دشن وزير الثقافة ، خالد عبدالله الرويشان ،انطلاق عرض المسرحية الشعرية " رسالة إلى غزاة لا يقراؤن" للشاعر الفلسطيني الكبير سميح القاسم , وذلك بافتتاحه صباح أمس العرض الاول الذي اقيم على خشبة مسرح المركز الثقافي بصنعاء.
ويأتي هذا العرض المسرحي الذي سيتواصل على مسرح المركز الثقافي مساء اليوم وصباح ومساء السبت, في اطار تضامن الشعب اليمني مع الشعبين الشقيقين في لبنان وفلسطين, نتيجة للعدوان الصهوني الغاشم عليهما, وتعبيرا عن سخط اليمن واستنكارها لما تقوم به آله الموت الصهونية من تدمير للبنى التحتية والمعالم التاريخية والاثرية .
ويتناول الشاعر العربي الكبير سميح القاسم خلال المسرحية اصرار المقاومة على مواجهة الاحتلال باستخدام كافة الوسائل المتاحة لهم من خلال سياقات تعبيرية مكثفة ورؤى تصويرية عميقة الدلالات, وهي المعاني التي استطاعت مشاعر ورؤى ولغة الشاعر ان تمنحها روحا فاضت بكل عنفوان المواجهة لدرجة تنقل القارئ
والمشاهد الى مواقع الاحداث .
فيما اسهمت تقنيات واسلوب العرض المسرحي باستخدام الموسيقى والاضواء والتشكيلات التي رسمها الممثلون في تجسيد عظمة الكلمة والفن ودورهما في الوقوف جنبا الى جنب مع البندقية والرصاصة في مواجهة العدوان .
وتقدم اللوحة المسرحية الشعرية التي قدمتها فرقة المسرح الوطني بالاشتراك مع الفنانين نبيل حزام وعمر عبدالله صالح وعلي سبيت, رؤية درامية لما يمكن ان يقوم به الفنان من دور في اثارة المشاعر المناهضة للاحتلال والمساندة للمقاومة فضلا عن دوره في كشف همجية الاحتلال من خلال تعرية ممارساته الوحشية..
وزير الثقافة يدشن انطلاق المسرحية الشعرية " رسالة الى غزاة لايقراؤن "
وفيما يلي القصيدة التي حولت الى مسرحية :
تقدموا .. تقدموا
كل سماء فوقكم جهنم
وكل ارض تحتكم جهنم
تقدموا
يموت منا الطفل والشيخ ولا يستسلم
وتسقط الام على ابنائها القتلى ولا تستسلم
تقدموا .. تقدموا
بناقلات جندكم
وراجمات حقدكم
وهددوا
وشردوا
ويتموا
وهدموا
لن تكسروا اعماقنا
لن تهزموا اشواقنا
نحن القضاء المبرم
تقدموا .. تقدموا
طريقكم ورائكم
وغدكم ورائكم
وبحركم ورائكم
وبركم ورائكم
ولم يزل امامنا
طريقنا وغدنا
وبرنا وبحرنا
وخيرنا وشرنا
فما اللذي يدفعكم
من جثة لجثة
وكيف يستدرجكم
من لوثة للوثة
سفر الجنون المبهم
تقدموا
وراء كل حجر كف
وخلف كل عشبة حتف
وبعد كل جثة
فخ جميل محكم
وان نجت ساق
يظل ساعد ومعصم
تقدموا
كل سماء فوقكم جهنم
وكل ارض تحتكم جهنم
تقدموا.. تقدموا
حرامكم محلل
حلالكم محرم
تقدموا بشهوة القتل التي تقتلكم
وصوبوا بدقة لا ترحموا
وسددوا للرحم
ان نطفة من دمنا تضطرم
تقدموا كيف اشتهيتم
واقتلوا
قاتلكم مبرأ
قتيلنا متهم
ولم يزل رب الجنود قائما وساهرا
ولم يزل قاضي القضاة المجرم
تقدموا .. تقدموا
لا تفتحوا مدرسة
لاتغلقوا سجنا
ولاتعتذروا
لا تحذروا
لاتفهموا
اولكم
آخركم
مؤمنكم
كافركم
ودائكم مستحكم
فاسترسلوا واستبسلوا
واندفعوا وارتفعوا
واصطدموا وارتطموا
لاخر الشوق الذي ظل لكم
واخر الحبل الذي ظل لكم
فكل شوق وله نهاية
وكل حبل وله نهاية
وشمسنا بداية البداية
لا تسمعوا
لا تفهموا
تقدموا
كل سماء فوقكم جهنم
وكل ارض تحتكم جهنم
تقدموا .. تقدموا
لا خوذة الجندي
لا هراوة الشرطي
لا غازكم المسيل للدموع
غزة تبكينا
لانها فينا
ضراوة الغائب في حنينه الدامي للرجوع
تقدموا
من شارع لشارع
من منزل لمنزل
من جثة لجثة
تقدموا
يصيح كل حجر مغتصب
تصرخ كل ساحة من غضب
يضج كل عصب
الموت لا الركوع
موت ولا ركوع