كان الشعر الشعبي في حضرموت له ميزه خاصة بين أفراد المجتمع الحضرمي على
الصعيد الداخلي والخارجي فقد كان الشعراء يتبادلون الشعر عبر الرسائل والتي
تصل غالبا إلى بلد الاغتراب الذي يتواجد بها الشاعر عبر مسافات طويلة في
ذلك الزمان الذي لم توجد آنذاك وسائل الاتصالات والنقل السريع ..
حيث تحمل تلك الأشعار بعض ما يدور في المجتمع قضايا سوى عاطفية وسياسية
والذي تعتبر مرسلة للشاعر بدع ويطلب الجواب منه ولهذا فإننا نعرج على بعض
تلك الأشعار لأحد الشعراء الشعبين وهوالشاعرالشعبي المعروف/ مردوف حم من
أبناء مدينة شبام التاريخية الذي بعث بقصيدة لأحد الشعراء المهاجرين في بلد
الهند وهو صديقه الشاعر/ صلاح الأحمدي بعد توهم في قضية بأنه سينال الحق
والعدالة فيها ولكن لم تأتي القضية بحسب ما توهم فتحركت مشاعره من معانة
وأراد إن يعبر عن تلك المعانة التي بداخله فكتب قصيده وأرسلها لصديقه لحمدي
في الهند ويطلب منه الجواب ..
وعلى ضو تلك القصيدة فقد عمل لحمدي رد للشاعر مردوف حم وقد نظمن إشارات إلى
المساواة والعدالة في البلد التي يعيش فيها الهند وبين واقع حضرموت التي
شكا منه وكان سببا في هجرته منها ثم وجه في ختام قصيدته نصيحته اليائسة
لصديقه مردوف قائلا :
أهلا وسهلا مئة بأبيات منظومة**من طيب الشعر في قرطاسها المنظوم
موثقه كلها بسواس محكومه **من المكلا أتت في وقتها المحكوم
في مركب الميل له ساعات معلومة **مقرره مايخالف تيمه المعلوم
لاملك عثمان فيه الناس مقلومه **ونا كماهم عند النوكري مقلوم
فيها النمر والاسدوالشاه مخطومه **كلين يسرح ويضوي منهم مخطوم
من عند صاحبي له سوقات مفهومه**مردوف كله كلامك عندنا مفهوم
تذكر في الوقت في أحوال مذمومة **اسئلك بالله من لي منهم مذموم
من لي فتح لك من لي جاب معزومة **ماحد يبج عند حد الاوهومعزوم
ياكم وياكم حقائق الناس مهضومة ** وانته صبر مثلهم في حقك المهضوم
الفضل محمود واو ارق مقسومه **العفيف والرين كلا يلحق المقسوم
من حيث تنظر بيوت الشرع مهدومه **ياهوين يوم الشريعة بيتهامهدوم
والفيل يخوي ايش يقبض بخرطومه**وايش بايؤلف لخوك الفيل بوخرطوم
ناصت قالوا نصيحة كذب مضغومه**سكتت قالوا لحمدي مضغوم
حاربت لما ضوت حربتي مفلومه **الخير نسكت وعلق سيفي المفلوم
شف خيرة النخل لي هودقل علجومه **مامقلع السبي ماهومقلع العلجوم
بعض العرب شل مزحا ته كسر سومه **الى سرى الليل قله انته كسرت السوم
يوم المعرس غرم والبنت مغرومه**والمشترح والمعلم مثلهم مغروم
سر لا مكانك ودرك القها نومه **ماذا مرض ما دواه إلا الوقا والنوم
الجواب حمل العديد من الأوصاف للعدالة في البلد التي يعيش فيها الشاعر
لحمدي وأيضا حمل معاناة لحمدي إثناء تواجده في حضرموت كما حمل نصيحة لصديق
مردوف ويوصيه بعدد من الوصايا.