أغاني الأطفال وأهازيجهم قديماً بلسان بعض الجدات المعمرات
الثلاثاء : 25 يناير 2011 م- المكلا / موقع محافظة حضرموت / ليلى غانم
تعتبر أغاني الأطفال وأهازيجهم احدى المأثورات الشعبية للأدب الشعبي لأي أمة من الأمم مثلها مثل بقية المواد التراثية الاخرى كالأمثال الشعبية والحرف وغيرها ...

والحديث عن أغاني الأطفال وأهازيجهم في محافظة حضرموت وبالذات مدينة المكلا يدخل ضمن الحديث عن الفلكور الشعبي وفي مقدمته الأدب الشعبي باعتبار أغاني الأطفال احدى الموروثات الشعبية التي وصلت غلينا عبر مئات السنين واعتبرت جزء لا يتجزأ من موروثاتنا الشعبية ...

بموقع شبكة حضرموت الإلكتروني نستعرض بعضاً من أغاني الأطفال وأهازيجهم في حضرموت على لسان حال بعض الجدات المعمرات والتي استقينا منهن هذه الأغاني والاهازيج الطفولية التي كان يرددها الاطفال في مختلف الاوقات والمناسبات ...

·       تحكي الجدة أم سالم أطال الله في عمرها تقول كنا نردد زمان ايام طفولتنا أغاني كثيره منها :

يا حمامة حودي نودي            

سلمي  علي سيدي                 

سيدي سافر مكه                   

غدا لي زنبيل كعكع              

والكعكع سقط في البير            

والبير بغى خطاف              

والخطاف بغى مَرة " إمرأة "    

والمرة بغت عيال                 

والعيال بغوا لبن                 

واللبن من البقرة                 

والبقر بغت حشيش               

والحشيش في الجبل            

والجبل بغى مطر             

والمطر عندك يالله           

 ومثلما شرحت لنا الجدة أم سالم أن هذة الانشودة جميلة يتغنى بها الاطفال في صباهم ويغنونها في اي وقت وفي اي مكان في البيت وفي الشارع ويتفنن البنات منهم في أداء هذه الأنشودة " يا حمامة حودي ونودي " بصوت عالي طفولي ناعم ودون أن تستوعب عقولهن ما تعنية هذه العبارات من معانٍ عقائدية إذ أن هناك حلقة متواصلة تبدأ بزنبيل الكعكع " وهو نوع من المكسرات ... وتشتهر بها دولة عمان في ذلك الوقت ... مروراً بصاحب الدلو أي " الخطاف " الذي سيخرج الزنبيل من البير والمرأة والعيال والبقر والحشيش أي علف البهايم والمطر وانتهاء بنهاية النهايات الذي لا نهاية له وهو الله سبحانه وتعالى .

وحيثما تجولت في مختلف مناطق حضرموت تجد هذه الأنشودة تحمل هذه المعاني نفسها وإن إختلفت في بعض الكلمات حسب لهجة المناطق .

هذا هو واقع الطفولة في مجتمعنا اليمني الإسلامي العربي يزخر بأناشيد أهازيج طفولية تأصل عند أطفالنا حقيقة الحقيقة الدينية وهي عبادة الله وحده الذي هو مصدر النفع والعون لكل شيء في الحياة ...

·       وهذا جانب آخر من أغاني الاطفال التي لا يزال بعض الاطفال يرددونها في بعض المناسبات تحكية لنا الجدة فطوم أم عوض ...

هذه الاغاني تعكس في مضمونها مفاهيم خاطئة كانت سائدة قديما انذاك في المجتمع وبالذات مجتمع المرأة التي كانت قديما تؤمن بالمعتقدات الغيبية المخالفة للشرع , نتيجة للجهل انذاك في الزمن القديم والاعتقاد من قبل النساء بالأولياء انهم حتى بعد موتهم يخلقون المعجزات مثل سيدي عبدالله العيدروس الذي امطرت السماء لبنا وليس ماء ابتهاجا بدخوله الى عدن ..

 فتراهم يرددون :

يامطيرة صبي لبن

سيدي عبدالله دخل عدن ..

دلالة على كرامته وغيرها كثير عمقت ايضا لدى اطفالنا ونساءنا وهذه الاهزوجة بعنوان (ياحناي قع حمر بركة حبيبي عمر) تحمل في طياتها هذا المضمون  الخاطئ يرددها الأطفال ببراءة في ذلك الزمن القديم والذي استقوه من امهاتهم بجهلهن لهذا تقول الجدة فطوم أم عوض ليس البنات الصغار يتغنوا بها فقط بل حتى الامهات اي المرأة بشكل عام :

ياحناي قع حمر

بركة حبيبي عمر

ياحناي قع زين

بركة حبيبي حسين

ياحناي قع سود

بركة حبيبي حمد

ياسلطانه يابنت علي

كل حاجة باتنقضي

يامطيرة صبي لبن

سيدي عبدالله دخل عدن

هنا نقف قليلا ونقول ما احوجنا اليوم الى اعادة النظر في كثير من الموروثات الشعبية وخاصة اغاني الاطفال واهازيجهم وتنقيتها من الشوائب و المفاهيم الخاطئة والضارة بمجتمعنا , نتمنى من القائمين على ادب الطفل والكتابة عن الطفل الاهتمام بذلك .