أقيم صباح يوم الخميس الماضي بقاعة الاجتماعات في قصر شبام احتفال تأبيني لفقيد الشعر الشعبي الشاعر الكبير/ صالح ربيع بلسود الذي وافته المنية اثر مرض عضال يوم 23 ديسمبر 2005 عن عمر ناهز التسعين عاما.
التأبين اكتسب طابعا شعبيا وثقافيا حيث احتشد العشرات من أهالي مدينة شبام ومدن وادي حضرموت يتقدمهم زملاء ورفاق درب الشاعر وتلاميذه وقيادات وأعضاء الاتحادات الثقافية والإبداعية والمنتديات الأهلية بمدن وادي حضرموت .
احتشد الجميع في القاعة التي تناثرت على جدرانها ملصقات تحمل صورا ومقتطفات من شعر المرحوم صالح ربيع ,

نجحت اللجنة الأهلية المكونة لتأبينه في طباعتها وتوزيعها إلى جانب الكتاب الوثائقي الذي أصدرته اللجنة بالمناسبة متضمنا نصوص مختارة من قصائد صالح ربيع ومساجلاته في حلبات الشبواني و جلسات الدان ومقتطفات من بعض أشعاره الشعبية ذات المضامين الوطنية والاجتماعية الهادفة إلى جانب قصائد ومواضيع رثاء لوفاة الشاعر وصور فوتوغرافية توثق جوانب من سيرة حياته الزاخرة بالمناقب.
بدأ التأبين بآي من الذكر الحكيم وقراءة الفاتحة على روح المرحوم الشاعر صالح ربيع بلسود / ثم رحب الشاعر/ محمد سعيد قحطان - رئيس اللجنة الأهلية المنظمة لاحتفال التأبين بالحضور ، وقال : إن الوفاء للوفي الراحل يتمثل في جمع نتاجاته الشعرية الغزيرة بل ودراسة شعره الشعبي لأن شاعرنا الفقيد مدرسة متميزة في الشعر المرتجل تستحق الوقوف أمامها والخوض في أعماقها كما أدعو هنا بتكريم شاعرنا ، لأن هذا حق من حقوقه لم ينله في حياته .
وفي كلمة السلطة المحلية أكد الأخ/ هود سالم باضريب - عضو الهيئة الإدارية للمجلس المحلي بمديرية شبام الاهتمام بالموروث الشعبي وبالمجال الثقافي والإبداعي ورجاله ، وقال : نحن في الجلسة نواسي أسرة الفقيد الشاعر وكل محبيه وستظل أشعاره في كل النفوس بما قام به من تعبير من قضايا الناس من خلال شعره ونشكر كل الجهود التي بذلت في إنجاح هذه الفعالية.
الأستاذ المهندس/ عمر عبد العزيز الحلاج – رئيس فريق الخبراء للمشروع اليمني الألماني للتنمية الحضرية بمدينة شبام ارتجل كلمة في الحضور أكد فيها أن التنمية لا تعني فقط الاهتمام بالمنشآت والمعمار بل الإنسان وثقافته .. ومن أهم أجزائها الشعر الشعبي ، وقال : نخطئ إذا ظننا أننا نستطيع الحفاظ على شبام بترميم أبنيتها ، الحفاظ على شبام لا يكون إلا بالحفاظ على ثقافتها الحية ، من هنا .. اهتمامنا نحن في المشروع اليمني الألماني لدعم هذه العملية من جميع جوانبها ، نحن اليوم لا نقف إجلالا لشاعر واحد نحن نقف إجلالا للشعر الشعبي بشكل عام , أبو ربيع لا يمثل نفسه ولا شبام ، يمثل عبقرية الشعر عبقرية هذه الثقافة وأصالتها.
النجل الأكبر للفقيد صالح ربيع الشاعر/ ربيع صالح ربيع ألقى كلمة بالمناسبة عن أسرة الشاعر ضمنها قصيدة نظمها من غور أحزانه وأحزان أهله ومجتمعه في وفاة والده الشاعر الكبير : إنني في مثل هذه المواقف أفضل الصمت فالصمت أبلغ كثيرا من الحديث وماذا أقول وهل تسعني الذاكرة لأعبر لكن عن ما تجود به مشاعري في هذه الذكرى التأبينية لفقيدنا ووالدنا الشاعر صالح ربيع بلسود باسمي وباسم إخوتي وأسرة الفقيد آل بلسود جميعا لكم منا الشكر والتقدير والاحترام وأنقل تحياتي لمن ساهم في هذا اليوم التأبيني.
حفل التأبين في جزءه الثاني تضمن قصائد رثاء ألقاها زملاء ورفاق المرحوم وتلاميذه من الشعراء الشعبيين : جمعان سالم خراز , محمد فيصل باعبيد , جمعان كربان , عبد الله صالح بن قبوس, حسين باحارثة , سالم بن زيلع , خليل باسيف , خالد باحارثه .
الشاعر صالح ربيع بلسود الذي صال وجال في مدارات الشبواني وحلبات الشعر الشعبي عقودا من الزمن صار يشار إليه بالبنان كواحد من ألمع رموز الشعر الشعبي في حضرموت الذين يحفظ لهم الجمهور ويردد جيلا بعد جيل أشعارهم التي تخلقت من أعماق البيئة الشعبية البسيطة بلغة المعاني وعميق الدلالات .. رحل صالح ربيع لملاقاة خالقه .. وظل الوفاء لخلوده عنوان تأبينه اليوم .