نعت السلطة المحلية بمحافظة حضرموت، ممثلة بسيادة المحافظ الأستاذ مبخوت
مبارك بن ماضي، القامة التربوية والرائد التعليمي الكبير الأستاذ أحمد سعيد
باحبارة، الذي وافته المنية اليوم الخميس، عن عمر يناهز الـ 86 عامًا،
قضاها في خدمة رسالة التربية والتعليم بكل تفانٍ وإخلاص، تاركًا خلفه إرثًا
من العطاء والبصمات النيرة.
وأكد المحافظ أن حضرموت والوطن فقد قامة تربوية سامقة وأحد رواد التعليم الأوائل الذين أسهموا في إضاءة دروب العلم والمعرفة لأجيال متعاقبة منذ عام 1959م. وأشار المحافظ إلى أن الفقيد كان نموذجًا للتفاني في عمله كمعلم وإداري ومؤلف، ترك بصمات واضحة في مسيرة التعليم الحديث من خلال جهوده وتنظيمه.
ويُعدّ الفقيد الأستاذ أحمد سعيد باحبارة، المولود في غيل باوزير عام 1939، أحد رواد التعليم الذين أسسوا لنهضته الحديثة في حضرموت، بدأ مسيرته كمعلم عام 1959 بعد تخرجه من دار المعلمين بالغيل، متنقلًا بين المدن والقرى حاملًا رسالة العلم رغم صعوبات العيش آنذاك، تدرّج الفقيد في المناصب الإدارية ليثبت كفاءته وإخلاصه، حيث عمل في إدارة المعارف بالسلطنة القعيطية، وتوّج مسيرته بتعيينه مساعدًا لمدير عام التربية والتعليم بمحافظة حضرموت لشؤون الإحصاء والتخطيط في عام 1990، وظل في منصبه حتى تقاعده عام 1995م.
وبعد تقاعده، لم يتوقف عطاء الأستاذ باحبارة، بل واصل خدمة المجتمع التعليمي من خلال تأسيسه “مجلس الرواد” في منزله، والذي أصبح منتدى ثقافيًا وتربويًا يجمع رجالات التعليم والمهتمين بشكل دوري، ليظل مشعل نور يضيء للحاضرين خبرته وتجربته الثرية.
وجسّد الفقيد عطاءه في كتاب توثيقي قيّم بعنوان “أيامي”، الذي استعرض فيه مسيرته المهنية التي امتدت لأكثر من 60 عامًا، وتجاربه القيّمة في حقل التربية والتعليم، وما رافقها من نبل ومواقف وتضحية، ويعد الكتاب الذي يقع في 300 صفحة، مرجعًا يوثق لمراحل نهضة التعليم الحديث في حضرموت، وجهود رواده العظام، والعلاقات التاريخية مع الأشقاء في السودان ودور المعلمين السودانيين في التنوير في تلك الحقبة.
وكان محافظ حضرموت مبخوت مبارك بن ماضي قد كرّم الرائد التربوي الأستاذ أحمد سعيد باحبارة بدرع المحافظة في الرابع من سبتمبر 2025، بالمسرح الوطني بالمكلا، تقديرًا لمشواره الطويل في التنوير.
وبهذا المصاب الجلل، تقدمت السلطة المحلية بمحافظة حضرموت، وكافة رجالات التربية والتعليم، بأحر التعازي والمواساة لأبناء الفقيد: نبيل، وخالد، وسمير، وسعيد، ومحمد، وصهره الدكتور عمر سعيد طويهر، وآل باحبارة كافة، سائلين المولى عز وجل أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته. وسيتم الصلاة على جثمانه الطاهر بعد صلاة عصر اليوم الخميس في مسجد الروضة، وسيوارى جثمانه الطاهر الثرى في مقبرة يعقوب.
انا لله وانا اليه راجعون.