شهر رمضان
يختلف عن سائر الشهور ، وشهر رمضان في سيئون يختلف عنه في غيره من المناطق ،
فرمضان سيئون يتميز بمميزات عديدة لا يشعر بها إلاّ من ذاقها وأقام خلال شهر رمضان
في سيئون ، لذا تجد كل من يذهبون من أهل سيئون إلى خارج مدينتهم للعمل أو للدراسة
أو لأي سبب من الأسباب تراهم ما إن يقترب شهر شعبان من الرحيل حتى يتجهوا عائدين
إلى مدينتهم لينعموا بقضاء هذا الشهر الكريم مع أهلهم وذويهم .
ما
يميز رمضان في سيئون هو التراحم والتواصل والتكافل وتتعزز في هذا الشهر الكريم صلة
الأرحام بين الأقارب في إطار الأسرة الواحدة حيث تجتمع الأسرة كبيرها وصغيرها على
مائدة الإفطار ثم العشاء ، ويهتم أهل سيئون بالنواحي الاجتماعية فيكثرون في هذا
الشهر من التزاور أو ما يسمى ( بالمشاهرات ) حيث يذهب كل شخص إلى أقاربه ليهنئهم
بهذا الشهر الكريم ، كما اعتاد الناس على إقامة ولائم الإفطار ( التفاطير )
لأقاربهم وجيرانهم وهذا بلا شك يؤدي إلى تعزيز أواصر الإخوة والمحبة بين الناس
ويقضي على المشاحنات والمقاطعات بينهم .
ما يميز رمضان في سيئون هو إقبال الناس على أداء الطاعات من فرائض ونوافل وخاصة
صلاة التراويح التي تقام في جميع المساجد وما يميز صلاة التراويح في سيئون أن
أوقاتها تختلف من مسجد إلى آخر ، فأول مسجد يؤديها بعد صلاة العشاء مباشرة وهكذا
تتناوب المساجد في أدائها حتى الساعة الثانية ليلاً ، وتتميز مساجد الصحوة بأدائها
بعد صلاة العشاء مباشرة بينما لازالت مساجد الصوفية تحافظ على أدائها في وقت متأخر
من الليل وهناك من يصليها ثمان ركعات ومن يصليها عشرين ركعة ومنهم من يقرأ
بقصارالسور ومن يقرأ بطوالها ، واللافت للنظر وهو ما يعتبر من مظاهر الصحوة
الإسلامية هو إقبال النساء على صلاة العشاء والتراويح حيث تكتظ بهن المساجد ويخصص
لهن غالبا الطابق العلوي من المسجد كما هو في مسجد عمر حيمد والخير .
وتكثر خلال هذا الشهر الكريم الدروس والمواعظ بعد الصلوات وتظل معظم المساجد
مفتوحة من حين أذان الظهر إلى ما بعد صلاة المغرب .
وما يميز بعض مساجد سيئون هو إحياء سنة الاعتكاف في العشر الأواخر من رمضان للتفرغ
التام للعبادة ، حيث تم إحياء هذه السنة من قبل شباب الصحوة قبل أكثر من ( 15 )
عاماً وبدأت بمسجد عمر حيمد بالقرن ثم انتشرت إلى غيره من المساجد .
ما يميز رمضان في سيئون هو تنوع أطباق الطعام الخاصة بهذا الشهر والتي تتفنن
النساء في إعدادها وان كان ذلك يأخذ منهن وقتاً طويلاً من بعد صلاة العصر إلى قبيل
أذان المغرب ومن الأطباق الرمضانية الشهية ( السنبوسة والباقية والكلماتي وغيرها )
والتي يتم تناولها مع الإفطار .
عندما تسير في شوارع سيئون وبين أزقتها الداخلية وخاصة قبيل المغرب تشم رائحة
الدخون ( العلك ) الذي تتطيب به أكواب الماء استعداداً للإفطار .
ما يميز رمضان في سيئون هو ما تقوم به مساجد الصوفية ومنذ زمن بعيد وهي
الختومات التي تقام في المساجد لأداء بعض الشعائر بمناسبة ختم القرآن
الكريم في ذلك المسجد وتبدأ من ليلة سبع وتستمر في الليالي الأوتار حتى ليلة
التاسع والعشرين ، ويفرح الأطفال بهذه الختومات لما يصاحبها من إقامة الأسواق
المتنقلة ( البساط ) والتي يأتي إليها الأطفال لشراء الحلويات وغيرها .
" حضرموت اليوم"