على المرء أن يتعامل مع الحقائق بجدية وإتقان ومثابرة لتكون النتائج جيدة وفي مستوى المسؤولية التي ألقيت على عاتقه ، ولا يكون ذلك إلا بالتعليم الجاد والغوص في الدليل واكتشاف حقائق الأشياء . قال تعالى : " إنما يخشى الله من عباده العلماء " .وجزء من معنى الخشية هنا يعني أن نتعامل مع جميع التخصصات والمهن والحرف والبيع والشراء وفقهها بالسؤال عنها من ذوي الاختصاص تجنبا من الوقوع في الأخطاء أو التكذيب في مالا نفهم ، قال الله تعالى " بل كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه" .
علينا أن نركظ وراء المعرفة لتكون النتائج إيجابية ونستطيع من خلالها أن نمتلك قدرات علمية كفيلة على علاج الكثير من السلبيات التي تخدش ألوانا جميلة في حياتنا .
ولندرك جميعا أن أسباب صفاء الذهن واتساع قدرة الذاكرة وثبات الخطى والتوفيق ، يترتب على مقدار المساحة التي قطعتها من سلم التقوى .
وهذه إرادة الله وقد أثبتها في مجريات التاريخ لترسم لنا خريطة الوصول إلى الغايات . قال الله تعالى " اتقوا الله ويعلمكم الله ".
ومن أجل ذلك علينا ألا نتوقف عن التوجيه في تنشئة أبنائنا على سياق واحد من النمط التعليمي الدنيوي لا غير .
فالإفراط في جانب واحد داء لا يفي بقاعدة التعليم .
ومن المهم أن نعلم كل شي عن شي فيما تخصص فيه البعض منا كما علينا أن نفهم شيء عن كل شيء فيما أوجب علينا .
لقد قال الله تعالى عن أعدائه الذين أفرطوا وراء جزئية بعينها من علوم الدنيا "يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا وهم عن الآخرة هم غافلون" وقال تعلى " ذلك مبلغهم من العلم " .
وقال تعالى: عن اليهود وعلمهم" كمثل الحمار يحمل أسفارا" إنه علم ولكنه لايهدي ، ودلالة ولكن إلى انحراف . قال تعالى " فاستحبوا العمى على الهدى ".
من أجل ذلك علينا ألا نترك مساحة غامضة الفهم في تنشئة أبنائنا ونستعين بمن هو صاحب كفاءة وخبرة نشد به الأزر ونشركه في الأمر .
علينا أن نصنع مفتاح النجاح . ونعلم أن مادة صنعه الثقة بالله والأخذ بالأسباب فهما شرطان متلازمان نستمد منهما قدراتنا ونصنع بهما أدواتنا ونثق بهما في خطانا .
عسى أن نحظى بثواب الدنيا وحسن ثواب الآخرة