية المباركة ، والتي شهدت خلالها اليمن عامة وحضرموت خاصة بروز العديد من أربطة ودور العلم بعد أن هدمت وطرد منها العلماء الذين تم اختطافهم وتشريدهم في السنين المظلمة .
هذا وقد تخللت حفل الاختتام ألعاب شعبية ( شبواني ) وهي إحدى الألعاب الشعبية الشهيرة في حضرموت قدمتها حافة الحوطة بمدينة سيئون وأناشيد وقصائد دينية ومسرحية هادفة بعنوان ( أدعوا إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة ) قدمتها فرقة المسرة بتريم نالت استحسان الحاضرين .
|