يتواصل في مدينة القطن موسم زيارة الهدار في ذكراها (154) التي يقام فيها
سوق تجاري ورقصات شعبية وفعاليات دينية وثقافية ورياضية متنوعة وتشهد
المدينة حركة تواصل اجتماعي بتبادل الزيارات بين الأقارب والأصدقاء .
وتشمل أنشطة وفعاليات الزيارة التي تستمر عشرة أيام سوق تجاري يحتوي على العديد من المحلات التجارية من حلويات ومكسرات ومشارب وألعاب أطفال ومحلات للحرف اليدوية والخزف والأواني بالإضافة إلى المطاعم ومواقع بيع الإبل والأغنام ، كما تقام في إطار هذه الزيارة فعاليات مهرجان الرقص الشعبي الذي يُطلق عليه بالمطلع السنوي الذي تنظمه عدة الألعاب الشعبية والشبواني بالمدينة بمشاركة عَدَدَ من فرق عِدَدْ الشبواني من مدن الوادي وشعراء معروفين يتنافسون في إظهار مواهب أفراد تلك الفرق الشعبية وحيويتهم من خلال الإيقاعات القوية والرقصات المتقونة باستخدام العصي كما تلعب الأقوال الحماسية التي يمليها الشعراء دور في إذكاء شعلة الحماس لدى أفراد فرقة العدة وسط حضور كبير من المواطنين الذي يتوافدون من معظم مناطق المحافظة ومن غيرها لمشاهدة فعاليات المطلع .
ونظمت ضمن فعاليات مهرجان الرقص أمسية شعرية تٌعرف بالسَرِيِّة تناوب فيها الشعراء المشاركون بإلقاء قصائدهم التي يعبرون فيها عن هموم المواطنين وتطلعاتهم ويتخلل أبيات القصائد الغناء بعض من تلك الأبيات بصوت الدان الشهير حيث يستمر السمر إلى ما بعد منتصف الليل .
وقد دشن فعاليات هذه الزيارة مدير عام مديرية القطن رئيس المجلس المحلي عبدالعزيز عبدالله الشبيبي بافتتاح السوق التجاري وقام ومرافقوه بجولة داخل السوق التجاري تعرفوا خلالها على ما تحتويه تلك المحلات من معروضات شتى.
تجدر الإشارة إلى أن موسم زيارة القطن تنسب تاريخيا إلى أحدى الشخصيات الاجتماعية المؤثرة في المنطقة خلال القرن الثالث عشر الهجري ألا وهو المصلح الاجتماعي السيد العلامة عمر بن محمد الهدار المتوفى سنة 1284هـ الذي سعى في حياته لـتأمين الحالة الأمنية للمنطقة من خلال إبرام المواثيق والعهود بين مختلف القبائل بعدم الإخلال بالطمأنينة العامة وأجواء الاستقرار , وتم بمناسبة وفاته إقامة زيارة عامة لضريحه وعقد صلح قبلي عام بين مختلف قبائل المنطقة لمدة شهر جماد الآخر من كل عام , ساعد هذا الصلح على تشجيع دخول الناس إلى المنطقة في أمن واستقرار وأسهم بشكل كبير في ازدهار حركة التجارة فأقيم سوق سنوي كبير خلال هذا الشهر تزدهر فيه التجارة كما أن أهالي المناطق المجاورة قد ربطوا اقتنائهم للمستلزمات الخاصة به فارتبط تبعا لذلك مواعيد الزواجات والمناسبات الأخرى بموسم الزيارة هذا حيث لا يجد المواطن حاجته إلا في هذا السوق .