اليمن .. هذه البلدة الطيبة.. التي اشتهرت الهدوء والطمأنينة.. والخير والبركات ..في ظل عهد سما نحو التقدم والرقي .. نحو التنمية بمفهومها الشامل .. لكن ,, هناك من يغتاظ لذلك .. هناك من يريد لهذا البلد الفشل والاندحار بتفكيرهم الهمجي المتخلّف الذي قادهم إلى تدمير هذا الوطن وتدمير ممتلكاته وسمعته الطيبة والشريفة ..قادهم إلى أفكار لا تعود إلا بالخراب والدمار .. استخدموا اسم الدين والوطن وهو بريء منهم.
بقلم/أمجد عبداللاه باحشوان
ولعل ما يدفعهم لفعل ذلك هي أمور وعوامل عديدة أبرزها ضعف الوازع الديني وغياب دور الأسرة والفراغ و وانتمائهم لتجمعات شبابية عاطلة وتعطيل بعض الحدود الشرعية والحق العام سواءً بالتنازلات عن الحقوق ، والوساطات التي تزيد الطين بلة في حالات لا ينبغي التنازل عنها مما يؤدي ذلك إلى شعور مرتكبي حالات الإجرام من الشباب بأن يد القضاء يمكن تفاديها بتلك الطرق بالإضافة إلى انحسار دور الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على مستوى الفرد والأسرة والمدرسة والمجتمع.
ترددت أصوات على أن اليمن بدأ مأوى لذوي النفوس الرخيصة, فاخذوا يستغلون خيراتها و طيبة أهلها وأمنها واستقرارها لتنفيذ أعمالهم التخريبية .. فنجدهم شبابا مغررا بهم.. في ربيع عمرهم .. في بداية شبابهم .. انقادوا خلف وعود وأكاذيب باطله باسم الدين والجنة .. اخذوا يضرّون أنفسهم ودينهم ووطنهم .. شباب نتحسر عليهم لأنهم تركوا هذا الوطن وهو بحاجة إليهم .. بحاجة لأن يبنوه لا أن يهدّموه .. نلوم أنفسنا لأننا لم نستطع أن نقدم لهم شيئا ولأننا لم نستطع أن ننقذهم .. لماذا تركناهم يتجهون إلى ثلة خبيثة لا تعرف المصلحة العامة؟ لماذا لم نوعّيهم ولم نستغل فراغهم.. نحن المسئولون عن كل شاب ذهب وتخبط في مثل هذه الأمور , ما فائدة المنتديات الشبابية إن لم تحتضن الشباب وتقوي روابط الولاء للدين والوطن. ما دور هذه المنتديات إن لم يكن لها اثر على نفس كل شاب في ارض هذا الوطن المبارك .
إن مسئوليتنا كبيرة في توعية الشباب بمخاطر هذه الفئة الإرهابية الضالة وعلينا بيان الوجهة الصحيحة لما يقوموا به من أفعال تضر بهم بوطنهم وبدينهم .
كم فقد هذا الوطن من أبناء ومن سياح؟ كم خسر هذا الوطن من مشاريع وعلاقات ؟ كم تشوهت سمعة هذا الوطن في الخارج؟ كم تضرر الاقتصاد والسياحة؟ كل ذلك بسبب أفعال همجية غير مسئولة وأفكار هدامة غير منظورة وفئة شبابية غير مستغلة.
كل تلك العوامل والأسباب ربما ساهمت بشكل مباشر أو غير مباشر في نشوء تلك الحالات الإجرامية ، إلا أننا كمواطنين يهمنا الأمن والأمان ، والشعور بالاستقرار والاطمئنان ، وإذا كان أولئك الشباب لديهم مشاكل نفسية أو أسرية أو أخلاقية أو دراسية أو غيرها ، فإن ذلك لا ينبغي أن يتحمل نتيجته المواطن والزائر ، ولذلك ينبغي التركيز على أن يقوم كل صاحب علاقة ومسؤولية بواجباته ومسؤولياته (فكلكم راعٍ وكلكم مسئول عن رعيته) .
مهمتنا كمنتديات شبابية تكبر وتكبر وتبقى لنا خطوة مهمة في احتواء الشباب وتلبية رغباتهم وقتل أوقات فراغهم ..وهذا ينبني بتعاون الجميع مع تلكم المنتديات من سلطة وحكومة وشعب ورجال خير وأعمال , والتي من شانها أن تحتضن الشباب قبل أن يحتضنهم الغير, وتوعيهم وتنمي قدراتهم لما فيه خدمة هذا الوطن الغالي .