في 24 أكتوبر من العام 2008م شهدت مديرية ساه بوادي حضرموت ( 80 كيلو متر
شرق سيؤن ) فيضانات وسيول غزيرة أدت إلى تلف الكثير من المحاصيل الزراعية
واقتلاع ما لا يقل عن ستمائة وخمسين ألف نخلة مثمرة ( بحسب تصريحات مدير
إدارة الزراعة بالمديرية ) .
وكان لهذه الكارثة أثرا سلبيا على إنتاجية المديرية التي تعد الأولى في وادي حضرموت لجهة زراعة النخيل وإنتاج التمور . لم تكن كارثة السيول السبب الأول في تراجع إنتاجية محصول التمر بمديرية ساه فهناك أسباب أخرى سبقتها تمثلت في انتشار حشرة ( دوباس النخيل ) التي تسببت في ضعف الإنتاج وموت الكثير من أشجار النخيل في ظل عجز الدولة عن مكافحة هذه الحشرة والحد من انتشارها .
تصاعد وارتفاع أسعار المحروقات والأسمدة في ظل الانهيار المتسارع للعملة الوطنية كانت معوقات أخرى زادت من معاناة المزارع وأثقلت كاهله؛ يقول المزارع كرامة محمد ” نعاني كثيرا في ري مزروعاتنا ومنها أشجار النخيل في ظل زيادة سعر الديزل ولا توجد جهات رسمية تهتم بدعمنا و الجمعية التعاونية الزراعية عاجزة عن توفير أبسط احتياجات المزارع “ مصنع التمور بسيؤن تجربة رائدة أنشئ مصنع التمور بمدينة سيؤن مطلع ثمانينات القرن الماضي .
حيث يعد واحدا من أهم مصانع تغليف وتعبئة التمور في اليمن والخليج في تلك الفترة. كان لوجود المصنع أثرا إيجابيا في تسويق وتغليف منتجات المزارعين من التمور في مختلف مديريات وادي حضرموت والصحراء غير أن هذا المصنع تعرض للتدمير الكلي بعد تعرضه لحادث التفجير في يونيو 2014 م.
تمور وافدة شهدت الفترة التي أعقبت كارثة السيول في 2008 م إغراقا للسوق المحلية بكميات كبيرة من التمور المنتجة في دول مجاورة سواء عن طريق توزيعها كمعونات في بداية الأمر ثم تسويقها للبيع في المحال التجارية جملة وتجزئة.
وجود هذه التمور جعل المجتمع المحلي ومنهم المزارعين يعتمدون بصورة كبيرة عليها ويهملون المنتج المحلي.
تراجع الإنتاج يتحدث مدير إدارة الزراعة والري بمديرية ساه حسين سالم عن مساهمة مصنع التمور في تشجيع المزارعين على تسويق منتجاتهم حيث بلغ إنتاج المديرية المعبأ في مصنع التمور في العام 1987 ( 580 طنا ) في حين تراجع بعد ذلك إلى حوالى ( 274 طن ) .
يرى بن الشيخ أبوبكر أن تحسين العلاقة بين ملاك الأرض الزراعية والمزارعين المشتغلين فيها سيكون له مردود إيجابي في زيادة إنتاجية التمور حيث أن عملية قسمة المحصول بين المالك والمزارع يحصل غالبا فيها ظلم للمزارع من قبل المالك ما يجعل المزارع يترك العمل لدى مالك الأرض في العام القادم وتسوء حالة الأرض وينخفض الإنتاج لعدم وجود مزارع يهتم بحرث الأرض وري أشجار النخيل.
الطاقة البديلة اتجه المزارعون مؤخرا إلى تشغيل مضخات المياه عبر منظومات الطاقة الشمسية يقول المزارع سالم صالح ” إن منظومة الطاقة الشمسية وفرت علينا تكاليف كثيرة واستطعنا ري مساحات واسعة وأدى ذلك إلى تحسن ملحوظ في إنتاجية التمور لهذا العام وحققنا أرباحا معقولة مقارنة بالأعوام الماضية التي كانت عملية شراء وتوفير الوقود فيها تثقل كاهلنا فلا نستطيع الإيفاء بالتزاماتنا “.
استزراع فسائل لأنواع جديدة بعد كارثة السيول العام 2008 م حرصت بعض الجهات والمنظمات المانحة على تقديم فسائل لأنواع مختلفة من أشجار النخيل لإعادة استزراع المساحات التي جرفتها السيول ولاقت هذه الفسائل رواجا كبيرا ونجحت عملية استزراع مساحات واسعة من الأرض الزراعية ومن مميزات الفسائل الجديدة مقاومتها للعديد من الآفات والأمراض التي تصيب أشجار النخيل .
ونظرا لانتهاء العمر الافتراضي لكثير من أشجار النخيل التي ربما تجاوز عمر بعضها ثمانين عاما فقد باتت عملية زراعة الفسائل الجديدة مهمة بغرض تمكين المزارعين من زيادة الإنتاج المحلي ورفد السوق بأصناف جديدة محسّنة .
تم إنتاج هذه المادة بدعم من مركز الدراسات والإعلام الاقتصادي.