على انغام الدان الحضرمي الأصيل أختتمت مساء يوم أمس الخميس فعاليات وأنشطة
القرية التراثية ومهرجان الموروث الشعبي الأول بحي السحيل بمدينة سيئون
الذي نظمه فريق القرية التراثية وملتقى أبناء حي السحيل التنموي الإجتماعي
بمناسبة عيد الأضحى المبارك ..
والتي استمرت على مدى ستة أيام ابتداء من ثاني يوم عيد الأضحى المبارك والتي بلغ عدد الزائرين اليها عشرة آلاف زائر وزائرة من مختلف مدن وقرى مديريات وادي وصحراء حضرموت وساحل حضرموت التي شملت على إبراز الموروث الشعبي لأجدادنا من خلال تلك القرية التي توزعت على عدد من الأقسام وشملت عرض البيت القديم ومحتوياته من ابتداء من أواني الطبخ وحفظ الماء وما تستخدمه المرأة في تحضير الشاهي والتزين وتربة أطفالها إضافة إلى معروضات المهن والحرف الشعبية القديمة كالنجارة والحياكة والصناعات اليدوية لأدوات الزراعة والمعطارة والمقهى الشعبي ونموذج للمزرعة القديمة التي احتوت على الحيوانات المستخدمة في الزراعة من جمال وبقر وحمير وأغنام ودواجن ..
إضافة إلى خيمة القنيص والأسلحة القديمة والأواني والفخار التي يعود تاريخ البعض منها إلى مئات السنين كما شملت القرية قسم للصور القديمة لعدد من المستشرقين التي تحكي عن مناظر لمدينة سيئون وبعض الشخصيات منهم من قضاء نحبه ومنهم من ينتظر بمساهمة فرع الهيئة العامة للآثار والمتاحف بوادي حضرموت وعرض العملات القديمة التي كانت تتداول بوادي حضرموت إضافة لعرض نماذج من السيارات القديمة .
وخلال الست أيام شهدت القرية مهرجان للفلكلور الشعبي لعدد من العادات والتقاليد وخاصة في جانب الزراعة من خلال عروض يقدمها شباب الحي من أبناء المزارعين عن الطرق القديمة في زراعة الأرض والأدوات المستخدمة القديمة والأهازيج المصاحبة لها في السناوة ومدومة القمح وعادات الزواج فيما قدمت خلال تلك الفترة عدد من الرقصات والأهازيج الشعبية مثل رقصة الرزيح وزف القنيص وعدد من الرقصات الشعبية الأخرى كما ساهمت حافة سحيل سيئون بالألعاب الشعبية الشبواني وفرقة المسرح بحي السحيل ومنتدى التراث بسيئون بفقرات جميلة .
وفي حفل اختتام القرية الذي اقيم مساء أمس بساحة القرية التراثية بحضور جمع غفير من المواطنين وفريق القرية التراثية والمشاركين من الشباب أشاد الأخ / رمضان عوض بن صيده عضو المجلس المحلي رئيس لجنة الشئون الإجتماعية بالمجلس في كلمة عن السلطة المحلية بالجهود التي بذلت من قبل شباب حي السحيل وملتقى أبناء حي السحيل التنموي الإجتماعي لإبراز هذا العمل الرائع لربط الماضي بالحاضر ولمعرفة الجيل بماضي الأجداد وحجم المعاناة التي كانوا يعيشونها وبرغم بساطة الحياة التي تعتبر لهم أجمل ما عاشوه في السنين الماضية موضحا بأن هذا الجهد من قبل الشباب وقيادة الملتقى في ابراز هذا الموروث ليس غريبا على شباب وأهالي حي السحيل بل امتدادا لكوكبة أنجبها هذا الحي من الأعلام في العلم والشعر والمهن الحرفية سوى كانوا ماتوا أو منهم حي يرزق .
متوجها بأسم السلطة المحلية بالشكر والتقدير لكل من ساهم في إنجاح هذه الفعاليات التي تقام لأول مرة بمدينة سيئون وبجهود ذاتية مطالبا بتطوير العمل مستقبلا ليكون أكثر تنظيما و أكثر فائدة في إحياء هذا الموروث الشعبي مبدي استعداد دعم السلطة المحلية لمثل تلك الفعاليات مستقبلا .
فيما عبر عاقل حارة حي السحيل الأخ / احمد عاشور قهمان عن شكره وتقديره لتلك الجهود التي بذلت من قبل الشباب الذين ساهموا وعملوا ليلا ونهارا لإنجاح هذا المشروع التي تعجز اللسان عن شكرهم في السهر والتعب الذي بذلوه والذي كلل بالنجاح بشهادة الجميع من قام بزيارة هذه القرية . وطالب عاقل حي السحيل بنبذ الأصوات الشاذة من دعاة الفتنة والتفرقة لكون السحيل معروف بأهله بحب التكاتف والأخاء في السراء والضراء منوها ما تمر به البلاد من ظروف صعبة وخاصة مدينة سيئون في هذه الايام العصيبة من تكاثر حالات السلب والسرقة مشددا على الجميع باليقظة الدائمة ورص الصفوف في حماية الأهل والأقارب وكافة الممتلكات داخل إطار الحي .
وفي كلمة الشخصيات الإجتماعية بالحي أوضح السيد / هاشم عبد القادر الحبشي رئيس فرع جمعية علماء اليمن بوادي حضرموت منصب حي السحيل بأن تلك الفعالية التي أقامها شبابنا قد ادخلت البهجة والسرور على كل المواطنين من ذكور وإناث وأثلجت صدورهم بما شاهدوه من إبداع في إظهار هذا الموروث الذي ربط الماضي بالحاضر متمنيا منهم العطاء الدائم في الإبداع والابتكارات التي ستجد حتما من يدعمها ويأخذ بيد الشباب في خدمة أهلهم ومجتمعهم شاكرا كل الجهود التي بذلت من قبل أولئك الشباب من فريق القرية التراثية وملتقى أبناء حي السحيل لبتنموي الإجتماعي .
فيما أوضح رئيس ملتقى أبناء السحيل التنموي الإجتماعي الشيخ / ابو ابراهيم محمد صالح بابحر في كلمة عن الملتقى بأن الهدف من إقامة هذه القرية هو إحياء الموروث لآبائنا وأجدادنا و أعطى صورة من صور الماضي وما قاسوه من صنوف الحياة الصعبة في التعب للحصول على لقمة العيش . شاكرا الشباب على ما قاموا به وتعبوا من اجله وأدخلوا السرور على كل زوار هذه القرية من ذكور وإناث من خلال العدد الذي تجاوز العشرة آلاف زائر وزائرة. منوها بالدور الذي أطلع به الملتقى في تشييع الشباب في تلك الأعمال الذي نفتخر بها جميعا بين المدن وسائر المحافظات دليل على تكاتف اهالي الحي الذي يشهد لهم الجميع مقدما شكره لأسرة آل عبدون وجميع من ساهم ودعم من شخصيات وسلطة ووسائل الأعلام المختلفة في إحياء هذا الموروث والفلكلور الشعبي وهم نموذج يفتخر به الجميع .
كما تحدث الشاب / رشدي علي مفتاح لكسح نيابة عن فريق القرية التراثية مرحبا بالجميع موضحا فكرة إنشاء القرية التراثية كيف كانت بذرة وأصبحت اليوم شجرة مثمرة بشهادة الجميع مستعرضا ما تم عرضة في تلك القرية من موروث شعبي وما تم تقديمه من عروض فلكلورية خلال فترة الأيام المحددة والمقرة لهذه الانشطة شاكرا كل من دعم وشارك وساهم وزار الذي كان مصدر فخر واعتزاز لنجاح هذا المشروع الذي أنسانا تعبنا وجهدنا عندما نشاهد الكم الهائل من الزوار الذين يتوافدون صباحا ومساء حتى اصبحت القرية غرفة لم تتسع الجميع وهذا ما سطره الزوار في سجلات الزائرين التي بلغت اكثر من ثلاثة سجلات .
فيما قدم الشاعران بدوي فرج مرجان ومحمد هادي الجفري قصيدتان أشادتا بالجهود المبذولة في أنجاح القرية التراثية ومهرجان الفلكلوري الأول بحي السحيل .
وبعد المهرجان الخطابي أقيمت الفعالية الختامية بجلسة دان مساهمة من منتدى التراث بسيئون شارك فيها عدد من الشعراء الشعبيين وهم ( عوض عبيد صابر , مرتضى برك عباد , رشدي علي لكسح , عيضة عمر بن عبيدالله ’الحاج خميس مشظي , عيضة احمد محرم , خالد احمد باحارثه , صالح محمد بخضر , ) بمشاركة مغني الدان الشهير الوالد يسلم بن هادي قهمان مقدم حافة السحيل والشاب عبدالله سالم الدباء الملقب بالشن الصغير ومبارك عوض مصدع مع ملقن الدان سعيد بن حيدر باحارثه . والذي استمرت جلسة الدان حتى الساعات الأولى من صباح اليوم تبادل خلالها الشعار الإشادة بالقرية التراثية والأوضاع العامة بالبلد .
الجدير بالذكر بأن القرية التراثية شهدت إقبالا كبيرا من الزوار وكان في مقدمتهم وكيل محافظة حضرموت لشئون مديريات وادي وصحراء حضرموت الذي أفتتح قسم الصور والعملات القديمة وعدد من مدراء عموم المكاتب التنفيذية بوادي وصحراء حضرموت وأدباء وكتاب ومؤرخين و إعلاميين وشخصيات إجتماعية
وفوج سياحي من جمهورية سلوفاكيا وجمع غفير من المواطنين من الذكور والإناث من مختلف مديريات وادي وصحراء حضرموت وعدد من مديريات الساحل
الجميع أشادوا بتلك الفعالية التي تقام لأول مرة على مستوى وادي وصحراء حضرموت مؤكدين على دعم تلك الفكرة من قبل الجهات المعنية مما عكسته من موروث وتراث شعبي أصيل ربط الماضي بالحاضر لمعرفة الجيل الجديد حياة الآباء والأجداد شاكرين كل من فكر وساهم وعمل من شباب وأهالي حي السحيل بسيئون الذين ضربوا نموذجا رائعا في التكاتف والأخاء والمحبة متمنيين ان تتكرر تلك الفعاليات سنويا مع تطوير الفكرة أكثر و أكثر مع دعم الجميع ومساهمة ودعم السلطة المحلية وكل المؤسسات ورجال المال والأعمال والبيوت التجارية بمدينة سيئون .