بدء فعاليات الندوة العلمية الدولية عن الأديب علي أحمد باكثير بمدينة سيئون
الخميس 23/12/2010- سيئون/موقع محافظة حضرموت/أحمد سعيد بزعل
بدأت أمس بالقاعة الكبرى بالمجمع الحكومي بمدينة سيئون فعاليات الندوة العلمية الدولية عن الذكرى المئوية لميلاد للأديب والمفكر الراحل / علي أحمد باكثير( السيرة ـ الريادة ـ الإبداع  19910م ـ 2010م ) التي تنظمها جامعة عدن بدعم من مجلس أمناءها وذلك تزامناً مع فعاليات تريم عاصمة الثقافة الإسلامية 2010م  ويشارك في  الندوة  التي تقام عرفانا لدور باكثير البارز في الساحتين العربية والإسلامية  نخبه من الأدباء والكتّاب والباحثون  الاكاديمين من بلادنا  ومصر والإمارات والسعودية والأردن وبنجلاديش.

وفي الجلسة الافتتاحية لأعمال الندوة ألقى الدكتور / محمد أبوبكر المفلحي وزير الثقافة كلمة قدم من خلالها الشكر والعرفان لجامعة عدن و لمؤسسة حضرموت للتنمية البشرية لما قدموه من جهد في سبيل جمع ونقل وتوثيق تراث باكثير وإنتاجه الإبداعي والفكري وفي تطوير هذا المركز الذي سيبقى مصدرا مهما من مصادر المعرفة لكل الباحثين والمهتمين بالإنتاج الفكري والإبداعي للأديب الكبير علي أحمد باكثير..  متطرقا في كلمته إلى جانب من حياة الأديب علي أحمد باكثير ومواهبه وقدراته الإبداعية وتألقه في سماء الأدب والشعر والقصة .
وقال: إن احتفالنا بالذكرى المئوية لميلاد علي أحمد باكثير يأتي في الوقت الذي تحتفل فيه اليمن والعالم الإسلامي بمدينة تريم عاصمة الثقافة الإسلامية .. مضيفا  بان تريم هي مدينة العلم والعلماء على مدى التاريخ الإسلامي حيث ينتمي باكثير لهذه الثقافة العربية الإسلامية المعتدلة التي نهل منها في صباه وباكورة شبابه والتي أثرت تأثيراً كبيرا على إنتاجه الفكري والإبداعي ولقد حرصنا في إطار هذه المناسبة أن يكون لباكثير حضوره المتميز، لافتا : بأنه تم بمدينة سيئون افتتاح بيت باكثير  ليكون مركزا ثقافيا ومتحفا  شخصيا ليجمع فيه كل نتاجاته الفكري مطبوعا ومسموعا ومرئيا بما في ذلك كل مايتصل بحياته الشخصية .. مشيرا إلى أن وزارة الثقافة ستقوم في الفترة القادمة بطباعة أعمال باكثير الكاملة.
من جانبه القى الأخ/ سالم أحمد الخنبشي محافظ محافظة حضرموت كلمة  أشار فيها إلى الجهد الكبير الذي بذلته جامعه عدن هذه الجامعه العريقة ابتداء من التفكير لإقامة  المهرجان والندوة ومرورا بالإعداد والتحضير لها وتنفيذها بهذه الطريقة العلمية  التوثيقية لأدب وحياة أديب رائد ثري الإنتاج وكل هذا سيظل محسوبا للجامعة نفسها  ومنجزا من منجزاتها  تستحق عليه كل الثناء وبخاصة أن اختيارها  لمدينة سيئون موطن صبا باكثير وشبابه مكانا لانعقادها له محاسن ودلالات  كثيرة أبرزها التزامن مع فعاليات تريم عاصمة الثقافة الإسلامية لهذا العام و التنفيذ للتوصية التي خرج بها مهرجان باكثير الأول عام 1985م  بانعقاده  المستمر .
وقال : واثق تماما أن أدب باكثير سيظل معيناً لا ينضب لمزيد من النقد والدرس والتحليل سواء أكان في رسائل وأطروحات علمية أو في ندوات ومهرجانات قادمة كم تنبأ بذلك باكثير نفسه.. منوها  إلى اهتمام  القيادة السياسية ممثله في فخامة الأخ / علي عبدالله صالح / رئيس الجمهورية ورعايته وتشجيعه للأدب والأدباء حاملي مشاعل التنوير والتثقيف وحرصه على أن يعود باكثير إلى وطنه مرة أخرى بعد طول اغتراب ولتأخذه الأجيال الحاضرة والقادمة مُعلّما وقُدوة يقتدون به في عِصاميته وعلمه وأدبه.. متمنيا بأن تكون هذه الندوة بداية حقيقية للاهتمام بباكثير وبغيره من رجال الأدب في اليمن مثل الزبيري والبردوني والقمندان وحداد الكاف وابن عبيدالله السقاف والحامد وجرادة ولقمان والفضول والمحضار إضافة إلى قائمة أخرى  لا يمكن نسيان دورها وفضلها في إرساء قواعد متينة لأدب يمني يحق لنا أن نباهي ونفاخر به .
بدورة اشار  الدكتور  عبدالعزيز صالح بن حبتور رئيس جامعة عدن  في كلمته  المراحل التحضيرية التي سبقت انعقاد هذه الندوة حتى وصلت اليوم إلى هذه المحطة ، محطة العلم والنور والإيمان لمناقشة واحدة من عطاءات الهامة والقامة الكبيرة / علي أحمد باكثير ..وعبر عن شكر قيادة الجامعة ومجلس أمنائها وأساتذتها لفخامة رئيس الجمهورية غلي عبدالله صالح / الذي رعى هذه الفعالية رعاية كاملة وفعاليات الجامعة الأخرى بمناسبة مرور أربعين عاما على تأسيسها ..مستعرضا  الأهمية العلمية لإحياء جامعة عدن لذكرى مئوية علي أحمد باكثير في مدينة سيئون التي قضى فيها جزءا هاما من حياته وشبابه على وجه الخصوص ..
وقال :  بأن الاحتفاء بهذا العلم الكبير مذاق خاص حيث يعود باكثير لمواقعه الطبيعية .. مطالبا  هذا الجيل الشاب التعلم منه معنى العصامية والإبداع في ظروف معقدة . فباكثير مفكر ليس فقط على المستوى المحلي بل على المستوى العربي والعالمي ، وأن أعماله العلمية شاهدة على ذلك ""ولفت إلى أن جامعة عدن منذ أربع سنوات تحتفي برموز الأمة وتعيد إنتاج أعمالهم وتناقش أعمالهم وأفكارهم ومشاريعهم التنويرية التي بدؤوها في أزمنتهم بهدف توثيقها ومناقشتها والتعلم منها كرسالة أرادت الجامعة أن تبعثها لكل المؤسسات العلمية في الداخل والخارج على حدٍ سوى ..مشيرا  إلى إنجازات باكثير الأدبية والفكرية ودفاعه عن الأمة بكاملها ومحاولاته في تمثل فكر توحيدها من المحيط إلى الخليج على أسس إنسانية وليست شوفينية واستلهامه من خلال أعماله ورؤيته الأدبية الرائعة إيقاظ الوعي لدى هذه الأمة الإسلامية المنتشرة في كل بقاع العالم فضلاً عن نبوءته بقضية الوحدة اليمنية المباركة التي نفرح نحن في هذا الزمن البهيج بتحقيقها وكانت الخلاص من كل مآسي التشطير ..
مطالبا  إلى تأسيس مركز علمي لباكثير يهتم بتراثه ونتاجاته الأدبية والفكرية واستحداث جائزة رسمية تسمى جائزة الأديب والمفكر باكثير تمنح للمبدعين في مختلف مجالات الأدب وبتسمية أحد شوارع مدينة سيئون باسم باكثير.
كما كان القى الدكتور/ مسعود سعيد عمشوش رئيس اللجنة التحضيرية للندوة  كلمه  اعطى من خلالها لمحه حول  التحضيرات لاقامه هذه  الندوة التي تأتي في إطار احتفاء جامعة عدن بذكرى تأسيسها الأربعين وتزامنا مع فعاليات تريم عاصمة الثقافة الإسلامية ..مؤكدا  إلى أهمية البحوث العلمية الرصينة التي ستناقشها وتبحثها الندوة.
فيما اكد الأديب والباحث /الدكتور / محمد أبوبكر حميد / في كلمتة عن المشاركين في الندوة من الأدباء والمفكرين والأكاديميين إلى أن عودة باكثير الحقيقية والحضارية إلى وطنه اليمن لن تتم إلاّ بنشر كتبه وتقويم أعماله الشعرية والنثرية على طلاب المدارس والجامعات وإدخالها في المناهج التربوية .
وقال :  إذا كان فخامة الرئيس علي عبدالله هو رائد فكرة عودة علي احمد باكثير لليمن ، فإنني أناشده من هذا المنبر إلى التوجيه بإدخال باكثير في المناهج التعليمية في اليمن ، وهي العودة الحضارية لباكثير إلى موطنه اليمن الموحد ؟؟ حلم باكثير الذي تحقق.
كما تخلل الاحتفال القى كلمة عن الشيخ المهندس / عبدالله احمد بقشان رئيس مجلس الأمناء بجامعة عدن  ألقاها  أبوبكر محمد بارحيم اشار فيها  أن باكثير أصبح علماً من أعلام الأدب العربي ، لمع صيته بعد أن كانت حياته مجهولة ، فقد عاش زاهداَ في الأضواء ، قليل الكلام عن نفسه ، تاركاَ أعماله وحدها تتحدث عنه ، فهو نموذج رائع في مكارم الأخلاق ، غلبت عليه الشهرة في الرواية والشعر والفن الأدبي وغلب على عمله التقيد بالتوحيد والفقه .. وأكدت الكلمة بأن الأديب المفكر باكثير الكندي عاش حياة مليئة بمعاني التضحية والصبر والكفاح وامتاز برجاحة الفكر وصواب الرؤية وبُعد الأفق وسعة الإطلاع وأن هذه الندوة الاحتفائية إلاّ تذكيراً بمآثره الخالدة وعرفاناً بدوره الأدبي والوطني والتنويري الرائد وتمحيصاً ونهلاً من معينه الدافق.
موكدا  إلى أن جامعة عدن وهي تنظم هذه الفعالية إنما يعبر ذلك عن عمق الإدراك للمسئولية الأكاديمية تجاه قامة أدبية ووطنية كبيرة  كباكثير  وبادرة تحسب في رصيد هذا الصرح الشامخ الذي جسد ويجسد الأهداف النبيلة للعلم والعلماء في إظهار الرموز الأدبية والوطنية من خلال البحث والدراسة والتحليل والنقاش وتتويج أسمائهم في صفحات ناصعة في سجل التاريخ وتقديمه للأجيال القادمة للاعتزاز بقممهما الأدبية وأخذ العبر من مسيراتها الوطنية ..
كما كان لاسره الأديب الراحل  / علي أحمد باكثير القاها الاستاذ أمين عبدالله باكثيرالأمين العام المساعد لجامعة حضرموت للعلوم والتكنولوجيا عبر فيها عن بالغ الثناء والشكر لفخامة الأخ رئيس الجمهورية على اهتمامه الشخصي بالأديب الراحل ومنحه وسام الآداب والفنون في 31مايو 1998م وتوجيهاته الكريمة لوزارة الثقافة بطباعة أعماله الكاملة لتكون في متناول الجميع مما يؤكد اهتمام القيادة السياسية بالمبدعين وأن رعاية فخامته لهذه الاحتفائية يدل أيضاً على عظمة هذه الهامة الأدبية وتفردها بالريادة والمسيرة وغزير إنتاجها المتنوع في الرواية والمسرحية والشعرية فضلاً عن كونها سفيراً لليمن في مصر الكنانة والعالم العربي والإسلامي .
هذا وقد تخلل الجلسة الافتتاحية للندوة  التي حضرها الأخوة / عمير مبارك عمير وكيل محافظة حضرموت لشئون مديريات الوادي والصحراء وهشام علي بن علي ووكيل وزارة الثقافة وعلي جباري وكيل وزارة المالية وفهد صلاح الأعجم ووكيل المحافظة المساعد لشئون الوادي والصحراء وعدد من عموم المديريات ومكاتب فروع الوزارات  والشخصيات الاجتماعية والمهتمين والادباء ومنظمات المجتمع المدني ومدارس التعليم الاساسي والثانوي  بوادي حضرموت تقديم  انشودة رائعه  نغنت عن الاديب الراحل علي احمد باكثير وماقدمه لليمن قدمتها  زهرات من مدرسة النهضة للتعليم الاساسي  بسيئون نالت اعجاب الحضور  .