أقيمت مساء أمس بمدينة تريم ندوة علمية تاريخية بمناسبة مرور (100) عام على
بناء منارة مسجد المحضار، والتي كانت على يد البنّاء عوض سليمان عفيف،
أقامها دار الدعوة بحارة المحيضرة وتنظيم منتدى نماء الشبابي بتريم.
واحتضنت الندوة عددا من المحاور التي بدأت بورقة عن حياة الإمام عمر المحضار الداعية والمصلح الاجتماعي ومشروعية بناء المآذن في الإسلام، استطرد خلالها منير سالم بازهير بتوضيح المآثر الدعوية للإمام المحضار بالإضافة إلى بعض الإعمال الاجتماعية الخيرية التي قام فيها بدور المصلح الاجتماعي في زمانه.
وتحدث المهندس محمد حامد الكاف عن ورقة عمل بعنوان "البناء الطيني ومقاومة التعريات" أشار فيها إلى أن البناء الطيني أكثر مقاومة لعوامل التعرية، ودليل ذلك آثار مدينة تريم ومآذنها وقصورها الممتدة لمئات السنين، منوها إلى أن منارة مسجد المحضار عمّرت إلى اليوم مائة سنة وهذا أيضا دليل قاطع على مقاومة الطين لعوامل التعرية.
بعدها قدم صبري هادي عفيف ورقة بعنوان "عوض سليمان عفيف وإخوانه.. رواد البناء الطيني في القرن الرابع عشر"، استعرض خلالها حياة المعلم عوض سليمان عفيف باني منارة مسجد المحضار إلى جانب إخوانه الذين عملوا في ذات المجال، بالإضافة إلى الأعمال البنائية الطينية الأخرى التي قام الإخوة ببنائها في مناطق مختلفة من وادي حضرموت والصحراء، منوها إلى أن عوض سليمان عفيف يعد من أبرز البنائين ليس على المستوى المحلي فحسب، بل على المستوى العالمي أيضا، مستدلا بما أقيمت من ندوات سابقة في الخارج عن حياة هذا البناء وإخوانه وأبنائه.
وجاءت الورقة الأخيرة التي قدمها المهندس محمد سالم مصيباح بعنوان "مراحل بناء وتوسعة مسجد ومنارة المحضار" أكد فيها على عمق حضارة البناء الطيني في ذات المنارة وإتقان العمل الهندسي فيها، مشيرا إلى أن مسجد المحضار بدأ بمساحة صغيرة تكفل ببنائه الشيخ عمر المحضار بن الشيخ عبدالرحمن السقاف الذي اهتم أيضا ببناء مساجد أخرى في مدينة تريم، موضحا بأن العمارة الحالية وهي التوسعة للمسجد بناها المعلم عوض سليمان عفيف وإخوانه سنة 1333هـ - 1914م إبّان نظارة العلامة أبو بكر بن عبدالرحمن بن شهاب، كما تحدث بالتفصيل عن أقسام منارة المحضار وعبقرية بنائها وتصميمها من خلال وضع الفتحات الخاصة بعملية إعادة الترميم وغيرها.
واختتمت الندوة بعرض فيلم وثائقي عن المنارة وغيرها من الأعمال التي قام بها المعلم عفيف وإخوانه والمنتشرة في مدينة تريم وغيرها من المدن والمناطق الأخرى بوادي حضرموت.