في إطار نشاطه نصف الشهري استضاف فرع اتحاد الأدباء و الكتاب اليمنيين بوادي حضرموت مساء الأحد 22 يونيو 2008م الأستاذ / محمد علي بن وثاب ، الذي قدم محاضرة نوعية تحدث فيها عن الفلاح و ما قيل عنه في الأدب العربي .
و قد تركزت محاضرة الأستاذ بن وثاب حول الريف و الفلاح المصري و ما قيل فيه من شعر من قبل عدد من شعراء مصر في فترات سابقة .. و قبل الولوج في موضوع المحاضرة أعد ابن وثاب مقدمة قصيرة أبرز من خلالها معاناة الفلاح من القهر و الاستبداد من قبل الحكام و الملاك ، و أن نظرة المجتمع إليه كانت قاصرة إذ أن الفلاحة كانت حرفة العبيد و البدو .. حتى بدايات القرن العشرين حيث قامت ثورات التحرر ضد الظلم و الاستبداد و عززت من مكانة الفلاح و الإعلاء من شأنه . حتى أن بعض الشعراء مثل شاعر النيل حافظ إبراهيم تمنى أن لو كان له نصف فدان من الأرض يستصلحه !
المحاضرة احتوت على نماذج متعددة من الأشعار العربية التي تناولت حياة الفلاح و الريف ، و البيئة الزراعية و ما تحويه من جمال ساحر بين زقزقة العصافير و خرير المياه و تلك الناعورة الشاهقة و الساقية التي تتردد فيها الأصداء و الفلاحة ( ابنة الريف ) التي تأتي إلى الجدول الصغير حاملة جرتها ، لوحة يستلهم منها الأدباء و الشعراء و التشكيليون ألوانا بديعة من التصوير و التصنيف .. ناهيك عن الهدؤ و السكينة و الحياة الخاصة للفلاح الذي يعيش بين محاصيله و عصافيره و فأسه الذي لاينفك عنه تارة ليقلم أشجاره و تارة ليحتطب .
المحاضرة نقلت الحضور إلى البيئة الزراعية و أجواء الريف .. إلا أن تركيزها على الريف المصري كان واضحا .. مما حدا بالحاضرين أن يطالبوا في مداخلاتهم بالبحث عن الفلاح اليمني و ما قيل فيه من أشعار و أين موقعه من الأدب العربي .. هذا ما وعد به ابن وثاب في محاضرة قادمة عن الفلاح في الأدب العربي نثرا .. ونرجو أن يكون فيها الفلاح اليمني حاضرا داخل و خارج المحاضرة ..
أدار الجلسة الأستاذ / علي أحمد بارجاء رئيس فرع الاتحاد بوادي حضرموت بحضور عدد من المثقفين و المهتمين .