دعت الجمهورية اليمنية البرلمانات العربية والإسلامية إلى اتخاذ موقف جاد أمام الأحداث التي تمر بها الأمة العربية والإسلامية والتعامل معها بروح المسؤولية والمصداقية والشفافية.
وقال نائب رئيس مجلس النواب الدكتور جعفر سعيد باصالح اليوم أمام الدورة الخامسة لمؤتمر اتحاد مجالس الدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي المنعقد حاليا في القاهرة" أن الأمر لا يحتمل التسويف في ظل وضع تجمعت فيه جهود الدول الأخرى لتحقق مصالحها".
وأكد نائب رئيس مجلس النواب ان القضايا المطروحة أمام المؤتمر تتطلب الخروج بقرارات تغاير القرارات السابقة وتتسم بالجدية والشعور بالمسؤولية أمام الله ثم أمام الشعوب الإسلامية.
وانتقد باصالح الصمت العربي تجاه الهجمة الصهيونية الدموية الحاقدة على الشعب الفلسطيني ومحاولة تركيعه من خلال الحصار الظالم على قطاع غزة والضفة الغربية وإغلاق معابر إمداد الغذاء والدواء، التي تتنافى مع القيم الإنسانية النبيلة في العالم.
وأشار إلى ان الموقف العربي والإسلامي الصامت المتخاذل شجع الكيان الصهيوني على التمادي في تصرفاته حتى وصل به الأمر إلى قطع الكهرباء والوقود ليعلن بذلك اجتثاث شعب من الوجود.
وجدد باصالح دعوة اليمن الأشقاء في حركتي فتح وحماس للعودة إلى طاولة الحوار الجاد الذي يسعى إلى إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف ويضمن حق العودة للاجئين والعيش الكريم في أرضهم وديارهم.
وأعرب عن أمله في ان يتمخض اجتماع القاهرة الذي دعا إليه الرئيس المصري محمد حسني مبارك عن قرارات تعيد اللحمة الفلسطينية وتضع الجميع أمام مسؤولياته التأريخية تجاه وطنهم وشعبهم وتعمل على رص الصفوف وصون الدم الفلسطيني وتهيئة الأجواء لإخوانهم المسلمين حكاما وشعوبا في كسر الحصار الظالم عليهم.
ودعا الزعماء المسلمين للاستجابة لمبادرة الرئيس علي عبدالله صالح في عقد قمة إسلامية طارئة لكسر الحصار الظالم على الشعب الفلسطيني والخروج بقرارات جادة والعمل على فتح المعابر وإمداد الشعب الفلسطيني بكل الإمكانيات اللازمة للعيش الكريم وفي مقدمتها الوقود والدواء والغذاء. وأشار بهذا الصدد إلى أهمية إيجاد قوة إسلامية للمراقبة وحماية شعب فلسطين من الاعتداءات السافرة التي يقوم بها الكيان الصهيوني وإزالة جدار الفصل العنصري وإرغام الكيان الصهيوني على تنفيذ قرارات الشرعية الدولية.
وشدد على ضرورة العمل على إطلاق سراح المعتقلين في السجون الإسرائيلية وفي مقدمتهم رئيس المجلس التشريعي وأعضاء مجلس الوزراء وكل السجناء الذين اقتادتهم يد الغدر والخيانة إلى اقبنة السجون الإسرائيلية من مختلف الفصائل الفلسطينية.
واستنكر نائب رئيس مجلس النواب المعايير المزدوجة التي تمارسها الدول الغربية في تعاملها مع القضايا الإسلامية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.
وقال"من المفارقات ان تسمى دول الغرب مواجهة الحجر الفلسطيني للصاروخ والمدفعية الصهيونية إرهابا وتسمى القتل اليومي والتجويع والحصار لمليون ونصف المليون مسلم في غزة دفاعا عن النفس".
وأضاف"ومن المفارقات أيضا ان تسمي دول الغرب السعي للإساءة لرسولنا الكريم محمد صلى عليه وسلم، كما حدث من خلال الصور المسيئة له، وكما يحدث اليوم في الشريط الهولندي المصور، حرية تعبير عن الرأي ضاربة عرض الحائط بمشاعر وقيم مليار وثلث المليار مسلم في العالم، بل وفوق ذلك تسمى كل من يغار على قرأنه ونبيه من المسلمين إرهابيا، وفي ذات الوقت تتناسى أن رعايتها للكيان الصهيوني الغاشم إنما هو الإرهاب بأجل صوره".
ولفت نائب رئيس مجلس النواب إلى ما يجري في لبنان من تصادم وتضاد طال أمده .
ودعا اللبنانيين إلى الاحتكام إلى صناديق الانتخابات والتداول السلمي للسلطة بعيداً على التمترس خلف المصالح الضيقة وتغليب المصلحة العامة على المصالح الفردية والفئوية والطائفية والحزبية.
وقال ان "هذا الافتراق لا يخدم إلا أعداء الأمة الإسلامية".
كما أشار إلى ما يحدث في العراق وما ترتكب يوميا من جرائم بحق الشعب العراقي جراء الاحتلال الأجنبي تحت ذرائع كشف زيفها وباطلها وكان الأولى ان يقدم مرتكبوها على اثر ذلك للعدالة كمجرمي حرب.
وناشد الحكام المسلمين الخروج بقرارات شجاعة تعمل على وقف الاقتتال بين الإخوة في العراق والعودة بأمة الإسلام إلى ماضيها الحضاري.
وتطرق إلى الوضع الراهن في كثير من البلدان الإسلامية كأفغانستان والسودان والصومال وقبرص وكشمير وجامو..
وأكد على انه جدير بهذه الدورة ان تقف أمام هذه الوضع بمسؤولية وتخرج بقرارات إيجابية.