نظم
مركز ابن عبيدالله السقاف لخدمة التراث والمجتمع بسيؤون مساء يوم أمس
الأربعاء 2/ أكتوبر / 2013م حلقة نقاش مفتوحة تحت عنوان (صنّاع الأزمات
والعبث بالهويّة .. كيف نتعامل معهم ؟ ) شارك فيها نخبةٌ من الأساتذة
والمفكرين والأكاديميين والمثقفين والمهتمين , أشاروا فيها إلى واقع
الأزمات والتداعيات السياسية والأمنية الراهنة التي يتعرّض لها وادي حضرموت
إنسانا وأرض .
خصوصًا وأن تلك الأزمات المفتعلة جعلت من طمس الهويّة
والسّمة التي يتمتع بها أبنا حضرموت هدف أساس لفتح الطرق أمام مخططاتهم
ونشر العديد من الظواهر السيئة كانتشار تعاطي شجرة القات وجعلها سهلة في
متناول الجميع من أفراد المجتمع , وكذلك انتشار المخدرات والتطرف والغلو
وبث الفرقة وغيرها من الظواهر التي باتت تهدد الهويّة الحضرمية التي حظيت
باحترام وثقة العالم عبر القرون .
وتطرّقت النخبة في نقاشها إلى تداعيات
الإرهاب الذي جاء ليس وليدُ صدفة وإنما هو مخطط تتعرض له حضرموت على وجه
التحديد إقليميا وهي التي لا تعرف الإرهاب عبر تاريخها المشرق في مختلف
مراحله , وهي غير قابلة لاحتضانه , ولكن صنّاع الأزمات المنخرطين في
تكوينات ومسارات سياسية و اجتماعية مختلفة الذين ليس لهم ولاء إلا لذواتهم ,
هم من تبنّوا تنفيذ هذا المخطط الإجرامي , وأتوا به لأجل تحقيق مصالحهم
ومآربهم الوخيمة قصيرة المدى , وهم أولئك عبدة الدولار الذين مازالوا
يفكّكون ويفتّتون المجتمع ويهتكون بقيمه ومبادئه .
كما أشارت النخبة في
اللقاء إلى ضرورة التعامل مع هذه الأزمات المفتعلة من خلال فن إدارة
الأزمات , والتخلّص من تلك العناصر السلبية كالتشرذم والتشكيك وسقوط القيم
التي تتيح الفرصة للمدسوسين والمجرمين والدمويين المغرّر بهم و المتغلغلين
في واقعنا من خلال السِّلمية التي يعيشها ويتمتع بها أبنا حضرموت , سيما
وأن كل ذلك يحدث في ظل واقع أصبحنا فيه نتجاهل العدوّ الحقيقي الصانع
لأزماتنا ومشكلاتنا بل و أحياناً نكون عون له على أنفسنا لفرط حسن الظن .
وعبّر
المشاركون في اللقاء عن مفهوم الهويّة التي تعني الانتماء إلى الجذور وهي
سمة يتصف بها أبنا مجتمع معيّن ترتبط ارتباطا وثيقا بأخلاقيات وقيم ديننا
الإسلامي الحنيف , داعيين كل الحاضرين إلى أهمية التمسّك بهذه القيم
والأخلاقيات التليدة التي تعكس مفهوم الهويّة الحضرمية المثلى , والعمل على
إحباط وإجهاض كل مؤامرات صنّاع الأزمات الذين يحاولون تشويه و تعتيم
الرؤية على الهوية الحضرمية ويثيرون الإشاعات حولها , وتجنّب ممارسة
السلوكيات والتصرفات التي ترفع حدّة الصراعات والنزاعات بين أفراد المجتمع
بمختلف فئاتهم وانتماءاتهم .