(أزماتنا بين العقل والضمير) حوار فكري مفتوح بمركز ابن عبيدالله السقاف
السبت 20/إبريل/2013- سيئون/موقع محافظة حضرموت/محمد باحميد
نظم مركز ابن عبيدالله السقاف لخدمة التراث والمجتمع بمدينة بسيؤون مساء يوم أمس الأربعاء 17/ 4 / 2013م جلسة حوار فكري مفتوح تحت عنوان (أزماتنا بين العقل والضمير) قدم فيه نخبة من الأساتذة والأكاديميين والتربويين والشخصيات الاجتماعية تشخيصا واقعيا لبعض الأزمات الراهنة والتداعيات السياسية والعسكرية التي تمر بها البلاد عموما ويعاني منها وادي حضرموت خصوصا وهي تستهدف بشموليتها تغييب العقل وتعطيل الضمير في مجال صناعة الإنسان و إعادة البنية التحتية وتحقيق التنمية البشرية والاقتصادية والثقافية .

وفي بداية اللقاء قدم الدكتور محمد بن عبدالرحمن الحبشي طرحا واضحا لهذه المشكلات والأزمات الاساسية  كالفقر والتهميش والفساد المالي والإداري التي تعرضت له اليمن في الفترة الماضية ومازالت تعاني منه حتى اليوم , مركزا في حديثه على الأزمات التي يعاني منها شباب الثورة في ظل انهيار الدولة وتصاعد ازمات البطالة وقلة فرص العمل وضعف كبير وبارز في المرافق الأساسية في مجال الكهرباء والتعليم وغيرها.   
كما ناقش النخبة في اللقاء قرار هيكلة الجيش واستراتيجيته الجديدة التي كانت نتيجتها إعلان حضرموت منطقة عسكرية بحيث يتم إرسال القوات العسكرية إليها , وذلك بحسب ما أوضحت بعض الجهات العسكرية والأمنية , معبرين عن ذلك باستيائهم الكبير وأسفهم في أن تصبح حضرموت هي الإقليم الوحيد الذي توجد فيه منطقتان عسكريتان يتنافى وجودهما مع ما تتمتع به حضرموت من خاصية السلام والأمان الذي شهدته عبر تاريخها الطويل , مشيرين إلى أن هذا التغيير الديموغرافي الجديد وتلك الخطوة المستغربة في حق حضرموت هي لا تعبر في ظاهرها ومعناها عن الوفاء والعرفان لهذا المدينة العظيمة التي قدمت وأعطت الكثير للوطن والعالم الإسلامي .
وأشار المشاركون في نقاشهم إلى واقع الأزمات في اليمن عموما وفي حضرموت كنموذج , مشيرين إلى أن هذه الممارسات والمماحكات التي أصبحت تتطاول كثيرا على العقل والضمير من خلال ما يفرض في الواقع من أمور مختلفة , تستهدف في أول الأمر ونهايته القيم والاخلاق والعادات الحسنة والتقاليد الاجتماعية التي تتمتع بها حضرموت وما زالت محافظة عليها منذ سنوات طويلة .
وأكدت النخبة في اللقاء على ضرورة النهوض بالعقل وإحياء الضمير من خلال العودة إلى الذات وتأصيل الخصوصيات التي تتناغم مع ثقافة وهوية كل مجتمع وإقليم , وأن تكون مدخلات الجيل الجديد مدخلات بناء وتنمية الإنسان أولا وليس هدم وانسلاخ عن الهوية , مشيرين إلى أن أزمة العقل والضمير نستطيع أن نتجاوزها بالعلم والمعرفة  ووحدة الصف والكلمة والنظر بعمق وحذر إلى المشاريع التي تستهدف القيم والأخلاق الرفيعة وتحاول تفريغ المحتوى الفكري للانضواء في كيانات وأحزاب تخدم مصالح سياسية وعالمية , قد تعيق كثيرا في النهوض بالبلد إلى مصاف الدول المتقدمة وقدرتها على مواجهة كل التحديات والمخاطر التي تعصف بها .
هذا وقد شهد اللقاء جملة من المداخلات والاستفسارات الاخرى التي عبرت عن كثير من القضايا الهامة والمشكلات المرتبطة بواقع الحياة العامة التي يعيشها الفرد والمجتمع.