بدأ أعضاء فرق أسس بناء الجيش والأمن والحكم الرشيد والتنمية واستقلالية
الهيئات والقضايا الخاصة بمؤتمر الحوار الوطني الشامل اليوم النزول
الميداني لمحافظة حضرموت بعقد لقاء موسع بالمكلا مع قيادة السلطة المحلية
ضم محافظ المحافظة والوكلاء وأعضاء الهيئة الإدارية .
وفي مستهل اللقاء رحب محافظ حضرموت خالد سعيد الديني بأعضاء فرق مؤتمر الحوار الوطني .. مشيرا الى أن أبناء المحافظة والوطن عموماً يتطلعون بآمال واسعة لمخرجات هذا الحوار الوطني وما سيفسر عنه من نتائج تسهم في بناء الدولة الجديدة القائمة على العدالة والمواساة والنظام والقانون .. مؤكدا استعداد السلطة المحلية تقديم أوجه التسهيلات بما يمكن اللجان المنبثقة عن مؤتمر الحوار من إنجاح مهمة نزولها الميداني والالتقاء بمختلف ممثلي المؤسسات ومكونات المجتمع.
واستعرض المحافظ الديني الجهود المبذولة من قبل السلطة المحلية في تنفيذ الخطط والمشاريع الخدمية والتنموية .. معتبرا ان المركزية الشديدة تعد واحدة من أبرز المعوقات والمشكلات التي تحد من عملية التطوير والتنمية في المحافظة.
وأشار محافظ حضرموت إلى أن المرحلة القادمة تتطلب من الجميع المزيد من التعاون وتضافر الجهود بعيداً عن المناكفات والمكايدات الحزبية والسياسية لتجيب الوطن المخاطر والمحن وإيجاد صيغة لشكل نظام حكم جديد يلبي التطلعات والغايات النبيلة في بناء دولة مدينة حديثة.
وتحدث في اللقاء مدير ادارة علاقة المشاركين وأعضاء المؤتمر أسامة الغيثي ناقلاً تحيات أمين عام مؤتمر الحوار الوطني أحمد عوض بن مبارك وأعضاء الأمانة لقيادة السلطة المحلية بالمحافظة وحرصها على إنجاح مهمة النزول الميداني للمحافظة الذي يشتمل على أربعة فرق رئيسة من أصل تسع فرق عمل لمؤتمر الحوار الوطني الشامل .. لافتاً الى أن هذا النزول يكتسب خصوصية لما يمثله من مرجعية من خلال توسيع دائرة الاستماع والمشاركة المجتمعية .
فيما استعرض رؤساء فرق العمل الأربع محاور مجموعاتهم.. مشيرين إلى أنهم سوف يحرصون على الالتقاء بالجهات والمؤسسات والمكونات والأفراد ذات العلاقة والاختصاص والاستماع لكافة الآراء والتوجهات التي تساعد الفرق الأربعة على وضع الرؤى والمقترحات الصائبة لها .
عقب ذلك استمع أعضاء فرق العمل الميدانية الأربع لمؤتمر الحوار الوطني إلى آراء ومقترحات قيادة السلطة المحلية وأعضاء المجلس المحلي بالمحافظة وتصوراتهم بشأن محاور فرق أسس بناء الجيش والأمن والتنمية والحكم الرشيد واستقلالية الهيئات والقضايا الخاصة .. مؤكدين أهمية استيعاب كافة المقترحات والرؤى المطروحة على الساحة الوطنية سواء تلك المقدمة من الأحزاب والمنظمات المدنية أو من الشخصيات الاعتبارية للخروج الآمن من هذا الوضع الذي يمر به الوطن وبما يضمن العدالة والمساواة والتنمية الشاملة .
واعتبر المتحدثون أن القضية الجنوبية تعد أبرز القضايا التي ينبغي إبلائها المزيد من الاهتمام والعناية بوصفها قضية محورية ومفصلية تبني على أساسها شكل نظام الحكم الجديد القادم مطالبين فريق القضية الجنوبية في مؤتمر الحوار إلى النزول الميداني للمحافظة للاطلاع على تصورات ورؤى مختلف تكوينات المحافظة لمعالجتها ..
وتطرقوا إلى الأوضاع الأمنية والإدارية والخدمية في المحافظة .. منوهين بما شهدته حضرموت خلال الفترة الماضية من أعمال اجرامية نتج عنها اغتيال عدد من كوادرها الأمنية والمواطنين إضافة إلى أعمال النهب والسرقة للممتلكات العامة الخاصة .. لافتين إلى أن الأمن والأمان يجب أن يكون في قائمة أولويات مؤتمر الحوار .
وأشار المتحدثون إلى ما تعانيه المحافظة من المركزية المالية الشديدة .. مطالبين بتعزيز المحافظة بكامل مخصصاتها واعتماداتها فيما يخص البرنامج الاستثماري.. منوهين إلى أن المركزية هي سبب كل هذه المنغصات والمشكلات اقتصادياً وسياسياً واجتماعياً وأن الدولة المركزية قد أثبتت فشلها سواء في الجنوب أو في دولة ما بعد عام 90م وهو الأمر الذي يتطلب البحث عن مخارج لإيجاد صيغة توافقية للخروج من هذه المعاناة..
وأقترح عدد من المتحدثين إلى أعادة النظر في النظام المالي الحالي الذي لا يتيح للسلطة المحلية من تحسين ايراداتها ومدخراتها المالية وتحصيلها من كبار المكلفين مطالبين بالعودة للنظام الخزانة العامة كتجربة ونظام مالي رائد وناجح .
ولفت المتحدثون الى الأوضاع السيئة التي تعيشها الأسر المتضررة من كارثة سيول أكتوبر 2008م .. مشددين على ضرورة إنهاء معاناة تلك الأسر من خلال تعزيز صندوق إعادة الأعمار بالمخصصات المالية التي تمكنه من الإيفاء بمهامه في صرف التعويضات واستكمال المشاريع السكنية للمتضررين.
كما شددوا على ضرورة المعالجة الجادة لقضايا الأراضي وبحيث تضمن إرجاع الحقوق لأصحابها.. مشيرين في هذا الاتجاه إلى أن معظم أراضي المواطنين بسط عليها النافذون العسكريون إضافة إلى المعسكرات في منطقة الريان ويفترض لو كان هناك جدية لمعالجة هذه القضية تمكين المواطنين من أراضيهم – حسب قولهم..
وناشد المتحدثون اللجنة المختصة بقضايا المبعدين عن وظائفهم في المجال العسكري والأمني والمدني إلى سرعة النزول للمحافظة للنظر في قضايا أبناء المحافظة .. مؤكدين اهمية الاعتماد على المصداقية والشفافية في معالجة القضايا المطلبية والحقوقية وعدم التسويف بها بما يعزز الثقة المتبادلة, ومنوهين في هذا الاتجاه إلى التهميش والاقصاء الذي يعاني منه أبناء حضرموت مشيرين إلى أنه من المعيب أن لا يكون من أبناء هذه المحافظة سفيراً ولا قائداً عسكرياً ..
وطالب المتحدثون الدولة والحكومة بإعطاء الجوانب الخدمية والتنموية بالمحافظة قدر كبير من الاهتمام وبما تستحقه كونها محافظة اقتصادية واستثمارية رافده وواعدة..
وقالوا أن حضرموت ترفد موازنة الدولة بنحو 70% من عائدات النفط ومن حقها ان تحصل على حق التنمية والخدمات , كما دعوا الشركات النفطية العاملة في المحافظة إلى المساهمة الايجابية في التنمية الاجتماعية في مناطق امتيازها وتحسين معيشة المواطنين والالتزام بتطبيق المعايير التي تحافظ على البيئة في هذه المناطق .
وفي وقت لاحق التقى فريق الحكم الرشيد مجموعتي المنظمات المدنية ومكافحة الفساد والشفافية بممثلين عن جامعة حضرموت للعلوم والتكنولوجيا ونقابتي هيئة التدريس والموظفين والتقت مساءً بالقيادات السمكية والاتحاد التعاوني السمكي .
وأفاد مصدر مسؤول في الأمانة العامة لمؤتمر الحوار الوطني بأن مهمة فرق عمل مؤتمر الحوار الأربع التي ستمتد إضافة إلى محافظة حضرموت الساحل والوادي وارخبيل سقطرى محافظتي شبوة والمهرة سوف تستمر أسبوعاً .