تحل على محافظتي حضرموت والمهرة في الرابع والعشرين من أكتوبر الجاري
الذكرى الثانية لكارثة الأمطار السيول التي اجتاحت المحافظتين في الرابع
والعشرين من أكتوبر من عام 2008م وخلال عامين منذ إنشاء صندوق الاعمار،
عملت الحكومة على معالجة آثار الكارثة.
عن ذلك تحدث لشبكة مواقع محافظة حضرموت المهندس متعافي المدير التنفيذي للصندوق ما تم انجازه حتى الآن.
• يتهمكم بعضهم بتأخير الصندوق عن تنفيذ برامجه , ما ردكم على ذلك؟
- تنفيذ صندوق الأعمار لم يبدأ منذ الكارثة نظرا لمشكلات رافقت عملية حصر الأضرار التي رفعت للصندوق من بعض الجهات , لكن الصندوق بدا ترتيب أوضاعه منذ أغسطس 2009م بشكل فعلي وكرست الجهود في تعويض كافة القطاعات سواء المنازل التي تضررت كليا في وادي وساحل حضرموت والمهرة بشكل متوازي , وكذا تنفيذ توجيهات رئيس الجمهورية بالتسريع من وتيرة الاعمار في تلك القطاعات , حيث تم انجاز ما نسبته 85% من عقود المباني المتضررة كليا , وتم بناء مباني حديثة وجديدة في مديريات منها السوم والقطن وأرياف المكلا وسيحوت وكذا انجاز أكثر من 70% من خلال توقيع العقود وإعطاء المتضرر خاصية متابعة وتنفيذ مشروعه مع المقاول وتدريبه وتوجيهه بعد أن اقر الصندوق تلك الآلية لتلافي لكثير من المشاكل ودفع الأقساط المتبقية للمتضرر بحسب نسب الانجاز في كل قطاع، إضافة إلى أن الصندوق استكمل تعويضات القطاعين الجزئي والسمكي, حيث أغلق هذا الملف في ساحل حضرموت منذ نوفمبر 2009م , ويجري حاليا استكماله في المهرة ويتوقع الانتهاء منه نهاية أكتوبر هذه العام, أما القطاع الزراعي فان الصندوق يعمل بوتيرة متسارعة خاصة وان هذا القطاع يرتبط ارتباطا وثيقا بمعيشة المواطن وتحسين الاقتصاد الوطني بشكل عام , وتشمل إعادة الاعمار تأهيل القنوات والسواقي والضمر والمزارع المطمورة, وكذا تعويضات مناحل العسل, حيث تم تدشين العمل في قطاع المناحل في يناير 2010م في محافظة المهرة, وفي رمضان في وادي حضرموت , وكذا تدشين الثورة الحيوانية على مستوى كافة المديريات.
وفيما يخص المزارع التي تضررت من الكارثة تم التعاقد مع مؤسسة الخدمات الزراعية لاستيراد 250 ألف فسيلة نخيل بجودة ومواصفات عالية بالتعاون مع مكتب الزراعة من خلال وضع خطط وبرامج على مدى عامين ابتداء من أغسطس 2010م , وتم حتى الآن استيراد عشرة آلاف فسيلة سيتم تجهيزها على مدى ستة أو أربعة أشهر واختيار المواقع الصالحة في أراضي المتضررين.
وأضاف متعافي أن ثمة دورات تدريبية ستنظم للمزارعين لتدريبهم على كيفية التعامل مع الفسائل التي يتوقع أن تعطي إنتاجية تصل إلى أربعة أضعاف إنتاجية النخيل المتضرر إلى جانب مقاومتها للأمراض المنقولة بين النخيل مثل حشرة دوباس النخيل.
وأضاف متعافي أن الصندوق يعمل على معالجة بعض الأراضي التي فقدت التربة من كارثة السيول في عام 2008م وسيتم معالجتها , إضافة إلى تأهيل السواقي والضمر التي تضررت في مناطق مختلفة في ساحل ووادي حضرموت , مشيرا إلى أن ثمة عمل آخر ينتظر الصندوق في مجال معالجة أسباب الكارثة وهو معالجة مشكلة شجرة السيسبان التي كانت تحتل الكثير من مواقع المياه والمنحدرات الجبلية ومنع سريان وجريان المياه الذي أدت خلال الكارثة إلى مفاجأة المتضررين خاصة في وادي حضرموت , ونعمل حاليا على التنسيق مع مكتبي الزراعة في الوادي والساحل لتحديد مسارات هذه المواقع واقتلاع وإزالة شجرة السيسبان في عدة مناطق لحمايتها من كارثة أخرى وندعو السلطتين المركزية والمحلية لوضع برنامج استراتيجي لمكافحة هذه الشجرة التي قد تساعد في تفاقم كارثة أخرى.
ويقول المهندس عبدالله متعافي : يعتبر صندوق الاعمار احد الصناديق التي أقيمت لانجاز المهمة الأساسية في إصلاح أضرار الكارثة لكن الصندوق لديه خطط وبرامج أخرى يسعى لتنفيذها مستقبلا منها إنشاء مركز للتنبؤ بالكوارث بالتنسيق المباشر مع السلطة المحلية في حضرموت والمهرة والدفاع المدني ونسعى لجلب عدد من صفارات الإنذار لمنطقة وادي حضرموت إضافة إلى إجراءات سيتخذها الصندوق بالتنسيق مع لجنة الطوارئ برئاسة وكيل وادي حضرموت عمير مبارك عمير سيتم بموجبها اعتماد عدة برامج مستقبلية في مجال التنبؤ بالكوارث.
خور المكلا : مشروع لحماية المكلا من الكوارث
يواصل المهندس متعافي حديثه حول الإجراءات المتبعة لحماية المدن من الكوارث ويشير في هذا الصدد إلى أن مشروع خور المكلا السياحي الذي تحول من وضع بيئي سيء الصيت إلى مشروع ضخم ومتكامل لحماية مدينة المكلا من السيول الجارفة واقرب مثال هو صموده نجاحه أمام السيول الكارثة ونسعى حاليا لتنفيذ مشاريع مماثلة في وادي حضرموت لتحويل بعض مجاري السيول والمنحدرات إلى مصدر أمن بعد أن كانت مصدر قلق وخوف للمواطنين, كما نسعى إلى الاستفادة من المياه الجارية والنازلة من المنحدرات والجبال والأودية وتحديد مساراتها وسرعتها والاستفادة منها في ترسيب الذهب والمياه الجوفية حتى لا تذهب هدرا إلى البحر.
تدخل في مشاريع البنى التحتية :
يشارك صندوق الإعمار عدد من الجهات المانحة والصناديق في مجال إعادة تأهيل مشاريع الطرقات والجسور حيث يمول البنك الدولي طريق عبدالله غريب إلى وادي حضرموت بكلفة خمسة وثلاثين مليون دولار وكذا الصندوق العربي للإنماء الذي يمول مشاريع بأكثر من مائة مليون بنسبة ثلاثين بالمائة من ذات المبلغ لإنشاء جسور وسوف تستكمل كافة الطرق الحضرية والجسور في المكلا وسيئون والمناطق الداخلية وستعلن المناقصات بعد تأهيل مكاتب لتقديم تصوراتها ودراساتها للإعلان عن مناقصات التنفيذ أوائل عام 2011م.
شكر خاص وعرفان :
بعد عامين من الكارثة نتوجه بخالص شكرنا وتقديرنا للقيادة السياسية ممثلة بفخامة رئيس الجمهورية علي عبدالله صالح الذي شارك في المنحة أثناء وقوعها من خلال تجشمه عناء السفر إلى حضرموت للاطلاع عن كثب على حجم الأضرار المادية والمعنوية وتوجيهه كافة الجهات بسرعة إغاثة المنكوبين والشكر موصول لمجلس إدارة صندوق الإعمار ممثلة في الدكتور علي محمد مجور – رئيس مجلس الوزراء ووزارة الأشغال والتخطيط والسلطتين المحليتين في حضرموت والمهرة ممثلة بالأستاذين سالم احمد الخنبشي وعلي محمد خودم ووكيل وادي حضرموت عمير مبارك عمير والشكر موصول للمملكة العربية السعودية وعاهلها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الذي قدم منحة مالية مقدارها مائة مليون دولار نقدا لأهله المتضررين في المحافظتين ودولة الإمارات العربية المتحدة على تلبيتها لنداء الإغاثة الذي أطلقة فخامة رئيس الجمهورية من خلال إرسال مخيم طبي ميداني متكامل للمناطق الأكثر تضررا ومنع أي أضرار بيئية إلى جانب إرسال المعونات الغذائية والطبية وأخيرا المكرمة التي قدمها سمو الشيخ خليفة بن زايد لبناء ألف وحدة سكنية للمتضررين في وادي وساحل حضرموت بكلفة مائة مليون درهم إماراتي والتي يجري العمل في بنائها حاليا وكافة دول الخليج ومنها الكويت التي تساهم عبر الصندوق العربي للإنماء أضاف متعافي إن مباني المتضررين في مشروع خليفة بن زايد تستكمل خلال اثني عشر شهرا.
معوقات وتسارع :
يقول المهندس متعافي فيما يخص المعوقات التي تواجه سير عمل الصندوق فان العمل يسير بشكل تسارعي وهندسي وهذا تؤكده عمليات صرف التعويضات منذ بداية 2009م النصف الثاني من العام نفسه ومطلع 2010م حيث كان الصرف لا يتعدى مائتين وسبعين مليون ريال شهريا فيما بلغ في بعض الأشهر 2010م إلى مليار شهريا ما يدل على أن عملية الانجاز تمر بشكل جيد ونحن لا ننكر أن ثمة معوقات تصادفنا لكن المشكلة ليست في الصندوق بل في بعض الجهات التي رفعت كشوفات متأخرة، لكننا تداركنا الوضع بعرض الكشوفات على اجتماع مجلس الإدارة في سيئون والتحقق منها لإقرارها والموافقة عليها وفي هذا الإطار نحث كافة الجهات على التعاون وتضافر الجهود وتسهيل المهام ليعمل الصندوق بشكل أفضل خلال المرحلة القادمة.