كوارث السيول في حضرموت بين الواقع والتاريخ
الجمعة 07/11/2008- سيئون/موقع محافظة حضرموت/خاص

في وادي حضرموت المنكوب وفي حضور مكثف لكافة شرائح المجتمع عكس أهمية الواقع والموضوع , أقام مركز ابن عبيدالله السقاف لخدمة التراث والمجتمع بمدينة سيؤون قلب الوادي وعاصمته ندوة علمية توثيقية توعوية هامة بعنوان "كوارث السيول في حضرموت بين الواقع والتاريخ" شارك فيها العلامة المؤرخ السيد جعفر السقاف ،  والعلامة السيد محمد بن بصري- أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأحقاف، والدكتور السيد عمر بن شهاب- أستاذ الأدب بجامعة حضرموت ، ومدير بلدية سيؤون السابق الأستاذ عوض بحرق .


وقد استعرض المتحدثون تاريخ كوارث السيول العارمة منذ القدم إلى كارثة اليوم الماثلة بدقة في التاريخ والأحداث والوصف والأسباب التي تبين في كثير منها أنها من صنع الإنسان ذاته بسبب البناء العشوائي في مجاري السيول والانتشار الواسع لشجرة السيسبان و جذوع النخيل التي أتلفها دوباس النخيل في كل مكان من الوادي ، بالإضافة إلى عدم وجود جهة متخصصة تدرك وتهتم  بهذه المخاطر و مباشرة مسؤولياتها الهامة في التوعية و نظافة الوديان من مخلفات ونفايات عموم السكان الأمر الذي أسهم في ضخامة الكارثة وتصاعد تبعاتها ،  كما تم استعراض فقرات من قانون ( الكوارث ) إبان الدولة الكثيرية واليمن الجنوبية حيث كان التعامل الجاد من المسلمات بها من قبل الجميع نظراً لعمق الوعي واستشعار الجميع بالمسؤولية وشدة العقوبات المنصوص عليها و التي تصل إلى الإعدام .
كما أكد المتحدثون أن فقدان وادي حضرموت خلال السنوات القليلة الماضية للسدود المشهورة ومنها سد الحامورة وسد حينماني وسد بيت مسلمة وسد العشيديلة وسد الوشحي وسد عبادي وسد طعيرة والتي تنتهي جميعها وتصب في سد سنا ( سد الخلفة ) وعدم تجديدها وإهمال بقاياها يعد من أبرز سمات التهاون في الأرواح والممتلكات والثروة المائية الغالية ومما يضاعف حجم الكارثة وجود البناء بعشوائية عارمة وتوزيع المخططات السكنية المعتمدة حتى في أعماق الوديان ومجاري السيول .
هذا ملخص مختصر لمضمون هذه الندوة الهامة المتعددة الطروحات والأطياف الفكرية و التي انتهت إلى توصيات علمية و توثيقية و توعوية هامة تؤكد الأهمية البالغة لمضمون هذه الندوة التي غاب عنها كافة عناصر السلطة متجاهلين الدعوات الرسمية التي وجهت إليهم من قبل إدارة المركز الأمر الذي عبر عنه الحضور بأنه خيبة أمل وأسف لها دلالات كبيرة تسهم في تحويل الإشاعات إلى حقائق تقوي من عضد المعارضة التي تنازع السلطة حالياً لنيل حصتها فيما يصفه بعضهم بالغنائم المتدفقة على حضرموت بهدف معلن هو إنقاذ وإغاثة ضحايا هذه الكارثة العظيمة .
وفي ختام الندوة التي أدارها الإعلامي نبيل مطبق قام رئيس المركز السيد محمد بن حسن السقاف بتقديم لوحة المركز وشهادة شكر وتقدير لشركة توتال الفرنسية بلوك رقم 10 تقديراً وعرفاناً من عموم أبناء حضرموت للدور الكبير السباق الذي قامت به الشركة عبر طائراتها المروحية والعمليات الميدانية في إنقاذ وغوث الكثير من المنكوبين , و في جو مفعم بمشاعر الإنسانية الرفيعة تحدث مدير الشركة هانس هيوجسمان مدير الموقع واصفاً حجم الكارثة ، و تألم لعودة بعض من فقدوا منازلهم بالبناء في ذات المواقع الذي كانت فيه , وقد وصف مشاعره الفياضة تجاه حضرموت وأهلها وإعجابه بتكاتفهم، كما أعرب عن شكره وتقديره الخاص لمركز ابن عبيدالله السقاف لخدمة التراث والمجتمع على هذه اللفتة الكريمة التي تعكس العمق الحقيقي لهذا المجتمع  الكريم.
كما تم تسليم لوحة المركز وشهادة تقدير منه للدكتور صالح الطائي الأمين العام للهلال الأحمر الإماراتي و في ذلك أعلن رئيس المركز عن تأجيل تكريم رجال قوة الواجب للمستشفى العسكري الميداني الإماراتي والهلال الأحمر الكويتي لاحقاً نظراً لعدم تمكنهم من الحضور لانشغالهم الميداني في جهودهم الأخوية الصادقة ودورهم الكبير في تخفيف مصاب هذا الحدث الجلل على الجميع .
وفي ختام الندوة قرأ الجميع فاتحة الكتاب على أرواح شهداء الكارثة و ابتهلوا بالدعاء  إلى الله بأن يمن على الناجين بالشفاء العاجل و اللطف بالمسلمين , كما تقرر أن تلخص أوراق الندوة وتقر توصياتها للترفع إلى القيادة السياسية التي كانت الحاضر الغائب في هذه الندوة الهامة لاستشعارها وقيامها بمسؤولياتها الجسيمة منذ أن بدأت الكارثة .