وزير الثقافة يدشن مهرجان محمد جمعة خان السنوي بصنعاء
11/9/2006- صنعاء/موقع المحافظة/سبأنت
دشن خالد عبدالله الرويشان - وزير الثقافة اليوم على خشبة المركز الثقافي بصنعاء فعاليات مهرجان محمد جمعة خان السنوي كواحد من المهرجانات التي تنظمها الوزارة في اطار اهتماماتها بتراثنا الفني من خلال عدد من البرامج ابرزها برامج احتفائية برموز هذا التراث ودراسة نتاجاتهم وتقديمها والتعريف بها و توثيقها .
ويتناول المهرجان الذي يستمر ثلاثة ايام تجربة محمد جمعة خان (1903- 1963) كواحد من رواد الاغنية الحضرمية ورائد لمدرستها التجديدية واحد اهم من اسهموا في تطويرها وتطويع ايقاعاتها للالات الموسيقية الوترية واستخدام الموسيقى الحديثة في تقديمها بما اسهم في تعزيز انتشارها وتوسيع دائرة متذوقيها حتى تجاوزت حدود اليمن الى الجزيرة العربية.
وتتوزع فعاليات المهرجان مابين فعاليات صباحية ومسائية يقف المشاركون فيها من الباحثين والفنانين على ابرز ملامح تجربة محمد جمعة خان وسرد قصة خصويتها وحكاية نجاحها ودائرة شهرتها ونكهتها وابرز تفصيلات المدرسة التي شكلها في اطار الغناء الحضرمي والتي تخرج فيها العديد من الفنانين الذين شكلوا امتدادا وسريانا طبيعيا لابداعه الخصيب بالتمير .
وقال الرويشان ان محمد جمعة خان فنان سبق عصره وزمانه بالكلمة والنغمة فخرج بابداعه من الاقليم الى العالم العربي في وقت لم يكن هناك تلفزيون ولا فضائيات ولا حتى راديو بالمعنى المتعارف عليه الان وبالتالي فهو فنان عالمي الهوى قومي النزعة بشكل كبير وهو فنان مستقبلي حيث لم يكن يعيش في ماضيه فقط وانما في حاضره وفي المستقبل .
واضاف : لقد كان محمد جمعة خان رمزا من رموز التراث اليمني والعالم العربي..فهو فنان مثقف لم يعش فقط بروحه في وطنه ولكنه حلق في أجواء لعالم العربي و تابع كل شاعر جميل ومبدع رائع في كل وطن وبلد عربي , فغنى لـ أحمدشوقي ولـ ايليا او ماضي ولـ الاخطل الصغير .. وغنى لكثير من الشعراء .
واشار الوزير الى ان هذا المهرجان ياتي لتكريم فنان كبير بكل ما تعنيه الكلمة من معنى ..من خلال العديد من الفعاليات الي ستحاول قراءة نتاجه والتعريف بابداعه وكنوز تراثه الفني وهو جهد سيتواصل من خلال هذا المهرجان السنوي..لافتا الى ان مهرجان هذا العام سيتضمن حفل توقيع الكتاب الذي اصدرته الوزارة لمؤلفه عزيز الثعالبي بعنوان " محمد جمعة خان ..الاغنية الحضرمية الخالدة" وستوقعه الأبنه البارة أفراح محمد جمعة خان..
من جانبها اعربت ابنة الفنان الراحل محمد جمعة خان (أفراح) عن الشكر لوزير الثقافة قائلة : كلمة صدق في صباح الصدق والوفاء نرفعها الى الوزير خالد الرويشان الذي وعد فحقق وعده ، فكان هذا الصباح الذي سيتلوه اماسي وصباحات وفائية لتكريم والدي الفنان الراحل محمد جمعة خان الذي ظل يقدم عطاءاته الفنية وعصارة روحه وآهات وجدانه فنا آثر ان يجعله يرتقي بذائقة العامة لايمانه العميق بروح الفن ورسالة الفنان الخالدة.
واشارت الى ان هذه الاحتفاء ياتي مع اقتراب حلول الذكرى الثالثة والاربعين لرحيله في وقت ما زال الجميع يتلمس الكشف عن كنوز ابداعه وفيض عبقريته التي غدت مدرسة خالدة .
وكررت ابنه الراحل شكرها لوزارة الثقافة على اصدار كتاب الصحافي عزيز الثعالبي الموسوم " محمد جمعة خان .. الاغنية الحضرمية الخالدة " واعتبرت هذا الكتاب انجاز ماكان له ان يتم لولا هذه المثابرة الدائمة من وزير الثقافة .واضافت: وياتي هذا الصباح ليكمل لوحة الوفاء ويضع الوانا من الصدق الذي نشارك فيه جميعنا ومعنا فرقة محمد جمعة خان الموسيقية التي اسست مطلع العام الجاري من مجموعة من الفنانين المخضرمين والشباب الذين يمارسون العطاء الفني على طريقة التخت الموسيقي الكلاسيكي للاغنية الحضرمية التي كان الراحل محمدجمعة خان ومازال عنوانها الابرز.
وفي المداخلة التي قدمها الفنان محمد أحمد باعباد تم تناول تأثير محمد جمعة خان في الاغنية بالداخل اليمني ودول الجزيرة والخليج حيث تطرقت المداخلةالى توضيح حقيقة الموقع الذي يحتله المحتفى به في مسار الغناء الحضرمي باعتباره شكل امتدادا حداثيا للمدرسة المؤسسة للغناء الحضرمي التي كان رائدها الفنان سلطان الشيخ هرره فأتى محمد جمعة خان الذي جاء بعد وفاة هررة بثلاثين عاما ونهل من تلاميذ هررة ليشكل مدرسة تجديدية في هذا اللون الغنائي الذي اثر فيه خان تاثيرا لاينكره جاحد واسهم فيه منذ فترة ظهوره والتحاقه بالفرقة النحاسية السلكانية بالمكلا حتى بدء علاقته بالفنان (سعد الله فرج ) وتعلمه على الة القنبوس وتلقيه الدروس تحت اشرافه حتى ظهوره على الساحة متمكنا من موهبته وذكائه مجيدا للالحان الحضرمية والمصرية والهندية ليملاء الفراغ على الساحة التي تركها سلطان بن هرهرة ليشكل فيما بعد مدرسة لها وقواعدها واصولها .
واختتم حفل الافتتاح بمقطوعات غنائية قدمتها فرقة محمد جمعة خان الموسيقية بقيادة ابنته (افراح ) من تراث والدها غناءا والحانا .
وكانت ابنه الراحل محمد جمعة خان قد قامت بتوقيع عدد من النسخ من الكتاب وتوزيعها على عدد كبير من الفنانين والادباء والمثقفين الذين حضروا حفل افتتاح المهرجان .